علّقت مديريات التربية في منطقة شمال غرب سورية العملية التعليمية، بعد تصعيد القصف من جانب قوات النظام وروسيا على المنطقة، الذي طاول المدن والبلدات في العمق بعيدا عن خطوط التماس، التي تتعرض للاستهداف المدفعي على الدوام.
وتسبب استهداف الطيران الحربي والقصف المكثف براجمات الصواريخ بمخاوف لدى الأهالي ولدى مديريات التربية في المنطقة، الأمر الذي دفع الأخيرة لتعليق الدوام منذ بداية التصعيد لمدة يومين، ثم تم تمديد تعليق الدوام حتى الخميس 12 أكتوبر/ تشرين الأول.
وتصف سمر أسعد، المقيمة في تجمع مخيمات دير حسان، لـ"العربي الجديد" القصف والغارات الجوية بغير المسبوقة منذ 3 سنوات، قائلة:" في السابق لم يكن القصف يستهدف كل المدن والبلدات في المنطقة، ولا يصل إلى المناطق القريبة من الحدود التركية، لكن في الوقت الحالي القصف يطاول كل المناطق".
وتشير أسعد إلى مخاوف تعرض الطلاب للخطر قائلة:" هناك خوف لدينا على أبنائنا وإن بقي القصف على هذا الحال لن نرسلهم للمدرسة أبدا، يمكن بأي لحظة من اللحظات أن تقصف المدرسة، لدي ثلاثة أبناء في المدرسة، أخاف أن يتعرضوا للقصف وهم في الطريق، لذلك أفضل أن يكونوا بالقرب منا حيث نقيم، تحسبا لاستهداف المخيم في أي وقت ونضطر أن نغادر جميعا لمكان واحد".
الناشط أحمد غازي يوضح لـ"العربي الجديد" أن القصف الذي طاول بلدة الأبزمو بريف حلب الغربي، استهدف منازل المدنيين بالمدفعية الثقيلة، ومن بين المباني المستهدفة إعدادية البنين في البلدة، نظرا لقربها من خطوط التماس مع قوات النظام السوري، الأمر الذي ترك خوفا كبيرا لدى الأهالي ومنعهم من إرسال أبناءهم إلى المدارس، مضيفا" هناك مخاوف لدى الأهالي من التحرك حتى في الشوارع في الوقت الحالي كون القصف يمكن أن يتجدد في أي وقت".
وتصف مديرة مدرسة في مدينة الدانا بريف إدلب، ميادة جوّاد، لـ"العربي الجديد" أن خطوة تعليق الدوام في المدارس والجامعات بمناطق شمال غرب سورية تعد "خطوة جيدة"، قائلة إن "القصف الهمجي منع الطلاب من التنقل والطالب في هكذا ظروف لم يعد يأمن على نفسه، أيضاً طلاب كثر نزحوا بسبب القصف والغارات الجوية، لذلك كان الخيار الأفضل هو تعليق الدوام".
علي يوسف، من قرية الأبزمو، شهد القصف المكثف خلال الأيام الماضية على البلدة، وقال لـ"العربي الجديد" أنه بعد ارتفاع وتيرة القصف، علقت مديريات التربية الدوام في المنطقة لمدة 48 ساعة، ومع تواصل القصف أعلنوا عن تعليق الدوام حتى يوم الخميس، الأوضاع صعبة والمدارس معرضة للقصف".
يذكر ان هجمات النظام السوري وحلفائه على مناطق خفض التصعيد بمحافظة إدلب شمال غربي البلاد، أسفرت عن نزوح 79 ألف مدني خلال الأسبوع الأخير وفق إحصائيات فريق "منسقو استجابة سورية".