أعلنت الحكومة الجزائرية حالة الاستنفار لمواجهة أزمة شح المياه، بسبب تأخر تساقط الأمطار والتأثيرات المحتملة للتغيرات المناخية، ووضع التدابير الممكنة للحفاظ على المياه الجوفية، عبر التحكم في عمليات حفر الآبار.
وقرر مجلس الوزراء المنعقد مساء الأحد "إعلان استنفار مصالح الداخلية والموارد المائية والفلاحة والصناعة والبيئة، على أوسع نطاق، لإنشاء مخطط استعجالي، يهدف إلى سنّ سياسة جديدة، لاقتصاد المياه وطنياً، والحفاظ على الثروة المائية الجوفية".
ويتضمن المخطط فرض "المراقبة الصارمة لتراخيص استغلال المياه الجوفية، لسقي المساحات المزروعة، مع تسليط أقصى العقوبات ضد أعمال حفر الآبار غير المرخصة، وتفعيل دور شرطة المياه التي تختص بمراقبة استعمال المياه في كل المجالات ومحاربة التبذير، لمراقبة استغلال المياه عبر الوطن".
ولتلافي استنزاف المقدرات المائية للبلاد وتخفيف الضغط على المياه الجوفية، تقرر اللجوء إلى "تعميم محطات تحلية مياه البحر، عبر كامل الشريط الساحلي، تجنبا لتداعيات الأوضاع المناخية الصعبة التي يمر بها العالم"، وصدرت أوامر "بإعادة تحريك وبعث كلّ المشاريع المتوقفة لمحطات تصفية المياه المستعملة عبر الولايات، وإدخالها قيد الاستغلال، لاستخدامها في الري الفلاحي، عوضا عن المياه الجوفية".
وفي عام 2011، أطلقت الجزائر برنامجا وطنيا يقضي بإنشاء 13 محطة تحلية مياه البحر وربطها بالشبكات العمومية لتوزيع المياه، لإنتاج 3.2 ملايين متر مكعب يوميا من المياه، خمس محطات منها دخلت حيز التشغيل في العاصمة، وسكيكدة شرقي البلاد، ووهران وتلمسان غربي الجزائر، بينما تعطلت باقي المحطات بسبب الأزمة المالية التي شهدتها البلاد بعد عام 2016، إضافة إلى إنشاء سلسلة محطات تصفية مياه الصرف الصحي، لرفع قدرة معالجة المياه المستعملة إلى 85 بالمائة.
وصدرت أوامر حكومية في نفس السياق "بإنجاز دراسات علمية، عاجلا، لتحديد دقيق لوضعية معدل مياهنا الجوفية، واستحداث مؤسسات ناشئة، في إطار منظور اقتصاد المياه والأمن المائي، متخصصة في تقنيات استغلال المياه المستعملة". وتطوير التعليم والتكوين المهني، في قطاع المياه والتحلية، من خلال شراكات مع معاهد وجامعات، ذات سمعة دولية، لتبادل الخبرات.
وتعاني الجزائر منذ ثلاث سنوات من نقص في التساقط المطري وشح في المياه، كانت من أسبابه ضعف استغلال السدود التي تعاني من مشكلة التوحل، وضياع ما يقارب 12 في المائة من المياه الصالحة للشرب نتيجة قدم أنابيب التوصيل.
وكان الجزائريون قد أدوا، خلال الأسبوع الماضي، صلاة الاستقساء مرتين متتاليتين، طلبا للأمطار بعد تأخر موسم التساقط المطري والمخاوف على الموسم الزراعي لهذا العام.