استمع إلى الملخص
- سلطات الاحتلال أصدرت أمر اعتقال إداري بحقها لمدة أربعة أشهر، مما يزيد من معاناتها ويسلط الضوء على ممارسة الاعتقال الإداري ضد الفلسطينيين، حيث تعتبر وفاء واحدة من بين 26 أسيرة تحت هذا النوع من الاعتقال.
- الحالة الخطيرة لوفاء جرار تعكس العدوان الإسرائيلي المستمر والمتصاعد على الفلسطينيين، بما في ذلك الاعتقالات الممنهجة والتنكيل بالأسرى، مع مطالبات للمؤسسات الحقوقية الدولية بتحمل مسؤولياتها تجاه هذه الجرائم.
بينما تخضع الأسيرة الفلسطينية وفاء جرار لعملية جراحية حرجة، أصدرت سلطات الاحتلال أمر اعتقال إدارياً بحقها لمدّة أربعة أشهر، بحسب ما أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني. وأوضحت المؤسستان اللتان تُعنيان بشؤون الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي أنّ وفاء زهدي جرار البالغة من العمر 49 عاماً، من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، "تخضع منذ ساعات لعملية جراحية لبتر أجزاء كبيرة من رجلَيها، من جرّاء الإصابة التي تعرّضت لها عند اعتقالها من قبل قوات الاحتلال في تاريخ 21 مايو/ أيار الجاري".
وأضافت المؤسستان، في بيان مشترك أصدرتاه اليوم، أنّ وفاء جرار في وضع صحي خطر، وهي منذ نقلها إلى المستشفى تحت تأثير التخدير وموصولة بأجهزة التنفّس الصناعي، وبالتالي فإنّ الأمر يثير الشكوك حول وضعها الصحي. وبيّنتا أنّ الاحتلال يماطل حتى اليوم بتزويد محامي الأسيرة وفاء جرار وذويها بتقارير طبية مفصّلة وواضحة عن حالتها منذ لحظة دخولها إلى المستشفى وحتى الآن، الأمر الذي قد يكون مؤشّراً إلى أنّ مستوى الخطورة التي تواجهها ربّما هو أكبر ممّا أعلن عنه الأطباء شفوياً للمحامي. ولفتتا إلى محاولات قانونية مستمرّة من أجل الحصول على التقارير، ولا سيّما أنّ ثمّة شكوكاً في رواية الاحتلال عن أسباب إصابتها.
وتابعت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني أنّه إلى جانب وضع وفاء جرار الصحي، ضاعفت سلطات الاحتلال من جريمتها، إذ وجّهت باعتقالها إدارياً لمدّة أربعة أشهر، وذلك في إطار تصاعد "جريمة الاعتقال الإداري التي طاولت الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني". يُشار إلى أنّه مع تحويل وفاء جرار إلى الاعتقال الإداري، فإنّ عدد الأسيرات المعتقلات إدارياً في سجون الاحتلال يرتفع إلى 26 فلسطينية، وهنّ من بين ما لا يقلّ عن 80 أسيرة في سجون الاحتلال ومعتقلاته.
وذكرت المؤسستان الفلسطينيتان أنّ الأسيرة وفاء جرار خضعت لعملية جراحية سابقة في إحدى رجلَيها في 22 مايو الجاري، وقد وصف الأطباء حالتها في حينه بأنّها طفيفة ومستقرّة. وفي وقت لاحق، أفاد الأطباء محاميها بأنّها تعاني من إصابات أخرى في جسدها، من بينها كسر في إحدى فقرات العمود الفقري. وحمّلتا مجدداً الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير الأسيرة وعن استكمال كلّ إجراءات علاجها اللازمة.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اعتقلت وفاء جرار بعد اقتحام منزلها في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، في خلال العملية العسكرية الأخيرة التي شنّتها على المدينة ومخيّمها، قبل أن تعلن عن إصابتها في وقت لاحق. وقد عمد عناصر الاحتلال، في خلال عملية الاعتقال، إلى سرقة مجوهرات من المنزل وأموال، إلى جانب ترهيب وتهديد وتخريب كبير للمنزل.
تجدر الإشارة إلى أنّ وفاء جرار هي زوجة الأسير عبد الجبار جرار (58 عاماً) من مدينة جنين، والمعتقل إدارياً منذ فبراير/ شباط 2024، وهذه أوّل عملية اعتقال تتعرّض لها، علماً أنّها أمّ لأربعة أبناء. وأوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير أنّ عملية اعتقال وفاء جرار جريمة تأتي في إطار جرائم الاحتلال المستمرّة والمتصاعدة بطريقة غير مسبوقة، لجهة كثافتها منذ بداية حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة والعدوان الشامل على الشعب الفلسطيني، بما فيه حملات الاعتقال الممنهجة التي طاولت كلّ الفئات من دون استثناء والتي رافقها عمليات تنكيل وتعذيب غير مسبوقة.
وطالبت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني كلّ المؤسسات الحقوقية الدولية بتحمّل مسؤولياتها واستعادة دورها في ظلّ الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ نحو ثمانية أشهر بدعم من القوى الدولية، وكذلك "كسر حالة العجز المرعبة تجاه جرائم الاحتلال بكثافتها غير المسبوقة منذ بدء حرب الإبادة، من بينها الجرائم الممنهجة التي تُنفّذ بحقّ الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، أبرزها جرائم التعذيب والتجويع". وقد تخطى إجمالي عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال تسعة آلاف و300 أسير حتى بداية مايو 2024، من بينهم أكثر من ثلاثة آلاف و400 معتقل إداري.