قرّر عدد من أهالي الأسرى الفلسطينيين، الأربعاء، الاعتصام بشكل يومي في ميدان المنارة، مركز مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، للمطالبة بالحصول على معلومات عن أبنائهم المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والاطمئنان على أوضاعهم، في ظل انقطاع الزيارات والتواصل عبر المحامين واللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي (عملية طوفان الأقصى والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة).
وبدأ عدد من الأهالي ظهر اليوم، في أول اعتصام، وقد رفعوا صور الأسرى الأربعة الذين استشهدوا بعد السابع من أكتوبر، إلى جانب صور الأسرى بشكل عام.
ووضع الأهالي على الأرض أكياساً سوداء، ترمز للأسرى الشهداء، وعلى كل كيس صورة شهيد من الشهداء الأربعة، وصورة رمزية لأسير شهيد خامس من قطاع غزة لم تعلن قوات الاحتلال عن هويته حتى اللحظة.
وطالب الأهالي من اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومن مؤسسات الأسرى الفلسطينية، والحقوقية بشكل عام، العمل على الحصول على أخبار ومعلومات دقيقة حول الأسرى.
وقالت أمان نافع، زوجة عميد الأسرى نائل البرغوثي الذي يبلغ 66 عاماً، وهو من بلدة كوبر شمال غرب رام الله، والذي سيدخل عامه الـ44 في السجون خلال أيام: "هذه الوقفة رمزية من الأهالي للتأكيد على أهمية ملف الأسرى، ولتعبير العوائل عما تشعر به، ولإيصال صوتها لكل من يسمع من أجل الوقوف معها، في ظل الانقطاع الكامل للمعلومات عن الأسرى".
وأضافت نافع في كلمة لها: "إن الارتباط الفلسطيني (جهاز أمني) أبلغ أهالي الشهداء الأسرى الأربعة الذين عُرفت هويتهم عنهم، ما يشير إلى وجود اتصال بشكل ما، وأنه من الواجب من خلال الارتباط أو الصليب الأحمر الدولي أو أي جهات أخرى معرفة أوضاع الأسرى والاطمئنان عليهم".
في حين، قالت رائدة الحاج، زوجة الأسير ياسر فحل، الذي يبلغ 53 عاماً، وهو من بلدة كوبر أيضاً، إنها لا تعرف أي معلومات عن زوجها منذ 39 يوماً، مؤكدة أنّ العائلات تريد الاطمئنان على أبنائها الأسرى.
وحول ردود اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعدم استطاعتها زيارة الأسرى، تساءلت الحاج في كلمة لها: "ما الذي يعنيه عدم استطاعتهم زيارة الأسرى؟"، وأكدت أن المحامين ممنوعون من الزيارة، وممثلو "أطباء بلا حدود" أخبروها بعدم وجود أي خبر عن زوجها الذي أجريت له عملية قسطرة بعد اعتقاله مباشرة في بداية سبتمبر/أيلول الماضي، كونه مريض قلب.
وحول الرعاية الطبية للأسرى، أشارت الحاج إلى عدم إعطاء الأسرى أدويتهم كاملة، ما يُشكل خطراً على حياتهم، فضلاً عن مصادرة ملابسهم، وتقليل كميات الطعام عنهم، وزيادة عدد الأسرى في الغرف من 9 إلى 50، ما يعني اكتظاظاً شديداً، وكذلك تحويل كل من يعترض على ذلك إلى العزل الانفرادي، والاعتداء عليه.
وطالبت والدة الأسير محمد الرمحي الذي يبلغ 34 عاماً، وهو من مدينة البيرة، والمحتجز في سجن النقب، الصليب الأحمر بالعمل على الحصول على معلومات عن الأسرى، مؤكدة في كلمتها خلال الاعتصام، أنه منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لم تصلها أي معلومة عن ابنها، خاصة أنه في سجن النقب المعزول عن العالم.
وأشارت الرمحي إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ردّت على العائلات بأنّ سجن النقب في منطقة عسكرية مغلقة ولا يمكن الوصول إليه، متسائلة: "من سيجلب لنا الأخبار عن أبنائنا؟ إن هيئة الأسرى ونادي الأسير كذلك لا يملكان أي معلومات".
وعبّرت الرمحي عن تخوفها على الأسرى، قائلة: "هناك 5 شهداء أسرى خلال فترة قصيرة، وبات الأهالي يتساءلون عن هوية الشهيد السادس".
وأكدت الرمحي أنها لا تستطيع النوم خشية على ابنها، وأن الأوضاع ستكون أصعب عليه وعلى زملائه في ظل حلول الشتاء ومصادرة الملابس والفراش والأغطية، مطالبة بالتحرك الفعال في الشارع من أجل الأسرى.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نشرت بياناً في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عبّرت فيه عن قلق عميق إزاء عدم قدرتها على تقييم ظروف المعتقلين الفلسطينيين والمعاملة التي يتلقّونها، مؤكدة وجوب استئناف الزيارات العائلية.
وكان أهالي أسرى ونشطاء أغلقوا مقر الصليب الأحمر الدولي في مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله لساعات، في 26 أكتوبر الماضي، مطالبين بالقيام بدوره، وزيارة الأسرى، ونشر بيانات صحافية واضحة حول منعه من زيارة الأسرى في سجون الاحتلال.
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، اعتقلت قوات الاحتلال وفق نادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، 2650 فلسطينياً من الضفة الغربية بما فيها القدس، وقد ترافقت عمليات الاعتقال بالتنكيل والاعتداء بالضرب والإهانة.