تعدي على ممتلكات السوريين في ولاية قيصري التركية بعد حادثة تحرش

01 يوليو 2024
إصابة 14 ضابط شرطة ورجل إطفاء خلال أحداث ولاية قيصري التركية، 2 أكتوبر 2023 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في ولاية قيصري التركية، أدت حادثة تحرش من قبل سوري بطفلة سورية إلى أعمال عنف وتخريب لممتلكات السوريين، مما أسفر عن توقيف 67 شخصًا. السلطات التركية، بما في ذلك وزير الداخلية والرئيس أردوغان، دعت إلى ضبط النفس وأدانت كراهية الأجانب، مشيرة إلى تأثير الخطاب السياسي المعارض.
- حاكمية ولاية قيصري والمحكمة المحلية اتخذتا إجراءات لضبط الوضع، بما في ذلك فرض حظر نشر لحماية الضحية ومنع تصاعد الأحداث.
- وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية تدخلت لتوفير الدعم للطفلة الضحية وعائلتها، فيما أثارت الأحداث استنكارًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، مع تأكيدات على عدم تعميم العنف ضد جميع اللاجئين.

قال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، اليوم الاثنين، أن 67 شخصا تم توقيفهم على خلفية اعتداءات وأعمال عنف على ممتلكات السوريين في ولاية قيصري التركية بعد حادثة تحرش ارتكبها سوري بحق طفلة تقرب له، مساء أمس، فيما دعت حاكمية الولاية إلى ضبط النفس.

وتطرق وزير الداخلية عبر منصة إكس، لحادثة التحرش التي أدت إلى ردود فعل عكسية من قبل أهالي حي دانيشمنت غازي في منطقة مليك غازي بالولاية. مشيرا في بيانه إلى أنه تم القبض على السوري من قبل الأشخاص المحيطين به بعد الحادثة، وذلك في منطقة إسكي شهير باغلاري.

اعتقال 67 بأعمال عنف في ولاية قيصري

وذكر يرل يكايا أن ي.أ (26 عاماً)، وهو مواطن سوري، تم تسليمه إلى القوات الأمنية من قبل المواطنين، موضحا أنه "بدأ على الفور التحقيق في هذه القضية، إلا أن مواطنينا تجمعوا لاحقا في هذه المنطقة، وتصرفوا بطريقة غير قانونية ولا تتناسب مع قيمنا الإنسانية، وألحقوا أضرارا بمنازل وأماكن عمل ومركبات مملوكة لمواطنين سوريين"، مضيفا "خلال تدخل القوى الأمنية أوقفت في هذه الإجراءات 67 شخصا، وتفرق الحشد بعد الساعة الثانية فجرا، تركيا دولة قانون، وتواصل القوى الأمنية اليوم معركتها ضد كافة الجرائم والمجرمين كما فعلت بالأمس".

وشدد "تعاقب العدالة التركية المجرمين بالعقوبات التي يستحقونها، ومن غير المقبول أن يقوم شعبنا بالإضرار بالبيئة دون مراعاة النظام العام والأمن وحقوق الإنسان، لا يمكننا أن نسمح بكراهية الأجانب التي ليست في عقيدتنا، ولا في قيمنا الحضارية ولا في سجل أمتنا الحبيبة".

من ناحية أخرى، استنكر الرئيس رجب طيب أردوغان الأحداث في ولاية قيصري في كلمة له اليوم أمام اجتماع حزبي، قائلا "أحد أسباب الأحداث المؤسفة التي تسببت بها مجموعة صغيرة في قيصري أمس هو الخطاب المسموم للمعارضة، نرى أن اللجوء إلى سياسة الكراهية من أجل تحقيق مكاسب سياسية سببه العجز، ولا يمكن تحقيق أي هدف من خلال تأجيج كراهية الأجانب وكراهية اللاجئين في المجتمع، من غير المقبول إضرام النار في الشوارع والتخريب".

وأفادت ولاية قيصري في بيان صدر عنها بأن "مواطناً سورياً تحرش بطفلة سورية في حي دانيشمنت غازي في منطقة مليك غازي بالولاية، حيث اعتقلته قوى الأمن وتم وضع الطفلة في حماية الأقسام المعنية، موضحة "نتابع هذه القضية بدقة، وننصح الجمهور بكل احترام بحثّ مواطنينا على ضبط النفس وعدم القيام بأي تصرف والتركيز على التصريحات الصادرة عن السلطات الرسمية".

