ارتفاع جديد بمعدلات الانتحار في العراق

11 مارس 2024
الأوضاع المأساوية التي يعيشها الشباب دفعت الكثير منهم للانتحار (أسار إيبيرا/Getty)
+ الخط -

شهد عدد من المحافظات العراقية خلال الفترة الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في تسجيل حالات الانتحار التي لم تقتصر على فئة معينة من المواطنين، لكن بغداد كانت الأعلى نسبة، ودائما ما تكون دوافع الانتحار مشاكل عائلية أو شخصية ترتبط بالفقر والبطالة وفق الجهات التحقيقية المختصة.

ودائما ما تعزو السلطات العراقية الصحية والأمنية على حد سواء، ارتفاع ظاهرة الانتحار، إلى مشاكل اقتصادية واجتماعية مختلفة، أبرزها الفقر والبطالة وانعدام الأمل بوجود تغيير إيجابي، وسط تعثر الحكومة بمعالجة ملفات الخدمات والسيطرة على مستويات الفقر والبطالة بعموم مدن العراق.

الانتحار نتاج أزمات عائلية ونفسية

وشهدت العاصمة بغداد، اليوم الاثنين، انتحار شاب من مواليد 2003، بشنق نفسه مستخدماً حبلاً معلقاً في سقف المنزل بمنطقة البلديات شرقي العاصمة، وفي التزامن سجلت الشرطة بمحافظة ذي قار جنوبي البلاد، انتحار شاب في العقد الثالث من العمر بواسطة حبل معلق بمروحة بسقف غرفة بمنزله بحي أريدو، كما سجلت كركوك شمالي البلاد أمس الأحد، انتحار سيدة متزوجة وتعمل معلمة، وفقا للشرطة المحلية بالمدينة.

كما شهد الجمعة تسجيل انتحار رجل مسن بعمر 83 عاماً، في محافظة ديالى شرقي البلاد، كما سجل انتحار مريض بأحد مستشفيات جنوبي البلاد بإلقاء نفسه من شرفة الغرفة.

ويؤكد رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان فاضل الغراوي، لـ"العربي الجديد"، تسجيل ارتفاع بمعدلات الانتحار في العراق، وصفها بأنها باتت يومية في العراق، مضيفا أن هناك "حالات انتحار تكون غير معلنة ويتم التكتم عليها من قبل ذوي المنتحرين، ولهذا الاحصائيات غير الرسمية هي أعلى بكثير من الأرقام التي تعلن".

وبين الغراوي أن "غالبية حالات الانتحار تكون لفئة الشباب وتكون بسبب مشاكل عائلية أو مشاكل نفسية نتيجة لارتفاع نسبة الفقر والبطالة، إضافة إلى أن عمليات الابتزاز تدفع بالكثير إلى الانتحار خشية من الفضيحة المجتمعية والعشائرية".

وأرجع أيضا انتشار حالات الانتحار في العراق إلى ارتفاع نسبة تعاطي المخدرات والعنف الأسري، وهذا الارتفاع يجب أن يكون له تحرك حكومي لمعالجة الأسباب، وأبرزها توفير فرص عمل للشباب وخفض نسبة الفقر والبطالة، إضافة إلى القضاء على المخدرات والعمل على تشديد العقوبة بحق مرتكبي العنف الاسري، عبر قوانين صارمة".

من جهته قال النائب المستقل في البرلمان العراقي سجاد سالم، لـ"العربي الجديد"، إن "الحكومة العراقية قبل أشهر أقرت الاستراتيجية الوطنية للوقاية من الانتحار 2023-2030، لكن لغاية الآن لم نر أي شيء من هذه الاستراتيجية، رغم أن حالات الانتحار ترتفع بشكل كبير وخطير في مختلف المحافظات".

وأوضح سالم ان "الأوضاع المأساوية التي يعيشها الشباب، دفعت بالكثير منهم إلى الانتحار أو التفكير بالانتحار، وهناك إهمال حكومي كبير لهذا الملف الخطير طيلة السنوات الماضية، وحتى الآن لم نر أي تحرك حكومي ملموس للتصدي لهذه الظاهرة التي أصبحت منتشرة داخل المجتمع العراقي".

وأضاف النائب العراقي: "لا نبالغ عندما نحمل القوى السياسية المتنفذة مسؤولية ارتفاع معدلات الانتحار في العراق، كونها أخفقت بتوفير حياة كريمة وكذلك أعطت صورة بأنه لا أمل للتغيير، وكانت هناك حالات يأس بصفوف الشباب، الذين يشكلون النسبة الكبرى بحالات الانتحار".

وسجّل العراق زيادة كبيرة في حالات الانتحار التي تنتشر بين شريحة الشباب خصوصاً، وعزا مختصون ذلك إلى انعكاسات الوضع غير المستقر في البلد، ودعوا إلى وضع الحلول لهذه الظاهرة التي تفتك بالمجتمع.

المساهمون