افتتاح معمل أدوية هو الأول في مناطق سيطرة المعارضة السورية

02 ابريل 2021
المعمل هو نتاج شراكة بين عدد من الصناعيين والصيادلة والكيميائيين (بكر القاسم/فرانس برس)
+ الخط -

افتتح صيادلة وكيميائيون سوريون، الخميس، معملاً للصناعات الدوائية في منطقة عفرين، الخاضعة لسيطرة فصائل الجيش الوطني السوري المعارض المدعوم من تركيا بريف حلب الشمالي الغربي، ليكون أول معمل في أرياف حلب والرقة والحسكة الخارجة عن سيطرة قوات النظام و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد).

وقال مدير صحة منطقة عفرين الطبيب أحمد حاجي حسن، لـ"العربي الجديد"، إن المعمل، الذي افتتح في ناحية شران، هو الأول من نوعه في المنطقة، ويخضع لرقابة وإشراف مباشر من مديرية الصحة في عفرين في جميع مراحل الإنتاج والتخزين، وبدأ أعماله ضمن الشروط الفنية والصحية الواجب توفرها في معامل الأدوية.

وأشار حاجي حسن إلى أن معمل "سكاي فارما" الجديد سيصنّع مبدئياً المضادات الحيوية ومسكنات الآلام، وأدوية مضادة لنزلات البرد، إضافة إلى خافضات للحرارة، وأكّد أنه مجهز بأحدث خطوط الإنتاج المتطورة والتقنيات الحديثة، وسيسهم بتوفير الدواء في السوق المحلي بأسعار اقتصادية.

مدير صحة منطقة عفرين: المعمل، الذي افتتح في ناحية شران، هو الأول من نوعه في المنطقة، ويخضع لرقابة وإشراف مباشر من مديرية الصحة في عفرين في جميع مراحل الإنتاج والتخزين، وبدأ أعماله ضمن الشروط الفنية والصحية الواجب توفرها في معامل الأدوية

وبدوره، قال عبد الناصر حسو، أحد الشركاء في شركة "سكاي فارما"، لـ"العربي الجديد"، إن المعمل هو نتاج شراكة بين عدد من الصناعيين والصيادلة والكيميائيين ممن لديهم خبرات سابقة في مجال صناعة وتسويق المنتجات الطبية والدوائية، وتم افتتاحه بعد زيارتين من قبل لجنة مختصة من مؤسسة صناعة الأدوية والتجهيزات الطبية الحكومية التابعة لوزارة الصحة التركية، وهو مرخص أصولاً في تركيا وسورية، وترخيصه في سورية تم من خلال مديرية صحة عفرين والمجلس المحلي في بلدة شران.

وأضاف أن "الشركة لديها علاقات وبروتوكولات تعاون مع شركات أدوية تركية ومخابر معتمدة لدى وزارة الصحة التركية، كما أنها تمتلك مختبراً مجهزاً بكافة الأجهزة المخبرية والكوادر البشرية لفحص المواد الأولية والأدوية التي يتم إنتاجها، وفي الوقت نفسه لديها تعاون مع مخابر تركية معتمدة لفحص المنتجات لضمان الجودة وزيادة الموثوقية.

وبحسب حسو، فإن الأدوية ستوزّع في جميع مناطق الشمال السوري، ويسعى القائمون عليه للحصول على جميع الشهادات الدولية الخاصة بالصناعات الدوائية التي تؤهله للتصدير، وهناك تعاون بين إدارته وبين الحكومة السورية المؤقتة في الأمور الجمركية والصحية.

الصيدلاني في مدينة عفرين مصطفى الأحمد أوضح، لـ"العربي الجديد"، أن افتتاح المعمل يعتبر خطوة إيجابية، لأن معظم الأدوية التي تصل إلى المناطق الشمالية مصدرها المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام، و"هذا يتسبب كثيراً في تأخير وصول الأدوية، ويسهم أيضاً في رفع سعرها، ففي بعض الأحيان يرتفع سعر الدواء نحو 30 بالمائة ما بين ضرائب وأجور نقل، وكل ذلك يتوقف على الأسعار التي ستطرح بها الأدوية".

وأشار إلى أن هناك نقصاً في الأدوية النوعية في الشمال السوري، و"إذا ما بدأ المعمل الجديد بصناعتها، وخاصة تلك التي تأتي من تركيا، وتصل إلى المنطقة بأسعار عالية جداً، فإن هذا سيحقق نقلة نوعية في تطور مناطق المعارضة، بشرط أن تتم مراقبة الطبخات الدوائية والتسعير بشكل منطقي".

وتخوّف الأحمد من أن تتجه السلطات المحلية لمنع استيراد بعض الأدوية القادمة من مناطق سيطرة النظام، ما قد يغيّب المنافسة، وينعكس على أسعار منتجات المعمل الجديد، مبرزا أن "سرعة الحصول على شهادات الجودة أيضاً ستمكّن المعمل من تغطية مناطق المعارضة بشكل جيد، وتزيد من موثوقية الأدوية التي يصنّعها".

ويفتقر الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة للمعامل الدوائية، ما عدا معملاً تشرف عليه حكومة الإنقاذ التابعة لـ"هيئة تحرير الشام" في ريف حلب الغربي، ما يضطرّ بائعي الأدوية والمستشفيات لاستيرادها من المناطق الخاضعة لسيطرة النظام وتركيا، وهذا ينعكس سلباً على الأسعار والوفرة، وظروف التخزين.

المساهمون