ارتفاع درجات الحرارة يقيّد احتفالات العراقيين في العيد

16 يونيو 2024
ارتفاع درجات الحرارة أثر على أنشطة العيد في العراق، 16 يونيو 2024 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- العراق يواجه موجة حارة قياسية خلال عيد الأضحى، مع درجات حرارة تجاوزت الـ48 درجة مئوية، مؤثرة على الأنشطة التقليدية ومضاعفة معاناة السكان بسبب تردي الخدمات الأساسية.
- الأزمة المناخية تبرز من خلال التصحر، جفاف الأنهار، وتراجع المساحات الخضراء، مما دفع العراقيين لتأجيل احتفالات العيد وأثر سلباً على النشاط الاقتصادي المرتبط بالعيد.
- الحكومة تستجيب بفتح المنتجعات والحدائق مجاناً للمواطنين، مع تحذيرات من التعرض لأشعة الشمس وتوصيات بالوقاية، مما يعكس الحاجة لتكيف المجتمع والحكومة مع التغيرات المناخية.

فرض الارتفاع القياسي في درجات الحرارة في مجمل المدن العراقية، سطوته على أول أيام عيد الأضحى في البلاد، بسبب بقاء الناس في المنازل، كما تأثرت عادة الخروج صباحاً لشراء وجبة الإفطار في أول أيام العيد، المعروف بـ"الكاهي والقيمر"، فقد بلغت درجات الحرارة معدلات عالية، وصلت إلى نحو 48 درجة مئوية، في ظل تردي وصول التيار الكهربائي وانقطاعه المستمر.

ارتفاع درجات الحرارة يخنق بهجة العيد

واليوم الأحد، بلغت درجة الحرارة في العاصمة بغداد 47 درجة مئوية، في حين بلغت في مناطق جنوب البلاد 49 درجة مئوية، وهو معدل مرتفع بالمقارنة بالسنوات الماضية، ما يؤكد تداعي الأزمة المناخية والبيئية في بلاد الرافدين، بسبب عوامل التغير المناخي وزيادة التصحر، مع تراجع متواصل للمساحات الخضراء وجفاف الأنهر والمسطحات المائية.

وصلى العراقيون اليوم الأحد، صلاة عيد الأضحى في الجوامع والمساجد، واختار معظمهم ما بعد غروب الشمس لتبادل الزيارات وتقديم التهاني والمجاملات، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ولعل هذا السبب انسحب على النشاط الاقتصادي المحلي، فقد أدت إلى تراجع التحضيرات للعيد كشراء الملابس أو التبضع، كما في كل عام، لكن من المتوقع أن تشهد ساعات المساء حراكا اجتماعيا وتبادلا بالزيارات على نحو واسع.

وأعلنت الحكومة العراقية في بغداد، عن فتح المنتجعات والحدائق العامة مجانا للمواطنين طيلة أيام العيد. لكن بالمجمل خيّمت أحوال الطقس الحارة للغاية على الساعات الأولى في معظم مدن البلاد، إذ تقول آمنة أحمد من أهالي بغداد، إن الجميع بانتظار حلول المساء، للخروج، وتم استبدال التهاني بالاتصالات الهاتفية. مضيفة لـ"العربي الجديد": "لولا أن العيد والاحتفال والترحيب به من العبادات، كنا لن نحتفل بشيء، وأهلنا في فلسطين بين شهيد وجريح ونازح"، معتبرة أن "غالبية العائلات تهتم بإخراج الأطفال في العيد، أما الكبار فهم يعيشون جزءا من أمة منكوبة".

في السياق، يقول مازن حالوب، من محافظة ديالى، إن "حرارة الجو تمنع التواصل والخروج كما في السابق بعيد الأضحى، فقد اقتصر الأمر على إقامة صلاة العيد، ثم العودة إلى المنازل، مع العلم أن المنازل ليست أفضل حالاً من خارجها، بسبب انقطاعات مستمرة في التيار الكهربائي"، موضحاً لـ"العربي الجديد"، أن "الشوارع والمحال التجارية فارغة في أول أيام عيد الأضحى، واخترنا المساء كي نخرج لتبادل التهاني مع الجيران والأصدقاء".

وتشير خرائط الطقس في العراق، إلى بدء موجة حارة ابتداء من اليوم الأحد، وتتصاعد الموجة "اللاهبة" ولمدة 10 أيام، قبل أن تنكسر الحرارة قليلا. ولا يقتصر أمر عدم الخروج من المنازل على ارتفاع درجات الحرارة فحسب، بل صدرت تحذيرات من هيئة الأنواء الجوية والمختصين بعدم الخروج ظهراً، بسبب ارتفاع مؤشر الأشعة فوق البنفسجية التي تؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان سواء الجلد أو النظر. وبحسب هيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي العراقي، فقد تستمر موجة ارتفاع درجات الحرارة لثلاثة أشهر مقبلة، فيما نصحت بتجنب التعرض لأشعة الشمس خلال فترة الظهيرة.

وقال مدير إعلام الهيئة، عامر الجابري، في تصريح نقلته وكالة الأنباء العراقية، إن "الطقس من حزيران وحتى شهر آب يمرّ بمنخفضات حرارية موسمية، وهذا الأمر يعد طبيعياً"، لافتاً إلى أن "درجات الحرارة حتى الآن وصلت إلى 49 درجة مئوية في النجف الأشرف وذي قار والمثنى"، وأن موجة الحر ستستمر ثلاثة أشهر، ومن ثم تعاود الانخفاض".

ونصح الجابري بـ"تجنب التعرض لأشعة الشمس في أوقات الذروة، خاصة بين الساعة 10 صباحاً و4 مساءً، وارتداء ملابس واقية تغطي معظم أجزاء الجسم، واستخدام قبعة ذات حافة عريضة لحماية الوجه والرقبة والأذنين، بالإضافة إلى ارتداء النظارات الشمسية التي توفر نسبة حماية 99% من الأشعة فوق البنفسجية، واستخدام الواقي الشمسي بالنسبة للرجال".

المساهمون