أوقفت السلطات الأفغانية أستاذاً جامعياً ندّد من خلال قناة تلفزيونية بمنع حركة "طالبان" الأفغانيات من التعلّم في الجامعات وعمدت إلى ضربه، بحسب ما صرّح مساعده لوكالة "فرانس برس".
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2022، مزّق إسماعيل مشال شهاداته مباشرة على الهواء خلال مقابلة مع "تولونيوز"، إحدى أهمّ القنوات الخاصة في أفغانستان، دفاعاً عن حقّ المرأة في متابعة دراسات عليا. وبثّت قنوات محلية أخيراً صوراً لمشال وهو يدفع عربة مليئة بالكتب يعرضها على مارّة في شوارع العاصمة كابول، بعدما استقال من ثلاث جامعات خاصة فيها.
وأوضح مساعده فريد أحمد فضلي، لوكالة "فرانس برس"، اليوم الجمعة، أنّ مشال "تعرّض للضرب بلا رحمة واعتُقل بطريقة مهينة جداً على يد أعضاء" في "طالبان".
وقد أكّد مسؤول في الحركة اعتقاله. وكتب عبد الحق حماد، مدير وزارة الإعلام والثقافة على موقع "تويتر": "يقوم البروفسور مشال منذ فترة بأعمال استفزازية ضدّ النظام"، مضيفاً أنّ "الأجهزة الأمنية اقتادته للتحقيق".
وشدّد فضلي على أنّ مشال اعتُقل أمس الخميس من دون أن "يرتكب أيّ جريمة". وقال: "كان يقدّم كتباً مجاناً للأخوات (النساء) والرجال. وهو ما زال محتجزاً ولا نعرف أين".
وانتشرت على الفور لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر مشال غاضباً يمزّق شهاداته. وهو كان قد أفاد وكالة "فرانس برس" حينها بأنّه "كرجل ومعلّم، لم أكن قادراً على القيام بأيّ فعل آخر من أجلهنّ (الطالبات الأفغانيات). وشعرت بأنّ شهادتي صارت غير مجدية، فمزّقتها".
ومن النادر رؤية رجل يحتجّ من أجل مصلحة النساء في المجتمع الأفغاني المحافظ إلى حدّ كبير، لكنّ هذا الأستاذ الجامعي شدّد على أنّه سوف يواصل حملته من أجل حقوقهنّ. وقال: "أرفع صوتي. أقف مع أخواتي (الطالبات). وسوف يستمرّ احتجاجي حتى لو كلّفني حياتي".
وعلى الرغم من تعهّد حركة "طالبان"، بعد عودتها إلى السلطة في أغسطس/ آب من عام 2021، بإبداء مرونة أكبر، فإنّها سرعان ما عادت إلى تفسيرها المتشدّد جداً للشريعة الذي طبع حكمها ما بين عام 1996 وعام 2001.
واستبعدت الحركة تدريجياً النساء من الحياة العامة، فأقصتهنّ من المدارس الثانوية والجامعات. وبرّرت منع دخول الأفغانيات إلى الجامعات بأنّهنّ "لا يحترمنَ قواعد اللباس" و"لم يحترمنَ التعليمات بشأن الحجاب"، في إشارة إلى إلزامية تغطية رأس المرأة ووجهها وجسدها بالكامل.
كذلك، استُبعدت النساء من الوظائف العامة بمعظمها أو أُعطينَ أجوراً زهيدة لحضّهنّ على البقاء في المنزل. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، حظرت حركة "طالبان" على النساء ارتياد المنتزهات والحدائق وصالات الرياضة والمسابح العامة.
(فرانس برس)