الأسير الفلسطيني معتصم رداد: أشعر بأنني الشهيد القادم

14 مايو 2024
صورة متداولة للأسير الفلسطيني معتصم رداد (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- معتصم رداد، أسير فلسطيني محتجز منذ 2006، يعاني من تدهور صحي خطير بسبب الإهمال الطبي والمعاملة القاسية في سجن عوفر، مع تجارب مؤلمة تشمل إغماءات ونزيف دموي يومي.
- نادي الأسير الفلسطيني يحمّل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن حياة رداد، مشيرًا إلى تعرضه لجريمة طبية ممنهجة خلال فترة اعتقاله القاسية وغير الإنسانية.
- الأسرى الفلسطينيون يواجهون تجاهلًا لحاجاتهم الطبية وحرمانًا من الرعاية الصحية الأساسية في سجون الاحتلال، مما يؤدي إلى تدهور حالاتهم الصحية ويزيد من مخاطر وفاتهم، مع مطالبات بتحسين ظروف اعتقالهم وتقديم العلاج اللازم.

كشف الأسير الفلسطيني معتصم رداد (42 عاماً)، من بلدة صيدا، شمال طولكرم، شمال غربي الضفة الغربية، والقابع في سجن عوفر، أن شعوراً بداخله بأنه الشهيد القادم داخل سجون الاحتلال لا يفارقه، نظراً لتدهور وضعه الصحي بشكل يومي، وفقاً لرسالة نشرها نادي الأسير، أمس الاثنين، نقلها أحد الأسرى المفرج عنهم أخيراً.

والأسير الفلسطيني معتصم رداد "يتعرض لجريمة طبيّة ممنهجة ومتواصلة منذ اعتقاله عام 2006، والتي ازدادت حدتها بشكل خطير منذ بداية فرض الإجراءات الانتقامية الممنهجة بحقّ الأسرى، وذلك مع بدء جريمة حرب الإبادة في غزة والمستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر"، بحسب النادي.

الأسير الفلسطيني معتصم رداد: أكاد أختنق بلا مغيث

وقال الأسير الفلسطيني معتصم رداد في رسالته: "أشعر بداخلي بأنني الشهيد القادم داخل سجون الاحتلال، فوضعي يتدهور يوميًا وخلال الأشهر الماضية". وتابع: "أصبتُ بحالات إغماء متواصلة، والأمعاء تنزف دمًا يوميًا، ودقات القلب غير منتظمة مع ارتفاع دائم في ضغط الدم، إلى جانب معاناتي من ضيق التنفس، وأكاد أختنق بلا مغيث، عدا عن الآلام الشديدة التي أعاني منها في الظهر والمفاصل، كما أعاني من صعوبة كبيرة في النوم، والكلمة الوحيدة التي أتلقاها من السجانين، (أنك ميت ميت هنا)، فمعاناتنا كمرضى في السجون لا يمكن تصورها بأي شكل من الأشكال، نحن نموت يوميًا، فنحن محتجزون في زنازين ومحاصرون بالجوع والعطش والقمع والتنكيل والتعذيب ومحرومون من أدنى شروط الرعاية الصحيّة".

وأضاف رداد في رسالته: "كلمتي الأخيرة إن كتب الله لي الشهادة في السّجن لا أريد من أحد أن يطالب بجثماني، فمن تركني أموت داخل السجون لا يحق له المطالبة بجثماني، وسواء كان في ثلاجات الاحتلال وبرفقة أصدقاء المعاناة ناصر أبو حميد، وكمال أبو وعر، ووليد دقة، وغيرهم، أو كان في مقبرة، فلم يعد هناك فرق، وإلى لقاء قريب".

وحمّل نادي الأسير الفلسطيني الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن مصير الأسير الفلسطيني معتصم رداد وما يتعرض له من جريمة طبيّة ممنهجة ومتواصلة منذ اعتقاله. وأوضح أنّ الأسير رداد محتجز في قسم (22) في سجن عوفر داخل زنزانة لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة الآدمية ولا الظروف الصحيّة المناسبة لوضعه الصحيّ، حيث تعتبر حالته من أصعب الحالات المرضية في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، وأقدمت الإدارة على نقله منذ بداية العدوان من عيادة سجن الرملة إلى سجن عوفر، إلى جانب أسرى مرضى آخرين تم قمعهم ونقلهم أيضاً. 

وأضاف نادي الأسير أنّ "الخطورة على مصير الأسير الفلسطيني معتصم رداد تتفاقم بشكل ملحوظ أخيرًا، وذلك بحسب زيارات سابقة جرت له، عدا عن شهادات مجموعة من المحررين الذين أُفرج عنهم أخيرًا والذين أكدوا أنه يواجه وضعًا هو الأصعب من بين صفوف مئات المرضى في سجن عوفر وهناك مخاطر كبيرة على مصيره".

