أعلنت لجنة الطوارئ الوطنية العليا، المنبثقة عن الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة ظهر اليوم السبت، عن خطوات تصعيدية جديدة، بينها حل التنظيمات، وإضراب ألف أسير عن الطعام يوم الخميس المقبل. وأكد الأسرى، في بيان، الإعلان رسميًّا غدًا الأحد في كافة السجون، عن حل التنظيمات، في خطوة تمرّد على السجان وقراراته بأعلى درجاته كمرحلة أخيرة قبل الشروع في الإضراب المفتوح عن الطعام، والذي جرى تحديد موعده من قبل لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الوطنية الأسيرة.
وقال الأسرى: "نتجه نحو خطواتنا هذه بعد تعنت الاحتلال في التراجع عن قراراته المتعلقة بالنقل التعسفي، وذلك للتغطية على فشله الذريع في عملية نفق الحرية العام الماضي". وأكد الأسرى أنه سيتم الدخول غداً الأحد في مرحلة حل التنظيم، والتي ستستمر من دون توقف حتى تحقيق مطالبهم، التي يؤكدون استمرارها حتى في حال بدء الإضراب عن الطعام، مشيرين إلى ارتداء اللباس الخاص بالأسرى "الشاباص" بشكل كامل بعد غد الإثنين في الساحات.
ويعدّ حل الهيئات التنظيمية في جميع السجون ومن كل الفصائل خطوة مهمة، الأمر الذي يفرض على إدارة السجون مواجهة الأسرى كأفراد. وأشار الأسرى إلى الشروع في الإضراب المفتوح عن الطعام في دفعته الأولى والمكونة من 1000 أسير يوم الخميس الأول من سبتمبر/ أيلول المقبل، والذي سيتم رفده بأفواج أخرى، وفق آلية متفق عليها، ومنظمة من قبل لجنة الطوارئ.
ودعا الأسرى الشعب الفلسطيني للوقوف إلى جانب أبنائهم الأسرى، من خلال الوقفات أمام المؤسسات الدولية، والتوجه إلى نقاط التماس مع الاحتلال. وقالوا إن جبهة الإسناد الخارجية إن لم تكن أكثر أهمية، فهي على الأقل توازي في أهميتها خطوة الإضراب المفتوح عن الطعام داخل قلاع الأسر.
ووجه الأسرى التحية إلى خليل العواودة، والذي تجاوز يومه الـ 168 في الإضراب المفتوح عن الطعام، مطالباً بإنهاء اعتقاله الإداري بعد تنصل الاحتلال من التزاماته بإطلاق سراحه أكثر من مرة وأمام أكثر من جهة، ليؤكد الاحتلال بذلك سلوكه القائم على نقض العهود والالتزامات.
كما شكروا أبناء الشعب الفلسطيني الذين لبوا دعوة، أمس الجمعة، بالخروج في المسيرات والوقفات وتخصيص خطبة الجمعة للدفاع عن الأسرى في أرجاء الوطن كافة، مطالبين مرةً أخرى بمزيدٍ من الدعم والإسناد للأسرى في سجون الاحتلال.
وكان رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس قد أكد أن الأسرى سيتراجعون عن قرارهم فور تراجع إدارة السجون عن اتخاذ إجراءات ضدهم، بعدما أبلغت إدارة السجون الأسرى إقدامها على اتخاذ إجراءات ضدهم في الخامس من سبتمبر/ أيلول المقبل.
وكان الأسرى قد شرعوا الأسبوع الماضي في سلسلة خطوات، بينها خروج المئات منهم من الأقسام والاعتصام في ساحات السجون، كجزء من خطوات "العصيان والتمرد" على قوانين إدارة السجون، تحت شعار "موحدون في وجه السّجان".
وبدأ الأسرى منذ الأسبوع الماضي في خطوتي إرجاع وجبات الطعام والامتناع عن الخروج إلى الفحص الأمني.
وتأتي خطوات الأسرى التصعيدية هذه بعد تنصل إدارة سجون الاحتلال في شهر مارس/ آذار الماضي، من اتفاق لوقف خطواتهم، بعد جملة من الإجراءات التّنكيلية التي أعلنت عنها إدارة السجون بعد شهر سبتمبر/ أيلول العام الماضي، أي بعد تاريخ عملية "نفق الحرية"، وكان أبرز هذه الإجراءات تغيير نظام الفورة، أي الخروج إلى ساحة السجن، والتضييق على الأسرى من ذوي الأحكام العالية، وتحديدًا المؤبدات.
ومؤخرًا، عادت إدارة السجون إلى التلويح ببعض الإجراءات ومضاعفة بعضها بدءاً من الشهر المقبل، الأمر الذي فرض على الأسرى حتمية استئناف المواجهة من جديد عبر تفعيل خطواتهم النضالية، والتي قد تنتهي مطلع سبتمبر/ أيلول المقبل بإضراب عن الطعام بمشاركة جميع الفصائل في السجون.