ارتفع معدل وفيات مصابي فيروس كورونا في مناطق شمال غربي سورية مع وصول جائحة كورونا إلى مستوى خطير، وسط ضعف إمكانات القطاع الصحي في المنطقة، حيث وصلت نسبة الإشغال في المشافي ومراكز العزل إلى حدّها الأقصى، وهي الآن بالكاد يمكنها استقبال مصابين جدد، وتقديم الرعاية الصحية لهم.
وأعلن الدفاع المدني، في بيان صدر عنه، عن وفاة 20 شخصا من مصابي كوفيد-19، أمس الإثنين، في المنطقة.
وعملت فرق الدفاع المدني على دفنهم وفق الإجراءات الاحترازية، كما نقلت 50 مصاباً إلى مراكز العزل والمشافي، مع مواصلتها عمليات التعقيم والتوعية. ويوم الأحد الماضي، توفي 18 شخصاً بكوفيد-19 في المنطقة، وفق بيان سابق صدر عن الفريق.
وقال الطبيب محمد سالم، مدير برنامج اللقاح في وحدة تنسيق الدعم، لـ"العربي الجديد"، إنه "في الوقت الحالي لا تزال الأمور خارجة عن السيطرة في ما يخصّ تفشي فيروس كورونا في المنطقة"، وأشار إلى أنّ السيطرة على تفشي الفيروس تحتاج ما بين 3 أو 4 أسابيع. وأكّد وصول دفعة من "كيتات" فحص فيروس كورونا، مقدمة من منظمة الصحة العالمية، بعد نفادها.
وبلغ عدد "كيتات" الفحص المقدّمة من منظمة الصحة العالمية 14 ألف وحدة.
ووفق تقييم شبكة الإنذار المبكر التابعة لوحدة تنسيق الدعم، إنّ جائحة كورونا لا تزال ضمن المستوى الرابع وفق تصنيف منظمة الصحة العالمية في مناطق شمال غربي سورية، وهي أخطر وأسوأ مرحلة، يكون فيها القطاع الصحي عاجزاً عن تقديم الخدمات العلاجية للمصابين بسبب كثرة عددهم، ما يرفع نسبة الوفيات ويقلّل فرص الشفاء.
وسجّلت شبكة الإنذار المبكر 490 وفاة بفيروس كورونا خلال شهر سبتمبر/ أيلول. من بين المتوفين رضيعان وثلاث نساء حوامل، كما سُجّلت وفيات لشباب لا يعانون من أمراض مزمنة.
مدير صحة إدلب، الطبيب سالم عبدان، وصف، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، ما تقوم به الكوادر الصحية في المنطقة لمواجهة فيروس كورونا بالمعركة، كون الإصابات كثيرة والكوادر الطبية تبذل قصارى جهدها في مواجهة الوباء لإنقاذ الأهالي. ولفت إلى أنه لا توجد إجراءات في المجتمع للحدّ من عدد الإصابات، إنّما كل الإجراءات ترفع من أعداد الإصابات.
وأضاف مصدر محلي في مدينة إدلب، لـ"العربي الجديد"، أنّ الالتزام بطرق الوقاية من فيروس كورونا، في المنطقة، لا يزال ضعيفاً ودون المستوى المطلوب، على الرغم من الوفيات التي تسبّب بها انتشار الوباء أخيراً.
ولفت إلى أنّ بعض المصابين ممن يعانون من أعراض خفيفة لا يمضون فترة التعافي كاملة في الحجز المنزلي، ويتنقّلون في محيطهم دون الاكتراث بحقيقة نقلهم العدوى لغيرهم.
ودعت جهات إنسانية مصابي فيروس كورونا ممن يتعافون في المنزل إلى ضرورة البقاء فيه طيلة فترة التعافي، وعدم مخالطة الناس، لمنع نقل العدوى، في الوقت الذي حثّت فيه المواطنين على الالتزام بتعليمات السلطات الصحية للحدّ من انتشار الفيروس وتكثيف التوعية بارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي ومنع التجمعات.