استقالة مدير "فرونتكس" بعد اتهامه بسوء الإدارة في ملف صد المهاجرين

29 ابريل 2022
قدم فابريس ليجيري استقالته من منصب مدير "فرونتكس" (جانيك سكارزينسكي/فرانس برس)
+ الخط -

قدّم مدير وكالة مراقبة حدود الاتحاد الأوروبي "فرونتكس" فابريس ليجيري استقالته بعدما قاد سياسة التكتل الرامية لتحصين حدوده في وجه المهاجرين، واتُّهم بالتساهل مع عمليات إبعادهم بشكل غير قانوني.

وسينظر مجلس إدارة فرونتكس في عرض ليجيري التنحي في اليوم ذاته، بعد تحقيق بشأن إدارته للوكالة أجراه المكتب الأوروبي لمكافحة الاحتيال "أولاف".

وقال ناطق باسم الحكومة الألمانية خلال مؤتمر صحافي دوري في برلين: "يمكنني تأكيد أنه قدّم استقالته" التي "تفتح الباب أمام بداية جديدة" لفرونتكس.

وخلص تقرير "أولاف" السري بشأن ليجيري إلى أنه "لم يمتثل للإجراءات، وكان غير صادق مع الاتحاد الأوروبي، وأدار الموظفين بشكل سيئ"، وفق ما ذكرت مجلة "لوبوان" الفرنسية.

واتّهمت مجموعات إغاثية "فرونتكس" مرارا بإعادة المهاجرين بشكل غير قانوني عبر حدود الاتحاد الأوروبي، أو غض النظر عند قيام السلطات الوطنية بنفسها بعمليات "صد" من هذا النوع، وتركّزت هذه الاتهامات على حدود اليونان وتركيا البرية والبحرية على وجه الخصوص.

وخلص تحقيق أجرته صحيفة "لوموند" الفرنسية و"لايتهاوس ريبورتس" المتخصصة بالتحقيقات، ونشر الأربعاء، إلى أن "فرونتكس" سجّلت عمليات صد في المياه اليونانية بين مارس/آذار 2020 وسبتمبر/أيلول 2021، بينما "نُفّذت في المياه التركية عمليات لمنع مغادرة" المهاجرين باتّجاه أوروبا.

ونشرت "لايتهاوس ريبورتس" ومجلة "دير شبيغل" الألمانية رسالة استقالة ليجيري على "تويتر"، وكتب فيها "سلّمت التفويض الممنوح إلي لمجلس الإدارة. إذ يبدو أن تفويض فرونتكس الذي انتخبت وتم تجديد ولايتي على أساسه في يونيو/حزيران 2019 تغيّر بشكل صامت وفعلي".

وخلال الأشهر الأخيرة، أقر ليجيري علنا بوجود إرباك بشأن ما إذا كان دوره يتمثّل في عرقلة دخول المهاجرين إلى أوروبا، أو الإشراف على طريقة تعامل الوكالات الحدودية الوطنية مع طالبي اللجوء.

وأفاد في ديسمبر/كانون الأول، بأنه يشعر بأنه "عاجز" عن فهم مهمّته الحقيقية، وقال "بين واجب عدم السماح للناس بالعبور بشكل غير منظّم، ومبدأ عدم الترحيل القسري (الذي يحظر عمليات الصد) نظرا إلى أن كل من يحتاج إلى الحماية لديه حق اللجوء، كيف علينا أن نتصرّف؟ لم يتمكن أحد من إعطائي إجابة. نعاني فصاما".

وتزامنت ولاية ليجيري، التي استمرت سبع سنوات على رأس فرونتكس، مع زيادة كبيرة في موارد الوكالة، وطبعها قلق سياسي نتيجة موجات الهجرة المتكررة إلى أوروبا.

ومن المقرر أن تتوسع الوكالة لتضم 10 آلاف موظف يتولون مهمة مراقبة حدود الاتحاد الأوروبي الخارجية بحلول عام 2027.

لكن الوكالة أعلنت، الأسبوع الماضي، أن عمليات العبور بشكل غير منظم إلى الاتحاد الأوروبي بلغت أعلى مستوى لها منذ ست سنوات في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى مارس/آذار من هذا العام، مع 40300 عملية دخول.

ورصد أكبر عدد من عمليات العبور غير المنظّمة من غرب البلقان، حيث دخل معظم المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي عبر اليونان وبلغاريا. وشكّلت هذه حوالى نصف عدد عمليات العبور غير المنظم، بينما كان معظم المهاجرين من السوريين أو الأفغان.

وهدف معظم المهاجرين الذين يدخلون إلى الاتحاد الأوروبي بشكل غير منظّم عبر خاصرتيه الشرقية والجنوبية أن يكملوا رحلتهم إلى دول أخرى في الاتحاد الأوروبي أو بريطانيا.

(فرانس برس)

المساهمون