أطلق جهاز الأمن الوطني العراقي حملة توعية كبيرة تحت عنوان "احنا بظهركم"، لغرض حماية الفتيات وخاصة طالبات الثانوية والإعدادية من جرائم الابتزاز بعد ارتفاعها أخيراً داخل المجتمع العراقي.
وتنتشر بشكل لافت ظاهرة الابتزاز الإلكتروني في العراق، والتي تمارسها عصابات مختصة وأفراد لتحقيق مكاسب مالية وغايات أخرى، وأغلبها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبينما تجتهد الجهات الأمنية في السعي للحد من الظاهرة وتحجيمها، إلا أن ضعف التقنيات الإلكترونية يصعب إمكانية السيطرة عليها، فيما ينفذ جهاز الأمن الوطني العراقي حملة واسعة بعموم المحافظات تهدف إلى الإطاحة بالمبتزين بناء على البلاغات التي يتلقاها من المواطنين.
وذكر بيان لجهاز الأمن الوطني، مساء أمس الأربعاء، أنّ "حملة التوعية الكبرى تهدف للوقاية من الابتزاز الذي يستهدف طالبات الثانوية والإعدادية لتحصين أنفسهن وهواتفهن ومواقعهن على وسائل التواصل الاجتماعي، كما تركز جهودها على دعم الفتيات ممن تعرضن للابتزاز الإلكتروني".
وأضاف البيان أن "حملة (احنا بظهركم)، تهدف إلى شرح الطرق وكيفية طرق الدفاع، فضلا عن توجيههن للتعامل مع المبتز بالطرق القانونية الصارمة، وهذه الحملة بدأت في العاصمة بغداد ثم سيتم الانتقال إلى المحافظات خلال الفترة المقبلة".
وكشفت وزارة الداخلية العراقية، قبل يومين، عن تشديد الإجراءات للسيطرة على جرائم الابتزاز الإلكتروني في البلاد، مؤكدة إحباط 43 حالة ابتزاز في أسبوع واحد، في مؤشر إلى خطورة تلك الجرائم وأرقامها المرتفعة.
انتشار لافتات تحمل شعار إحنا بظهركم في شوارع ومولات بغداد ..!! pic.twitter.com/J9WX8LgruD
— محمد قاسم | MOHAMMED QASIM (@1mohammed_qasim) March 5, 2024
وقال رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي كريم عليوي، لـ"العربي الجديد"، إن "هذه الحملة الأمنية والتوعوية جاءت بعد تسجيل ارتفاع ملحوظ في جرائم الابتزاز الإلكتروني، حتى أصبح العراق يسجل بشكل يومي عمليات ابتزاز مختلفة في محافظات مختلفة، وهذا مؤشر خطير، ولهذا جاءت الحملة للتصدي له، عبر التوعية والتحذير وإعطاء التعليمات اللازمة للتعامل مع هذه الجرائم التي تعتبر حديثة على المجتمع العراقي".
وبيّن عليوي أنه "في مجلس النواب العراقي، نعمل على تعديل بعض القوانين وتشريع قوانين جديدة، تركز على قضايا الابتزاز الإلكتروني، لغرض تشديد العقوبات بحق كل من يمارس هذه الأعمال غير القانونية واللاأخلاقية، فلا بد من تشديد العقوبات حتى تكون هناك عملية ردع بقوة القانون".
وأضاف رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية أن "مجلس النواب يدعم وبقوة حملة (احنا بظهركم)، التي أطلقها جهاز الأمن الوطني العراقي، وسنكون داعمين للجهاز بأي شيء يحتاج لنجاح وتطوير عمله للتصدي للابتزاز الإلكتروني، الذي أصبح يهدد المجتمع العراقي، فهذه الظاهرة دفعت إلى زيادة نسبة الطلاق وكذلك حالات الانتحار في صفوف الفتيات وحتى الشبان، ولهذا يجب التصدي لها وردع العصابات المتخصصة بذلك".
تحت شعار #احنا_بظهركم، نظم (جهاز الأمن الوطني) بالتنسيق مع وزارة التربية حملة توعوية وقائية مخصصة لمدارس بغداد، حيث كانت البداية في ثانوية النعمان للبنات المتفوقات.
— Iraqi Women Rights (@iwro_org) March 6, 2024
حضر مجموعة من المختصين لتقديم محاضرات هادفة حول تحصين الطالبات ضد مخاطر الابتزاز الإلكتروني، وكيفية التعامل معها،… pic.twitter.com/0y9RsaVTDr
وتعد قضايا الابتزاز والتهديد والتشهير جنحة وفقاً لقانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969، وتتدرج العقوبة وفق هذا التوصيف بحسب المادة 26 من القانون فقرة 1 بعقوبة "الحبس الشديد، أو البسيط أكثر من ثلاثة أشهر إلى خمس سنوات أو الغرامة".