احتفالات الشهادة المتوسطة تسقط جرحى في لبنان

15 يوليو 2022
في خلال الامتحانات الرسمية الأخيرة (حسين بيضون)
+ الخط -

عند الساعة الواحدة من بعد منتصف ليل الخميس-الجمعة، نُشرت نتائج امتحانات الشهادة المتوسطة أو "البريفيه" على الموقع الرسمي لوزارة التربية والتعليم العالي في لبنان، وكذلك عبر التطبيقات الرسمية على جهازَي "أندرويد" و"آبل". وكما في كلّ عام، ترافق إصدار النتائج هذا مع عمليات إطلاق نار في مختلف المناطق اللبنانية "ابتهاجاً" بنجاح التلاميذ، وهو ما يُعَدّ ظاهرة تتكرّر في كلّ مناسبة من دون أن تتمكّن بيانات الأجهزة الأمنية من ردعها ولا التجارب السابقة الملطّخة بدماء الضحايا.

وسقط عدد من الجرحى في شمال لبنان نتيجة الرصاص الطائش الناجم عن عمليات إطلاق النار التي سُجّلت إبّان صدور نتائج الامتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة. وقد طاولت الإصابات أكثر من خمسة أشخاص في طرابلس والمنية وعكار، من بينهم أطفال، عدا عن الأضرار المادية التي طاولت سيارات مركونة في الأحياء وشرفات منازل.

كذلك شهدت مناطق في بيروت والبقاع (شرق) والجنوب إطلاق نار كثيفا في الهواء، مع بدء صدور النتائج احتفالاً بالنجاح، وقد تلقّت القوى الأمنية بحسب ما أفاد مصدر فيها "العربي الجديد" تبليغات وشكاوى عدّة ذات صلة.

وأوضح المصدر الأمني أنّه "يصعب معرفة مطلق النار إلا بناءً على تبليغات وشكاوى أو في حال شوهِد في أثناء إطلاقه النار من قبل عناصر أمنية. ولا يمكن تقدير الأضرار والإصابات إلا تلك التي يُصار إلى إدخالها إلى المستشفى، إذ عندها نعلم ما هو عددها وبالتالي يمكننا إحصاؤها، بالإضافة إلى تلك التي يُبلَّغ عنها. وحتى الساعة لم يبلّغ عن أيّ إصابة خطرة أو حالة وفاة".

وأشار المصدر نفسه إلى أنّ "القوى الأمنية تحذّر دائماً من إطلاق الرصاص في المناسبات، وتنبّه إلى خطورة الرصاص الطائش، وإنزال عقوبات بمطلقي النار. لكنّ هذه ظاهرة، للأسف، تطلّ برأسها عند كلّ مناسبة سواءً الأفراح أو الأتراح".

وتثير هذه الظاهرة امتعاض قسم كبير من اللبنانيين الذين يستنكرون تكرارها في كلّ مناسبة، وعدم توفّر قيود أمنية مشدّدة للجمها، في حين أنّ السلاح ينتشر في المنازل بلا رخص أو برخص توزّع بالوساطة والمحسوبيات.

من جهة أخرى، حذّرت وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان التي أصدرت نتائج امتحانات الشهادة المتوسطة لدورة 2022 الأولى، منبّهة إلى أنّ ثمّة لوائح غير دقيقة تنشر نتائج مغلوطة، داعية إلى العودة إلى موقعها الرسمي أو تطبيقاتها ذات الصلة للاطلاع عليها.

وهنّأ وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي التلاميذ الناجحين في هذه الامتحانات الرسمية، مقدّراً جهود اللجان الفاحصة على المستويات كافة لسهرها والتزامها أعلى معايير الدقة والشفافية، وفق تعبيره.

تجدر الإشارة إلى أنّ التلاميذ في لبنان عانوا في خلال العام الدراسي المنقضي (2021-2022) من مشكلات كثيرة واجهت القطاع التربوي، خصوصاً إضرابات المدرّسين وتأخير بداية العام الدراسي، لا سيّما في المدارس الرسمية، وذلك ربطاً بالأزمة الاقتصادية التي تمرّ فيها البلاد، والتي أدّت إلى زيادة كبيرة في الأقساط المدرسية وبدلات النقل، وذلك في سيناريو من المرجّح أن يتكرّر في العام الدراسي المقبل (2022-2023) مع ارتفاع أكبر، في ظلّ معلومات بدأت تنتشر حول نيّة المدارس الخاصة احتساب جزء من أقساطها بالدولار الأميركي النقدي أو ما يُعرَف بـ"فريش دولار".

المساهمون