أفادت منظمة أطباء بلا حدود، اليوم الجمعة، بأنّ 20 شخصاً على أقلّ تقدير لقوا حتفهم في حين أُصيب أكثر من خمسين آخرين، في قتال نشب في مخيّم للنازحين في دولة جنوب السودان.
وفي وقت سابق اليوم، كانت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان قد أعلنت أنّ 13 شخصاً لقوا حتفهم في نزاع نشب بين طائفتَين عرقيّتَين في مخيّم تديره المنظمة ويؤوي نازحين في شمال هذه الدولة، علماً أنّ الاشتباكات بدأت بين أفراد من الطائفتَين يقيمون في مخيّم بمدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل، أمس الخميس، عندما قُتل رجل طعناً.
ونقل بيان عن المتحدّث باسم بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان بن مالور قوله إنّ "تقارير البعثة الأولية أشارت إلى مقتل ثلاثة أشخاص على أقلّ تقدير وإصابة أكثر من 20 آخرين، يتلقّى بعض منهم العلاج في مستشفى البعثة". أضاف مالور أنّه "في وقت لاحق اليوم (الجمعة) تأكّد مقتل عشرة أشخاص آخرين".
ويؤوي المخيّم المذكور 50 ألف شخص على أقلّ تقدير، علماً أنّ المجموعة الأولى التي سكنته لجأت إليه في بداية الحرب الأهلية في عام 2013. وفي هذا الإطار، قال وزير الإعلام في ولاية أعالي النيل لوك سعد الله إنّ الأعداد زادت بعد فرار نحو ثلاثة آلاف شخص من القتال في السودان المجاور إلى المخيّم في الأسابيع الماضية.
وأوضح مالور أنّه مع عودة الهدوء إلى المخيّم، اليوم الجمعة، عزّزت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان وجيش جنوب السودان الأمن في المخيّم ومحيطه.
وأدّى اتفاق السلام في عام 2018، الذي وقّعته الأطراف الرئيسية في الحرب الأهلية التي امتدّت ما بين عامَي 2013 و2018، إلى انحسار العنف بشكل كبير في جنوب السودان في السنوات القليلة الماضية.
لكنّ اشتباكات محدودة سُجّلت بين الطوائف المتنافسة. وما زال العنف منتشراً في مناطق تقوم فيها نزاعات على حقوق الرعي والمياه والأراضي الزراعية وغيرها من الموارد.
وقد شهدت ولاية أعالي النيل في الأشهر الأخيرة أعمال عنف تقف وراءها مليشيات مسلحة بصورة أساسية. وفي ديسمبر/كانون الأول 2022، قُتل 166 شخصاً، معظمهم من المدنيين، ونزح أكثر من 20 ألفاً آخرين في المنطقة، وفقاً لمفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان.
تجدر الإشارة إلى أنّ قتالاً سابقاً في مخيّم ملكال، في عام 2016، أودى بحياة 18 شخصاً على أقلّ تقدير، من بينهم اثنان من منظمة أطباء بلا حدود.
(رويترز)