تشهد مناطق الريف الشرقي لمحافظة دير الزور شرقي سورية، الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية، منذ 4 أيام، اشتباكات ومواجهات عسكرية بين قوات مساندة لمجلس دير الزور العسكري و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، ما أدى إلى شلّ الحياة في ظل قطع الطرقات وعزل بلدات عن محيطها.
ومع استمرار الاشتباكات، توقفت إمدادات الخضار إلى البلدات المحاصرة من عناصر "قسد"، كما توقفت أفران عن إنتاج الخبز بسبب عدم وصول إمدادات الطحين التي كانت تزوّد بها مرة أسبوعياً، وأيضاً بسبب انقطاع المياه والكهرباء. وقال فهد الجاسم، أحد سكان بلدة الصور، لـ"العربي الجديد": "انقطعت الخضار عن البلدة بسبب قطع الطرقات وعدم توفر النقل، كذلك لا كهرباء ولا ماء، علماً أن محطات ضخ المياه الموجودة في بلدات على نهر الفرات تشهد اشتباكات. ومن أسباب توقف محطة ري الخابور تحديداً عدم حضور الموظفين، وهو ما شمل أيضاً مستشفيات وعيادات تعتمد على موظفين يأتون من بلدات أخرى. أما المواد الغذائية فلا تدخل حالياً، والمحال التجارية مغلقة في بلدة الصور".
وأكد الناشط الإعلامي فراس علاوي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن مناطق ريف دير الزور الشرقي تعيش أجواء حرب. وقال: "هناك مناطق محاصرة بالكامل قطعت عنها الماء والكهرباء، علماً أن المعاناة الحقيقية لم تبدأ بعد بالنسبة إلى السكان، لأن المناطق الريفية تعتمد على مدخرات البيوت، لكن كلما طالت فترة الاشتباكات ستسوء الأمور، وهو ما يشمل في الأصل قطاعات الصحة والأدوية".
بدوره، أوضح محمود الديري الذي يسكن في المنطقة، لـ"العربي الجديد،" أن "السكان يتعرضون لممارسات ترهيب، إذ أعدم عناصر (قسد) مدنيين رمياً بالرصاص في بلدة الضمان، كما عذبوا آخرين على طريق بلدة العزبة، وقتلوا طفلة في بلدة مويلح، وشخصاً في بلدة الجرذي بريف دير الزور الشرقي".
وعموماً، تعاني مناطق الريف الشرقي من محافظة دير الزور، التي سيطرت عليها "قسد" بعد مواجهات مع تنظيم "داعش" عام 2019، من تردي البنى التحتية، وتهميش الإدارة الذاتية لها على صعيد الخدمات. وحاول أبناء المنطقة منذ طرد "داعش" تأهيل الخدمات بالتعاون مع منظمات محلية، وترميم ما يمكن من البنى التحتية.