احتجاجات وقطع للطرق جنوبي العراق بسبب انقطاع الكهرباء

08 اغسطس 2022
لم تتوقف الاحتجاجات تنديداً بانقطاع الكهرباء والخدمات (حسين فالح/فرانس برس)
+ الخط -

شهدت عدد من مدن جنوبي العراق، اليوم الاثنين، احتجاجات جديدة تخللها قطع عدد من الطرق الرئيسية، على خلفية انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة منها، وتراجع ساعات تزويدها مناطق أخرى لأكثر من 18 ساعة في اليوم، بالتزامن مع تسجيل البلاد معدلات قياسية في درجات الحرارة تخطت في البصرة ومناطق قريبة منها عتبة الـ 50 مئوية.

وقطع العشرات من المحتجين الغاضبين طريق البصرة الرئيسي المؤدي إلى بغداد، بينما تجمهر آخرون في مناطق وسط المحافظة، وأشعلوا إطارات السيارات في مناطق الزبير والكزيزة والحيانية وشط العرب

وقال مسؤول محلي في المحافظة الواقعة أقصى جنوبي العراق، لـ"العربي الجديد"، إن قوات الأمن طوقت مناطق الاحتجاج ومنعت تمددها إلى شوارع أخرى.

وأضاف أن المحتجين يطالبون بتوفير الكهرباء، وهاجموا بشعارات وهتافات الحكومتين المحلية والمركزية في البصرة وبغداد.

كما شهدت محافظتا ذي قار والعمارة المجاورتين احتجاجات مماثلة للمئات من المواطنين، وشوهد العشرات من المحتجين يقطعون جسر الزيتون بالإطارات المشتعلة وسط مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار.

وقال الناشط أحمد عباس الأسدي من محافظة ذي قار لـ"العربي الجديد"، إن المحتجين هددوا بإغلاق الدوائر الرسمية في حال لم تحل الحكومة مشكلة الكهرباء، مضيفاً أن حالات إغماء عديدة سجلتها محافظتا ذي قار والبصرة نتيجة ارتفاع الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي.

وهذه المرة الثالثة خلال 10 أيام التي تشهد فيها عدد من محافظات جنوبي البلاد انطفاء تاماً للتيار الكهربائي، نتيجة خروج عدد من محطات التوليد عن الخدمة، ويعزو مسؤولون ذلك إلى الحمل الزائد، والارتفاع القياسي لدرجات الحرارة، وعدم وجود بديل لتلك المحطات لتتمكن من المناوبة في التجهيز للطاقة.

وشهدت البصرة ليلة أمس انفجار محطة توليد مركزية للكهرباء في منطقة الزبير، تسببت بتفاقم أزمة تجهيز الطاقة للمحافظة.

ويمثل ملف الطاقة الكهربائية في العراق، أحد أبرز المشاكل الخدمية التي يعاني منها العراقيون منذ الغزو الأميركي للبلاد، وعلى الرغم من إنفاق الحكومات المتعاقبة على القطاع أكثر من 41 مليار دولار في الثمانية عشر عاماً الماضية، فإن مشكلة الطاقة ما زالت تضرب عصب حياة العراقيين خلال فصل الصيف.

وتبرز آفة الفساد التي تنخر مؤسسات الدولة أحد أسباب استمرار أزمة الطاقة، إلى جانب تعرض شبكات الطاقة لمشاكل فعلية خارجة عن سيطرة الدولة، من بينها انخفاض مناسيب نهري دجلة والفرات، وتوقف بعض محطات الطاقة في السدود، والعمليات الإرهابية التي تتعرض لها أبراج نقل الطاقة بين وقت وآخر، إلى جانب استمرار الطلب المتزايد على الكهرباء، وبمعدل سنوي يبلغ نحو ألفي ميغاواط.

وتعول بغداد قي الوقت الحالي على مشروع الربط مع دول الخليج العربي، وتحديداً السعودية والكويت، للتخفيف من أزمة الطاقة التي تتجدد خلال موسم الصيف، حيث يزيد الطلب عليها.

وأمس الأحد، طالب 127 نائباً في مجلس النواب العراقي رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، بضرورة عقد جلسة لمناقشة الواقع الخدمي، وواقع الكهرباء السيئ بالعراق، وشح وملوحة مياه البصرة، وتحويل مبالغ البترو دولار المخصصة لمحافظة البصرة عبر استضافة الجهات المعنية.

المساهمون