يُواجه السكان في مدينة الشيخ زايد المصرية، إحدى أرقى المناطق السكنية غربي العاصمة القاهرة، أزمة الحصول على مياه الشرب لليوم الثالث على التوالي، بسبب استمرار انقطاعها في بعض أحياء المدينة، والمجمعات السكانية المعروفة بـ"الكمبواند"، على خلفية كسر خط المياه القادم من النيل إلى المدينة، جراء أعمال الحفر الجارية لإنشاء بعض الطرق والجسور الجديدة المرتبطة بتوسعات محور 26 يوليو.
وبعد نحو 48 ساعة من الانقطاع التام لمياه الشرب في مدينة الشيخ زايد، عادت المياه تدريجياً إلى بعض أحياء المدينة من دون أخرى، فجر اليوم الثلاثاء، ما تسبب في حالة من الغضب بين السكان الذين هاجموا الحكومة بضراوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً مع استغلال المحال التجارية ومتاجر التجزئة للأزمة، ورفعها أسعار بيع المياه المعبأة بنسبة تزيد على 50%.
وانتشرت صور الأهالي في المدينة السكنية عبر موقع فيسبوك، وهم يحملون الزجاجات الفارغة ويصطفون في طوابير أمام عربات شركة مياه الشرب في محافظة الجيزة للحصول على أي كميات منها لذويهم، لا سيما أنّ انقطاع المياه تزامن مع إجراء امتحانات الفصل الدراسي الأول في جميع المراحل التعليمية.
من جهته، تقدم المتحدث باسم وزارة الإسكان المصرية، عمرو خطاب، باعتذار إلى جميع السكان في مدينة الشيخ زايد، بسبب التأخر في إصلاح كسر خط المياه المتسبب في انقطاعها عن المدينة، مدعياً أنّ الكسر كان ضخماً للغاية، واستغرق وقتاً طويلاً في إصلاحه بواسطة معدات وحفارات مخصصة لذلك، وبمشاركة نحو 100 عامل وفني.
وأضاف خطاب، في تصريحات إعلامية، مساء أمس الإثنين: "قُطر خط المياه كان كبيراً، لأنها الماسورة الأم التي تأتي بالمياه مباشرة من النيل قبل التنقية. ولا يزال هناك عمال يعملون في موقع الكسر، من أجل البدء في عملية ضخ المياه للسكان بعد الانتهاء من إصلاحه"، مستطرداً "هذا الحادث كان عارضاً، وضخ المياه للأهالي سيكون تدريجياً، وسيستغرق بعض الوقت للوصول إلى جميع أحياء المدينة، وتجمعاتها السكانية".
وبدأت الأزمة في وقت مبكر من صباح يوم الأحد، حين أعلن جهاز مدينة الشيخ زايد عن حدوث كسر مفاجئ في خط المياه العكرة (قطر 1800 ملليمتر) بمنطقة برقاش، وهو أحد الخطوط الرئيسية الناقلة للمياه إلى محطة التنقية بطاقة عملاقة تصل إلى 570 ألف متر مكعب في اليوم، ويغذي مدينة الشيخ زايد بالكامل، بالإضافة إلى بعض أحياء مدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة.
وعبّر سكان المدينة عن غضبهم الشديد من استمرار انقطاع المياه لليوم الثالث، من خلال مجموعة مغلقة "مباشر من مدينة الشيخ زايد" في "فيسبوك"، إذ كتبت نور الهدى محمود، قائلة: "يخرب بيت الفشل، مدينة بأكملها تنقطع عنها المياه لمدة 4 أيام. الجهاز فاشل، وغير قادر على حجم المصيبة التي تعيش فيها المدينة، ولا أطالب بعودة المياه بقدر المطالبة بإقالتكم، واختيار أناس محترمة قادرة على المسؤولية".
وقالت زينب عصام: "بصراحة لم أعد قادرة على الفهم، ولماذا أتحمل كل هذا، أو انتظر كل هذا الوقت حتى تعود المياه. الدولة التي تنشئ جسوراً ومحطات وقود لا تستطيع إصلاح ماسورة مياه في 3 أيام. لماذا أنتظر المياه لمدة 3 أيام بسبب الجهل وعقول غير قادرة على تحمل المسؤولية".
بدورها، صرحت نسرين حسن: "3 أيام من دون مياه في الحي، واتصلنا بالشكاوى ولا أحد يرد علينا. بجد والله حرام هذه المهزلة، اللي مش قدها يمشي، ويسيب غيره يشتغل!".
وأكدت منى محمود: "لا وجود لنقطة مياه حتى الآن نهائياً، ومر 3 أيام بالضبط (على الانقطاع). من المسؤول عن هذه المهزلة؟ ونحن معنا أطفال، ولدينا امتحانات. حسبي الله ونعم الوكيل". وقالت آية حمودة: "كارثة لليوم الثالث على التوالي، المياه جاءت ساعة واحدة، ولا تصلح للشرب، ثم قطعت من جديد، وأرقام الإبلاغ أو الشكاوى لا ترد".