الأسير الفلسطيني أيمن سدر يواجه وضعاً صحياً صعباً جرّاء مضاعفات إصابته بكورونا

08 فبراير 2021
الأسير أيمن سدر (تويتر)
+ الخط -

أكد "نادي الأسير" الفلسطيني، اليوم الاثنين، أنّ الأسير المقدسي أيمن سدر (54 عاماً)، المعتقل منذ 26 عاماً، لا يزال يواجه وضعاً صحياً صعباً، في مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيلي، جرّاء معاناته، من مضاعفات إصابته بفيروس كورونا.

وبيّن "نادي" الأسير، في بيان له وصلت نسخة عنه إلى "العربي الجديد"، أنّ إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، ماطلت في نقل الأسير سدر إلى المستشفى أخيراً، رغم حاجته الماسة لتلقي الرعاية الصحية اللازمة، الأمر الذي سبّب تراجع وضعه الصحي، وتمثل ذلك بقيام إدارة السجون بنقله إلى سجن "عيادة الرملة"، الذي لا تتوافر فيه أدنى الظروف الصحية اللازمة للمرضى، بدلاً من نقله إلى المستشفى.

ولفت "نادي الأسير" إلى أنه لا توجد معلومات دقيقة عن تفاصيل الوضع الصحي للأسير سدر، سوى ما ذكر أعلاه، مع استمرار إدارة سجون الاحتلال في احتكار رواية الوباء، ومنها المعلومات الخاصّة بالوضع الصحي للأسرى المصابين بكورونا.

وتعيش عائلة الأسير سدر حالة من القلق الشديد على مصيره وحياته منذ إصابته، يرافق ذلك تحديات كبيرة تواجهها المؤسسات المعنية بمتابعة الأسرى، جرّاء إجراءات إدارة السجون، وتحويلها الوباء إلى ذريعة، لفرض مزيد من السيطرة والعزل على الأسرى، ووضعهم في عزلٍ مضاعف، بعيداً عن محاميهم، وعائلاتهم.

وحمّل "نادي الأسير" إدارة سجون الاحتلال، المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير سدر، والأسرى كافة، ولا سيما المرضى وكبار السّن، مع استمرار انتشار الوباء، واستخدامه أداة قمع وتنكيل بحقّ الأسرى، وطالب جهات الاختصاص، وعلى رأسها الصليب الأحمر، بالقيام بالدور الحقيقيّ، واللازم في متابعة الأوضاع الصحية للأسرى المصابين، وطمأنة عائلاتهم.

يُشار إلى أنّ الأسير سدر واحد من بين العشرات من الأسرى الذين أُصيبوا بكورونا في سجن "ريمون" منذ 11 يناير/ كانون الثاني الماضي، وهم من بين 355 أسيراً أُصيبوا بـكورونا في سجون الاحتلال منذ بداية انتشار الوباء.

يذكر أن الأسير سدر معتقل منذ 26 عاماً، ومحكوم بالسّجن مدى الحياة، وهو من أقدم الأسرى المقدسيين في سجون الاحتلال، ويُعاني من مشاكل صحية وأمراض، نتجت جرّاء الظروف الاعتقالية القاسية التي تعرض لها على مدار السنوات الماضية، حيث تعرض لتحقيقٍ قاسٍ استمر لمدة خمسة أشهر في مركز تحقيق "المسكوبية" بعد اعتقاله، ورفض الاحتلال الإفراج عنه عام 2011، خلال صفقة "وفاء الأحرار"، علماً أنه متزوج وله ابن وحيد اسمه محمد، وحينما اعتُقل كان يبلغ من العمر عدة أشهر.

على صعيد منفصل، قالت "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" الفلسطينية، في بيان لها، اليوم الاثنين، وصلت نسخة عنه إلى "العربي الجديد"، أنّ "إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلية تواصل منذ عدة أشهر عزل 8 أسرى في عزل سجن مجيدو بظروف صعبة وقاسية".

وبيّنت الهيئة أنّ الأسرى المعزولين هم كل من: الأسير عماد البطران من الخليل، ووائل نعيرات من جنين، ووائل الجاغوب ومحمود عطا من نابلس، وعرفات ارفاعية من الخليل، وعماد سرحان من حيفا، ومصعب عليان من القدس، وغالب غنايم من الداخل المحتل عام 1948.

وأشارت الهيئة إلى أن الأسرى الثمانية محرومون زيارات الأهل منذ أشهر، وبعضهم منذ سنوات، حيث يقبعون في زنازين ضيقة جدرانها خشنة، تفتقر إلى التهوية والإضاءة، وبداخلها مراحيض ذات رائحة كريهة، ومغيبون عن العالم الخارجي بصورة تامة.

