اختتام مسابقة "جائزة الدوحة" للغة العربية في روسيا

17 ديسمبر 2020
يلتحق الفائزون بجامعة قطر لمواصلة مسيرتهم في إتقان لغة الضاد (فيسبوك)
+ الخط -

اختُتمت، اليوم الخميس في روسيا، مسابقة "جائزة الدوحة-2020" للغة العربية لغير الناطقين بها، أسفرت عن فوز سبعة أشخاص يمثّلون مختلف أنحاء روسيا وجامعاتها، بمنح دراسية مدّتها عام، للالتحاق بجامعة قطر لمواصلة مسيرتهم في إتقان لغة الضاد.  

ورغم أنّ السفارة القطرية في موسكو تنظّم مسابقة اللغة العربية منذ عام 2018، إلا أنّ فعالياتها جرت هذه المرة في ظروف استثنائية بسبب الموجة الثانية من جائحة كورونا وتسجيل أكثر من 25 ألف إصابة جديدة في روسيا يومياً، ما دفع منظّمي المسابقة إلى إجراء جميع مراحلها، بما فيها مراسم تكريم الفائزين، من خلال منصة "زوم" الإلكترونية.  

وجرت المرحلة النهائية من المسابقة التي وصل إليها 30 مشاركاً يومي 15 و16 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وشملت عقد لقاءات "أونلاين" مع لجنة التحكيم المكوّنة من أساتذة للغة العربية في موسكو وممثّلي جامعة قطر لاختيار سبعة فائزين.  

وفي هذا الإطار، أشار سفير دولة قطر لدى روسيا الاتحادية، فهد بن محمد العطية، إلى دور مسابقة "جائزة الدوحة" في بناء الجسور بين مختلف الثقافات، قائلاً في تصريح لـ"العربي الجديد": "جائزة الدوحة للغة العربية هي عامل محفّز لبناء الجسور بين ثقافات مختلفة. عبر اللغة فقط يمكننا أن نتواصل بين بعضنا البعض، وليس هناك إثراء أكبر من نقل معرفة اللغات التي تتحدثها الأمم والشعوب الأخرى. هذه هبة كبيرة أؤمن بأنها لا تقدر بثمن". 

ومن بين مزايا الدراسة في الدوحة للأجانب، التي ذكرها منظمو المسابقة في إفادة لـ"العربي الجديد"، أنّ قطر هي واحدة من الدول الرائدة في العالم العربي في مجال التعليم، كما أنّ جميع المستويات التعليمية تتّسم بالفاعلية وتلبّي المعايير الدولية. ولن يواجه الطلاب الأجانب مشكلة لغوية في الدوحة، حيث إنّ أغلب سكّان قطر يتقنون اللغة الإنكليزية. 

بالإضافة إلى ذلك، تُعدّ الدوحة مركزاً ثقافياً هاماً، يضمّ العديد من المتاحف والمراكز الثقافية، بما فيها متحف قطر الوطني ومتحف الفن الإسلامي ومكتبة قطر الوطنية وأحياء تاريخية، ما يتيح للطلاب الجمع بين الدراسة واستكشاف معالم المدينة، وفق ما يلفت إليه منظمو المسابقة.  

واختُتمت المرحلة الأولى من المسابقة هذا العام في الأول من ديسمبر/ كانون الأول الحالي، وجرت بمشاركة أكثر من 500 شخص سجّلوا أنفسهم في اختبار "أونلاين". أما المرحلة الثانية التي جرت في النصف الأول من الشهر الحالي، فشملت عقد لقاءات عبر منصة "زوم" مع أعضاء لجنة التحكيم في موسكو لاختيار المتأهلين إلى الدور النهائي، لاختيار بعدها الفائزين بالمنح الدراسية.     

وبحسب نبذة تعريفية على موقع جامعة قطر، فإنّ مركز اللغة العربية للناطقين بغيرها مركز متخصّص ضمن قطاع اللغات والإعلام والترجمة في كلية الآداب والعلوم، يمنح شهادات كفاءة للملتحقين به من الطلاب الأجانب ويفتح سنوياً ستة مستويات دراسية من المبتدئ الأول إلى المستوى المتقدّم الثاني. 

وتشمل المنحة التي يحصل عليها الفائزون بـ"جائزة الدوحة"، تذاكر السفر إلى الدوحة ذهاباً وإياباً، والإقامة بسكن الطلاب شامل الوجبات، ما يتيح للطلاب من أبناء الطبقة الوسطى السفر إلى قطر، دون تحمّل نفقات الإقامة والمعيشة المرتفعة التي تُعرف بها الدوحة. 

أمّا روسيا، فتُعرَف تاريخياً بكونها مدرسة استشراق عريقة، تمتدّ جذورها إلى الحقبة القيصرية، وقد تطوّرت في الفترة السوفييتية وسط تمدّد الاتحاد السوفييتي في مختلف بلدان الشرق الأوسط. 

وهناك حالياً أقسام للغة العربية في عدد من الجامعات الروسية الرائدة، بما فيها معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، ومعهد بلدان آسيا وأفريقيا التابع لجامعة موسكو، والمدرسة العليا للاقتصاد، والجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب، والجامعة الحكومية الروسية للعلوم الإنسانية وغيرها من المعاهد والجامعات في موسكو والمدن الروسية الكبرى. 

ومع انفتاح روسيا على العالم العربي، أصبح بإمكان الدارسين في الجامعات الروسية السفر إلى الدول العربية لإحداث نقلة نوعية بمهاراتهم اللغوية والإلمام بالثقافة والأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية لدول المنطقة التي تثير اهتمامهم. ومع تنظيم مسابقة "جائزة الدوحة"، انضمت قطر إلى وجهات الطلاب الروس بحثاً عن تفوّق في لغة الضاد. 

ويُشترط في المشاركين في المسابقة أن يكونوا من حملة الجنسية الروسية، وتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً، ما يتيح المشاركة لطلاب أقسام اللغة العربية في الجامعات الروسية ولمن قد بدأوا مسيرتهم المهنية أيضاً. 

ومن بين أهداف المسابقة ومهامها، المذكورة بلائحة "جائزة الدوحة"، الدفع بالعلاقات الروسية القطرية، ومنح المشاركين فرصة مواصلة الدراسة في قطر وتعريفهم بتقاليدها وإنجازاتها، ودعم طلاب الجامعات الروسية ومتخرجيها وغيرهم من دارسي اللغة العربية، والارتقاء بأهمية اللغة العربية لقطاعي الأعمال والثقافة، والدفع بالحوار حول اللغة باعتبارها أداة للتواصل بين الشعوب والدول. 

المساهمون