اشتباكات السودان تجبر لاجئين على العودة إلى بلادهم المضطربة

08 مايو 2023
أكثر من 30 ألف شخص في السودان فروا إلى جنوب السودان (رويترز)
+ الخط -
آخر مكان تود لينا ميجوك الذهاب إليه بعد فرارها من الاشتباكات الدائرة في السودان هو بلدها جنوب السودان، الذي تركته مع اندلاع الحرب الأهلية في عام 2013، غير أن القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الشوارع المحيطة بمنزلها جعل من جنوب السودان المكان الوحيد الذي يمكنها الوصول إليه بصحبة طفليها.
وقالت الشابة البالغة من العمر 26 عاماً: "لم أكن لأعود إلى جنوب السودان. كنت سأذهب إلى أي مكان لكني لا أملك خياراً آخر".
الصورة
فارون من السودان إلى جنوب السودان (رويترز)
تخشى وكالات الإغاثة أن يؤدي تدفق اللاجئين إلى تفاقم أزمة إنسانية في جنوب السودان (رويترز)

وتمكنت لينا من بناء حياة جديدة لنفسها في مدينة أم درمان على نهر النيل في الجهة المقابلة للعاصمة السودانية الخرطوم، من خلال العمل خادمة في المنازل.

ثم بدأت الأعيرة النارية تنطلق، واضطرت أسرتها إلى شد الرحال وترك حياتهم الجديدة باستثناء زوجها.

واضطر الزوج للبقاء لأنهم لم يكن لديهم ما يكفي من المال لدفع ثمن مقعده في الشاحنات والحافلات التي أقلت لينا وابنهما وابنتهما إلى الحدود في رحلة مرهقة للأعصاب استمرت ليومين على طرق عبر الأدغال.

ولدى وصولهم، انضموا إلى آلاف الأشخاص الذين يخيمون في العراء في منطقة الرنك في جنوب السودان في حرم جامعي متهدم تحمل بناياته آثار رصاص من قتال دار قبل عقد من الزمان.

الصورة
فرار الآلاف إلى جنوب السودان (رويترز)
اندلعت الحرب الأهلية في جنوب السودان في عام 2013 (رويترز)

وأنشأ اللاجئون في المنطقة أكواخا بدائية لتؤويهم باستخدام العصي وقطع القماش. وتوزع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ووكالات إغاثة أخرى الطعام والماء وأغطية ومساعدات أخرى.

وقالت لينا: "ارتفاع درجة الحرارة يقتلنا وهناك بعض الناس ظلوا أربعة أيام دون طعام ولا مكان للنوم والأطفال يمرضون". وتأمل أن تساعدها الأمم المتحدة في الانتقال إلى بلد آخر.

جنوب السودان يواجه أزمة إنسانية

قلب القتال الوضع الإنساني رأسا على عقب، إذ حتى الشهر الماضي، كان أكثر من 800 ألف لاجئ من جنوب السودان يعيشون في السودان بعدما فروا من صراع مستمر منذ سنوات طويلة.

ومنذ اندلاع القتال في الخرطوم، سجلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عبور أكثر من 30 ألف شخص إلى جنوب السودان، وكان أكثر من 90 بالمائة منهم من جنوب السودان. وتقول المفوضية إن الرقم الحقيقي ربما يكون أعلى من ذلك بكثير.

الصورة
فرار الآلاف إلى جنوب السودان (رويترز)
يوجد أكثر من مليوني نازح في جنوب السودان (رويترز)

وتخشى وكالات الإغاثة أن يؤدي هذا التدفق للاجئين إلى تفاقم أزمة إنسانية متردية بالفعل في جنوب السودان، الذي يوجد به أكثر من مليوني نازح ويحتاج ثلاثة أرباع سكانه البالغ عددهم 11 مليون نسمة إلى المساعدات.

وحصل جنوب السودان على استقلاله عن السودان في عام 2011، بعد صراع بين الشمال والجنوب استمر لنحو عقدين. واندلعت حرب أهلية هناك بعد عامين فقط وأسفرت عن مقتل ما يقدر بنحو 400 ألف شخص.

وقالت شارلوت هالكفيست، المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: "جنوب السودان من أكثر الأزمات التي يعانيها نقص التمويل في المفوضية بالفعل، ونحن الآن نتحرك لدعم هذا التدفق الجديد... نحث المجتمع الدولي على عدم نسيان جنوب السودان".

ومثل لينا، فرت سوزان وليام (36 عاما) من الحرب الأهلية في عام 2013 وأعادت بناء حياتها في السودان حيث عملت ممرضة في الخرطوم. أما الآن فقد عادت إلى وطنها وهي أيضا في المخيم البدائي في الرنك مع أطفالها الأربعة.

وقالت سوزان "يقولون إنه لا يوجد استقرار في جنوب السودان، لذلك قررنا بناء منازل في السودان. لكن الآن أيضا لا يوجد استقرار في السودان. ماذا نفعل؟ لا نعرف".

(رويترز)

المساهمون