أحداث عنف في ولاية قيصري بسبب شائعة

وكانت الأحداث قد تطورت بفعل انتشار مقطع مصور يظهر حادثة التحرش داخل إحدى دورات المياه في ولاية قيصري التركية، والحديث أن حادثة التحرش تمت ضد طفلة تركية، وقبيل صدور البيان الرسمي من السلطات في الولاية، هاجم العشرات معظمهم من الشبان ممتلكات السوريين، ونقل شهود عيان من الولاية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمجموعات الرقمية أن الهجمات استهدفت سيارات السوريين، ومتاجرهم، ورمي بيوت بعض السوريين بالحجارة وتكسير زجاج النوافذ.

وأظهرت لقطات فيديو تم تداولها في وسائل التواصل الاجتماعي حرق السيارات وبعض المتاجر، فيما وصفت بعض الأطراف السورية هذه الاعتداءات بأنها الأولى من نوعها وغير مسبوقة. بينما استنكرت مجموعة من التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي الأحداث التي جرت، وأدانت الواقعة بغض النظر عن جنسية الضحية، وطالبت بأن لا يكون رد الفعل شاملاً للاجئين.

وأعلنت محكمة في ولاية قيصري التركية، اليوم الاثنين، فرض حظر النشر على خلفية الحادثة، مع فتح تحقيق بالأحداث التي جرت، فيما قالت وكالة الأناضول إن السوري المعتدي ي.أ (26 عاماً)، على ابنة عمه م.أ (7 سنوات) في دورة مياه بالسوق. وأصدرت المحكمة الجنائية الثانية للصلح في قيصري أمراً جاء فيه "من أجل حماية صحة الضحية والأسرة ومنع الأحداث الاجتماعية التي تتزايد بعد الحادث، يمنع نشر جميع أنواع الأخبار، بما في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي وتداول صور الطفل الضحية، في وسائل الإعلام المرئية ووسائل الإعلام العاملة على الإنترنت، ومنع المقابلات والنقد والمنشورات المشابهة لحين الانتهاء من مرحلة التحقيق".

وأفادت وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية التركية، اليوم الاثنين، أن الطفلة السورية القاصرة وإخوتها ووالدتها تم وضعهم تحت حماية الدولة، وذلك في بيان على حساب الوزارة على مواقع التواصل الاجتماعي. وقالت الوزارة إن فرق مديرية الولاية اتخذت الإجراءات الفورية فور إبلاغ وحدات الشرطة بالحادثة، مشددة "تم وضع الطفلة الضحية وإخوتها ووالدتها تحت حماية الدولة بعد الإجراءات في مركز الشرطة، وقد بدأت فرق الخبراء لدينا عملية دعم نفسي واجتماعي للطفلة وعائلتها، ونحن في الوزارة سنتدخل في هذه القضية العملية والمتابعة الدقيقة لضمان حصول المجرم على أشد العقوبة".

وذكرت وسائل إعلام تركية أحداث الشغب في ولاية قيصري أسفرت عن إصابة 14 ضابط شرطة ورجل إطفاء، في حين نُقل 9 أشخاص، وهم المشتبه به وضحية حادث الاعتداء الجنسي وآخرين إلى مراكز الترحيل التابعة لدائرة الهجرة. كما تم إعداد 26 تقريراً بشأن الوقائع وذلك من قسم الجرائم الإلكترونية التابعة لمديرية الأمن، فيما فتح تحقيق ضد من نشروا منشورات استفزازية على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.

وعادت حدة التصريحات التي تستهدف اللاجئين السوريين بشدة إلى الأجندة السياسية في تركيا، من الأحزاب السياسية المختلفة، بعد فترة من الهدوء عقب الانتخابات المحلية التي جرت في آذار/مارس الماضي، حيث تعد ورقة اللاجئين محطة للصراع السياسي في البلاد، يعززها تدهور الاقتصاد وغلاء الأسعار وارتفاع التضخم في البلاد.

المساهمون