ولفتت الهيئة إلى أن إدارة المعتقل أعطت عدداً من الأسرى المعزولين الجرعة الأولى من لقاح "فايزر" ضد كورونا بتاريخ 21/2/2021 وسيتلقون الجرعة الثانية بتاريخ 10/2/2021.

ودعت الهيئة جميع الجهات المعنية الحقوقية والقانونية الدولية والمؤسسات الإعلامية، إلى ضرورة تسليط الضوء على قضية الأسرى المعزولين والعمل على إنهاء معاناتهم بأسرع وقت.

من جهة أخرى، أفادت "هيئة شؤون الأسرى والمحررين"، في بيان لها، اليوم، بأن الأسرى المرضى القابعين في ما تسمى "عيادة سجن الرملة"، قد تلقوا جميعاً الجرعة الأولى من لقاح فيروس كورونا قبل أيام، وسيتلقون الجرعة الثانية بتاريخ الثامن عشر من الشهر الجاري.

وأوضحت الهيئة أنّ 11 أسيراً مريضاً يقبعون في "عيادة سجن الرملة"، وهم كل من (خالد الشاويش، منصور موقدة، معتصم رداد، ناهض الأقرع، صالح صالح، محمد طقاطقة، هيثم بلل، نضال أبو عاهور، محمد مسالمة، رامي مصطفى، ناظم أبو سليم)، تصنف غالبية حالاتهم على أنها الأصعب والأخطر في سجون الاحتلال وتعتبر أجسادهم الأضعف والأقل مناعة في مواجهة هذا الفيروس.

يذكر أن عدد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال قرابة 700 أسير مريض، بينهم 11 أسيراً مصاباً بالسرطان، و300 أسير يعانون من أمراض مزمنة وبحاجة إلى رعاية صحية حثيثة.

على صعيد آخر، وثقت "هيئة شؤون الأسرى والمحررين"، في تقرير صادر عنها، اليوم الاثنين، شهادة الأسير الشاب علي البرغوثي (25 عاماً) من بلدة كوبر شمال غرب رام الله، التي يروي فيها تفاصيل اعتقاله القاسية والهمجية على يد جيش الاحتلال ولحظات التنكيل به.

ونقلت الهيئة الإفادة كاملة للشاب علي البرغوثي، مبينة أنه اعتُقِل بتاريخ 21/1/2021 بعدما داهمت فجراً مجموعة من عناصر ما يسمى وحدة "الدوفدفان" أو ما يُعرفون أيضاً "بالمستعربين" منزله في كوبر، وأخذوا ينادونه بواسطة مكبرات الصوت، وبعد خروجه من البيت أجبروه على خلع ملابسه والسير باتجاههم بطريقة عكسية، ومن ثم اقتادوه لساحة بيته وبدأوا بالتحقيق معه والاعتداء عليه بالضرب واللكمات على أنحاء جسده، وتعمدوا خنقه أكثر من مرة  وإخافته بالكلاب البوليسية، واستمروا بالاعتداء عليه لأكثر من ساعة، وهو مكبل اليدين، وعلى أثر ذلك أُصيب بعدة رضوض بجسده لا يزال يعاني منها حتى الآن.

وأشارت الهيئة إلى أنه بعد وصول وحدة من جيش الاحتلال، قامت قوات (الدوفدفان) بالانسحاب من منزل الأسير وتسليمه للجيش، وقبل انسحابهم تعمد أحد عناصر (الدوفدفان) فك المرابط البلاستيكية الموجودة على يد الأسير بقطعة زجاج مرمية على الأرض وجرح معصمه.

وأضافت الهيئة أنه فيما بعد زُجَّ الأسير في الجيب العسكري ونُقل إلى معسكر "بيت إيل"، وطوال وجوده في الجيب لم يتوقف الجنود لحظة عن ضربه وركله على مختلف أنحاء جسده، وبعدها نُقل إلى معتقل "عوفر" لاستجوابه، ومن ثم نُقل إلى القسم الـ (14) بذات المعتقل.

وذكرت الهيئة أن غالبية الفلسطينيين الذين تعتقلهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي يتعرّضون للتّعذيب الجسدي والمعاملة المهينة خلال عمليات اعتقالهم والتّحقيق معهم، لافتة إلى أن الاحتلال يمعن في ممارسة التّعذيب كأداة للانتقام من الأسرى وسلب إنسانيتهم، وللضغط عليهم من أجل انتزاع الاعترافات بالقوة، ضاربة عرض الحائط بكل المواثيق الدولية ومبادئ حقوق الإنسان التي تكفل حقوقهم كأسرى ومعتقلين.

المساهمون