أصدرت جمعية الشباب العرب (بلدنا)، اليوم الأربعاء، تقريرها الإحصائي الدوري عن ضحايا جرائم القتل بالداخل للفلسطيني للعام 2023.
وأكدت المنظمة الشبابية المستقلة، ومقرها في حيفا، أن العام 2023 شهد ارتفاعًا غير مسبوق في ضحايا جرائم القتل، إذ سقط 222 شخصًا من فلسطينيّي الداخل جرّاء هذه الجرائم، أي ما يفوق ضعف عدد الضحايا في العاميّن 2021 و2022، الذي وصل إلى 108.
وأوضحت أن فريق البحث اعتمد في تقريره على توثيق عدّة مصادر لكلّ جريمة قتل، وذلك لتوخّي الدّقة في جمع المعلومات، خاصّة أنّ الشّرطة الإسرائيليّة لا توفّر البيانات كاملةً ولا تتيحها عبر قناةٍ واحدة، بل تصدر بيانات متفرّقة حول حالات القتل.
جرائم القتل تتصاعد: 2023 الأكثر دموية
وقالت "بلدنا": "من الواضح بحسب تقاريرنا الإحصائيّة السابقة، أنّ جرائم القتل في المجتمع الفلسطينيّ في الدّاخل أخذت منحى تصاعدياً منذ عام 2019، إذ بلغ معدّلها السّنويّ بين الأعوام 2011 و2018، 61 حالة سنوياً، بينما وصل المعدّل بين الأعوام 2019 وحتى 2022، إلى 100 ضحية سنويًا، أمّا في العام 2023 وهو الأكثر دموية على الاطلاق، فتضاعف هذا العدد ليصل إلى أعلى معدلاته".
وتظهر المعطيات الّتي جمعها فريق البحث أنّ فئة الشّباب، من 16-30، هي الأكثر تأثّرًا بجرائم القتل، إذ بلغت نسبة الضّحايا 51.8% من مجمل عدد القتلى لعام 2023، المساوية لـ115 ضحيّة، حيث إنّ النّسبة الأكبر لعدد الضّحايا هي في الفئة العمريّة 26-30 بواقع 48 حالة قتل. تليها الفئة العمريّة 36-40 بواقع 25 حالة قتل، ومن ثمّ 46-50 بواقع 21 حالة قتل، ومن ثمّ 31-35 بواقع 15 حالة قتل، ومن ثمّ 41-45 بواقع 12 حالة قتل.
ووفقاً للمصدر نفسه، فإنّ ظاهرة العنف والجريمة تنتشر في كافّة مناطق وجود الفلسطينيّين داخل الخطّ الأخضر.
فيما سجّل الارتفاع الأكبر بعدد جرائم القتل في منطقة الشّمال، إذ وصل عام 2023 إلى 115 ضحيّة، بنسبة تقارب 52%، مقارنة مع 46 ضحيّة عام 2022، إذ بلغت النسبة في هذه المنطقة نحو 42.5%.
وأشارت معطيات عام 2023 إلى ارتفاع في استخدام السلاح الناريّ بنسبةِ بلغت ما يقارب 93% من اجماليّ حالات القتل، مقارنةً مع العام الماضي التي بلغت ما يقارب 84%. ومقارنةً مع معدّل استخدام السلاح الناريّ في جرائم القتل في الفترة بين 2011-2019، إذ وصلت إلى 74%، وبلغ معدّلها في فترة ما بين 2020-2022 إلى 82%، يتضح لنا الارتفاع المتواصل لاستخدام السلاح الناريّ.
وأكدت انخفاض نسبة الإناث من مجمل الضحايا خلال العام 2023، إذ بلغت 6% من مجمل عدد الضحايا، مقارنةً مع الفترة ما بين 2020-2022 التي وصلت نسبة قتل الإناث فيها إلى 14%، في حين راوحت النسبة حول 16% خلال الفترة ما بين 2011-2019.
وقالت "بلدنا": "لا يشير هذا الانخفاض التدريجيّ بالنسب إلى انحسار حقيقيّ للظاهرة، أو في عدد الضحايا من الإناث، إذ إنّ معدل الضحايا من الإناث، في الفترة الممتدة بين الأعوام 2020-2022 بلغ حوالي 15 امرأة سنويًا، مقارنةً مع العام الحاليّ، إذ بلغ عدد الضحايا 13 أنثى. لكن، ما يفسّر الانخفاض هو زيادة عدد القتلى من الرجال، لتنخفض نسبة النساء من الضحايا لنصف النسبة مقارنة مع الأعوام السابقة".
يذكر أن هذا التقرير هو جزء من مجهود بحثيّ وجماهيري تقوم عليه جمعية الشباب العرب - بلدنا منذ العام 2020، اذ أصدرت دراسة "العنف والجريمة لدى الشباب الفلسطيني في الداخل – عوامل وسياقات"، والتي نشرتها في مارس/ آذار 2022.
وفي العام 2023، أصدرت خطة عمليّة تشمل توصيات ومشاريع للعمل مع الشباب في الداخل الفلسطيني تهدف لمناهضة ظاهرة العنف والجريمة، وتقوم اليوم بتطبيق هذه التوصيات من خلال مشروع تجريبيّ بالتعاون مع بلدية أم الفحم.