يذكر أنّ الأسير رداد المعتقل منذ عام 2006، والمحكوم بالسّجن لمدة 20 عامًا، تعرض خلال عملية اعتقاله لإصابات بعشرات الشظايا، ولاحقاً واجه ظروفاً اعتقالية قاسية وصعبة ساهمت في تفاقم وضعه الصحي وبإصابته بأمراض مزمنة وخطيرة أدت إلى حدوث التهابات خطيرة في الأمعاء، ومنذ سنوات يعاني من نزيف دائم تسبب له بهبوط حاد في الدم، علماً أنه كان قد تقرر إجراء عملية استئصال لجزء من أمعائه، إلا أنّ إدارة السّجون نفّذت جريمة طبية بحقه، فبعدما تم تجهيزه للعملية ألغيت في آخر لحظة، واليوم تستكمل دورها وهدفها لقتله.

وعلى مدار سنوات اعتقاله الماضية، قضى رداد معظم فترة اعتقاله في ما تسمى بعيادة سجن الرملة، وقد ارتقى العديد من الأسرى الذين احتجزوا فيها. وصعّدت منظومة سجون الاحتلال بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجرائم الطبيّة الممنهجة كامتداد لنهجها الذي مارسته على مدار عقود طويلة بحقّ الأسرى المرضى، حيث أصبح معظمهم مرضى بسبب سياسات الاحتلال الانتقامية الممنهجة.

وشكّلت هذه الجرائم سببًا مركزيًا في استشهاد أسرى، عدا عن تلك التي يتعرض لها معتقلو غزة وذلك استنادًا لروايات المعتقلين الذين يتم الإفراج عنهم، إضافة إلى التّحقيقات التي نشرت أخيرًا والتي استندت لشهاداتهم، والتي تضمنت تفاصيل مرعبة عن عمليات التعذيب وظروف الاحتجاز الحاطة بالكرامة الإنسانية داخل المنشأة "الطبيّة" التي أقامها الاحتلال في معسكر سدي تيمان التابع لجيش الاحتلال.

وتطالب عائلة الأسير المريض معتصم رداد بإعادته من سجن عوفر إلى سجن الرملة والضغط في محاولة لتقديم الحد الأدنى من الرعاية التي كانت تقدم له رغم محدوديتها سابقاً، حيث إنه منذ بداية العدوان المستمر لا تقدم إدارة السجون الدواء المقرر له، في ظل حالة القلق الشديدة على حياته.

وكان نادي الأسير قد استعرض أبرز الحقائق عما يواجهه الأسرى والمعتقلون المرضى في سجون الاحتلال الإسرائيليّ بعد السابع من أكتوبر، حيث تشكّل الجرائم الطبيّة بكثافتها امتدادًا لسياسة الاحتلال الممنهجة لعمليات القتل البطيء، فيما توقفت إدارة السّجون عن نقل الأسرى المرضى الذين يحتاجون إلى متابعة صحية حثيثة إلى العيادات.

كما أنه وبقرار من وزارة الصحة الإسرائيلية وبمباركة العديد من الطواقم الطبية ترفض بعض المستشفيات والأطباء علاج الأسرى الفلسطينيين، وتوقفت إدارة السّجون عن نقل الأسرى إلى المستشفيات إلا في الحالات الخطيرة جدًا، وهو ما فاقم معاناتهم وخاصة مع حرمانهم من الخروج حتى لعيادة السّجن، كما تعمدت عدم تقديم العلاج للمئات من الأسرى والمعتقلين الذين تعرضوا لعمليات تنكيل وتعذيب، وهذا ما عكسته عشرات الشهادات لمعتقلين أفرج عنهم أخيرًا.

وتعرض العديد من المرضى لعمليات قمع ونقل وتنكيل، وكانت أبرز هذه الحالات حالة الأسير المقعد منصور موقده، الذي جرى قمعه ونقله من عيادة سجن الرملة إلى سجن عوفر. ويواجه الأسرى المرضى في سجون الاحتلال عمليات تجويع ممنهجة تمس بحياتهم بشكل مباشر، وضيقت إدارة السجون على عمل الطواقم القانونية بشكل مضاعف في متابعة العديد من الملفات الطبيّة الخاصة بأسرى مرضى بأمراض مزمنة، وتمت مصادرة متعلقات طبية من بعضهم كالنظارات والعكازات. ويواجه مرضى السكري ومن يحتاجون إلى أطعمة خاصة بسبب وضعهم الصحي، انتكاسات صعبة وخطيرة، وألغت إدارة السّجون العديد من الفحوصات للعديد من الأسرى المرضى والتي كانوا ينتظرون إجراءها منذ وقت طويل بسبب المماطلة. 

يذكر أنّ أعداد الأسرى المرضى والجرحى تتصاعد مع عمليات التنكيل والتعذيب المستمرة، إلى جانب عمليات التجويع.

المساهمون