تسعى عائلة الأسير ماهر الأخرس المضرب عن الطعام منذ 90 يوماً لزيارته في مستشفى كابلان في الأراضي المحتلة عام 1948، بعد أن طلب في رسالة عبر محاميته أن تزوره أمه وزوجته وأبناؤه عقب اعتداء قوة من السجانين عليه أمس الجمعة، كما أوصى بعدم تشريح جثمانه في حال وفاته.
وتوجهت زوجته تغريد الأخرس إلى المشفى اليوم السبت، برفقة والدته وابنتيه في محاولة لمقابلته تنفيذاً لوصيته، وقالت لـ"العربي الجديد" إن "جنود الاحتلال أخرجوني أمس بالقوة من غرفة ماهر في المشفى، ولم يسمحوا لي بالبقاء، كما أغلقوا القسم، ودخل الجنود بطريقة عنجهية، ولا نعلم ماذا حصل معه، قبل أن نعلم بقرار سلطات الاحتلال نقله من مستشفى كابلان إلى عيادة سجن الرملة، بعد قرار إلغاء تجميد اعتقاله الإداري، فاضطررت للمغادرة إلى منزلي".
وأضافت عبر الهاتف: "العائلة تحاول تنفيذ وصية ماهر، وتريد الاطمئنان عليه، فوضعه الصحي في آخر مرة رأيته فيها كان خطراً للغاية، وكان يشعر بآلام حادة بالرأس، ولا يستطيع النوم".
كانت تغريد الأخرس قلقة على وضع زوجها الصحي، خصوصاً بعد ما جاء في رسالته أنه أغمي عليه لمدة ثلاث ساعات، ولم تستطع إكمال الحديث مع "العربي الجديد"، وسمعنا صوتها عبر المكالمة الهاتفية تصرخ للسماح لها بالدخول إلى غرفة زوجها، والسماح لها برؤيته، قبل أن ينقطع الاتصال.
وورد في رسالة وجهها الأخرس من المشفى عبر محاميته أحلام حداد، أنه "عند الساعة 12 من ظهر الجمعة، دخلت قوة من السجانين إلى غرفتي، وأنزلوني عن السرير. لا أدري إن كان عن قصد أم لا؟ لكنهم أفلتوني فوقعت على الأرض على وجهي، من ثم حملوني ونقلوني على كرسي متحرك إلى غرفه 303 في نفس قسم الباطني، ومن شدة الغضب شعرت بوجع قوي في رأسي، وألم شديد في كل أنحاء الجسم، لأول مرة أشعر بهذه الأوجاع، وبعدها لم أسمع شيئاً ولم أرَ شيئاً، وتجمع حولي الطاقم الطبي".
وتابع الأخرس في الرسالة: "حسب ما أذكر، قلت لهم لا تلمسوني، ولا أريد علاجكم، ولا تقتربوا مني، لا أعرف بعدها ماذا حصل. أفقت والطبيب بجانبي يحاول إيقاظي في الساعة الخامسة عصراً، مرت مدة ثلاث ساعات وأنا غائب عن الوعي. اليوم أشعر بضعف كبير، وارتجاف ورعشة في جسمي، وضعف في التركيز وفي الكلام وفي الرؤية، وبضغط على القلب".
وأوصى الأخرس في رسالته بزيارة أمه وزوجته وأولاده له، وأكمل: "لا أريد أن أموت في مستشفى كابلان، ولا أريد مساعدتهم، إن أرادوا مساعدتي فلينقلوني إلى مستشفى في الضفة الغربية. أريد أن أموت بين أهلي وأولادي. لا أريد أن يضعوني في ثلاجة، ولا أن يشرّحوا جثتي، لا هنا ولا في الضفة، وأريد من الأسرى القدامى الذين خاضوا معركة الإضراب عن الطعام وأهالي الشهداء أن يحملوا نعشي، وأوصي شعبي أن يحموا الوطن".
وكشفت مؤسسة "مهجة القدس" ليلة أمس، أن محكمة الاحتلال العليا ألغت قرار مخابرات الاحتلال "الشاباك" والنيابة العسكرية الإسرائيلية بنقل الأسير الأخرس من مشفى كابلان إلى عيادة سجن الرملة، وقضت بإبقائه في المشفى لخطورة وضعه الصحي، بعد أن تقدمت محاميته أحلام حداد بالتماس عاجل ضد القرار.
وأعلن نادي الأسير الفلسطيني، الجمعة، أن سلطات الاحتلال حاولت نقل الأسير الأخرس بشكل مفاجئ من مستشفى "كابلان" الإسرائيلي إلى سجن "عيادة الرملة"، وقررت إلغاء أمر تجميد اعتقاله الإداري الذي صدر عن المحكمة العليا في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، معتبرا أن "إقدام سلطات الاحتلال على نقله، وكذلك إلغاء تجميد اعتقاله الإداري، ما هو إلا تأكيد جديد على خدعة ما يسمى بالتجميد، وانتهاء المسرحية التي أدارتها المحكمة العليا للاحتلال طوال الفترة الماضية".
وحمّل نادي الأسير سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير الأسير الأخرس الذي يواجه وضعاً صحياً غاية في الخطورة، واحتمال تعرضه المفاجئ للموت.
ووالأسير ماهر الأخرس (49 سنة) من بلدة سيلة الظهر جنوب جنين، وهو مضرب عن الطعام منذ اعتقاله في 27 يوليو/ تموز، رفضاً لاعتقاله الإداري، إذ صدر بحقه أمر اعتقال إداري مدته أربعة أشهر، ومن المفترض أن ينتهي في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني، إلا أن هذا لا يعني أنه غير قابل للتجديد.