الأسير الفلسطيني خليل عواودة.. الجولة الثانية من معركة الإضراب ضد اعتقاله الإداري

21 يوليو 2022
ثبّتت محكمة الاحتلال أمر الاعتقال الإداريّ بحقه رغم وضعه الصحي (العربي الجديد)
+ الخط -

لم يمر يوم واحد فقط على علمه بتحايل سلطات الاحتلال الإسرائيلي على إضرابه عن الطعام من خلال برنامج للأسرى يُبث عبر إحدى الإذاعات المحلية الفلسطينية، حتى عاد الأسير خليل عواودة (40 عاما) من بلدة إذنا غرب الخليل جنوب الضفة الغربية لاستئناف إضرابه عن الطعام الذي كان قد علقه بعد 111 يوما، إثر وعود شفوية بإنهاء اعتقاله الإداري.

وعلّق الأسير عواودة إضرابه عن الطعام في الحادي والعشرين من يونيو/ حزيران الماضي، بعد 111 يوما، إثر وعود شفوية بالإفراج عنه في السادس والعشرين من الشهر الماضي، ليتفاجأ خليل وبعد مرور أكثر من أسبوعين على الإعلان عن تعليقه الإضراب بخدعة الاحتلال له، تؤكد زوجته دلال عواودة في حديث لـ"العربي الجديد".

تثبيت اعتقاله الإداري رغم تدهور صحته

يوم أمس الأربعاء، ثبتت محكمة الاحتلال أمر الاعتقال الإداريّ بحقّ الأسير خليل عواودة المضرب عن الطعام منذ أكثر من أربعة أشهر، رغم الوضع الصحي الحرج الذي وصل له؛ ولم تراع سلطات الاحتلال ذلك، ونقلته إلى مستشفى سجن الرملة من مستشفى "أساف هروفيه"، وكل ذلك من أجل ثنيه عن إضرابه، تقول زوجته.

وبحسب زوجته، فإن تثبيت اعتقال خليل يعني قابلية الحكم للتجديد، وتقول: "صحيح أنه تم تخفيض اعتقاله الحالي مدة 23 يوما، لكن القرار الإداري لا يعني أن يكون آخر تمديد، بل هنالك إمكانية للتجديد بعد انتهاء الأمر الحالي في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول القادم".

من جانبه، يؤكد رئيس نادي الأسير الفلسطينيّ، قدورة فارس، في تصريح صحافي، أنّ قرار محكمة الاحتلال تثبيت اعتقال الأسير عواودة "أمر عبثي لا معنى له، يدفع مجددا إلى مواصلة دعم وترسيخ خطوة المعتقلين الإداريين في مقاطعتهم لمحاكم الاحتلال، وإيجاد طرق جديدة لمواجهة جريمة الاعتقال الإداري".

ودعا فارس إلى ضرورة إعادة تقييم ما يجري داخل أروقة محاكم الاحتلال، إذ ساهم استمرار التوجه لها تحديدا في قضايا الاعتقال الإداريّ في ترسيخ هذه الجريمة، والاستمرار باعتقال المئات إداريّا، بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السّن.

حوار لإنهاء معاناة المضربين

بعد كل تلك المدة من الإضراب عن الطعام، إن جهودا حثيثة يبذلها الأسرى في قضية الأسيرين المضربين خليل عواودة ورائد ريان، إذ إنه من المنتظر أن تُعقد اليوم جلسة بين ممثلي الأسرى وممثلين عن إدارة السجون، بشأن قضيتهما، علما أن بعض أسرى الجهاد الإسلامي كانوا قد شرعوا بإضراب إسنادي لهما، ومن المتوقع أنّه وفي حال فشلت نتائج الجلسة اليوم، أن تشرع مجموعة من أسرى الجبهة الشعبية في إضراب إسنادي.

وتأمل زوجة عواودة أن تقود جهود الأسرى لضغوط من أجل إنقاذ حياة الأسرى المضربين، خاصة أن كل الوسائل التي استخدمت باءت بالفشل، ولا تخفي عواودة قلقها على زوجها إثر تدهور حالته الصحية، نتيجة الإضراب، وكذلك القلق عليه إثر تعرضه لخديعة من الاحتلال بالتحايل على إضرابه، وعدم معرفة العائلة أية معلومات عنه لاستمرار منع العائلة والمحامين من زيارته.

وتشدد دلال عواودة على أن ما جرى مع زوجها خليل بعد الفرحة بتعليق إضرابه وانتصاره الشهر الماضي، هو انتكاسة بالنسبة له وللعائلة، وكذلك للشعب الفلسطيني، حيث إن قوات الاحتلال نكثت العهد مع خليل، لكن العائلة تأمل أن تنجح جهود الأسرى بإنهاء معاناته ومعاناة زميله في الإضراب رائد ريان.

علم بتمديد اعتقاله من الراديو

في الأول من الشهر الجاري، اتصلت دلال عواودة ببرنامج للأسرى يبث عبر إحدى الإذاعات المحلية، لتخبر زوجها المعتقل بسجن مستشفى الرملة بما جرى في قضيته وتحويله مجددا للاعتقال الإداري مدة أربعة أشهر، كون المذياع الوسيلة الوحيدة لإبلاغ زوجها بما جرى، وكان ذلك مفاجئاً لخليل، فما كان منه إلا أن استأنف إضرابه عن الطعام منذ الثاني من الشهر الجاري.

تقول عواودة: "إن سلطات الاحتلال تحايلت على قضية إضراب خليل، وأبلغ شفويا بأنه سوف يتم الإفراج عنه في السادس والعشرين من الشهر الجاري، وعلق الإضراب بناء على ذلك، ثم بدأ التحايل عليه بالإفراج عنه، حيث إنه وفي إحدى المرات أخرجوه بسيارة الإفراج إلى حاجز ترقوميا المقام غرب الخليل، ثم أعادوه، وحينما سألهم لماذا تمت إعادتي، أبلغوه أن وضعه الصحي لا يسمح بذلك، وأن ذلك مرتبط بإجراءات وموافقة مخابرات الاحتلال (الشاباك)".

معاناة متواصلة

في الثالث من مارس/ آذار العام الجاري، أعلن الأسير عواودة إضرابه عن الطعام رفضا لاعتقاله الإداريّ الذي يواجهه إلى جانب 640 معتقلًا إداريًّا في سجون الاحتلال تحت ذريعة وجود "ملف سري"، كونه يدرك حجم معاناة الأسرى الإداريين وحرمانه العيش مع عائلته المكونة منه وزوجته وطفلاته الأربع، ومواصلة حياته بشكل طبيعي.

وخليل عواودة شاب مثقف وحافظ للقرآن الكريم، وفاعل اجتماعي، وهو من الطلبة المتميزين، حصل على معدل 92 بالثانوية العامة الفرع العلمي، وكان حلمه دراسة الطب في الخارج، لكن ظروفه لم تمكّنه من تحقيق حلمه، والتحق بجامعة بوليتكنك فلسطين لدراسة الهندسة، ثم حرمه الاحتلال من الشروع بدراسته، عقب اعتقاله مدة خمس سنوات ونصف عام 2002، وعام 2007، وقد اعتقل إداريا مدة 33 شهرا.

بعد ذلك، التحق خليل بدراسة علم الاقتصاد بجامعة القدس المفتوحة، إلى جانب قيامه بأعمال حرة لرعاية عائلته واستكمال دراسته، وهو من أوائل الطلبة في دفعته، وكان من المفترض أن يكون تخرجه من الجامعة هذا العام، إلا أنّ الاحتلال مجددا أعاد اعتقاله في الـ27  من ديسمبر/ كانون الأول 2021، وأصدر بحقّه أمر اعتقال إداريّ مدته ستة أشهر.

المساهمون