احتجاجات في مدينة منبج السورية رفضاً لمناهج "الإدارة الذاتية"

05 أكتوبر 2024
طلاب سوريون يسيرون إلى الفصل الدراسي في حلب / 23 مايو 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت منبج تظاهرات احتجاجية ضد مناهج "الإدارة الذاتية" التي وُصفت بأنها تتعارض مع قيم المجتمع المحلي وتشجع على العنف.
- عبّر الأهالي عن استيائهم من الأوضاع المعيشية ورفضهم للمناهج، مؤكدين تأثيرها السلبي على الأطفال من خلال تدريس مواضيع معقدة في مراحل مبكرة.
- اتهم الأهالي "الإدارة الذاتية" بتهديد هوية المجتمع، ودعت منظمات حقوقية إلى استبدال المناهج بأخرى تتماشى مع المعايير الدولية لحماية مستقبل الأطفال.

شهدت مدينة منبج في ريف حلب الشرقي شمالي سورية، اليوم الجمعة، تظاهرة ووقفة احتجاجية لأهالي المدينة وريفها، عبّروا فيها عن رفضهم الشديد للمناهج التعليمية التي فرضتها هيئة التربية التابعة لـ"الإدارة الذاتية". هذه الوقفة جاءت بعد إضرابات سابقة رفضًا للمناهج الجديدة، وللتعبير عن الاستياء من الأوضاع المعيشية المتدهورة في المنطقة.

أهالي منبج والمدرسون طالبوا بتعديل المناهج التي وصفوها بأنها لا تتناسب مع قيم ومعايير المجتمع المحلي، معتبرين أنها تمثل تعديات على الثقافة المحلية وتدعو إلى التشجيع على حمل السلاح. وفي هذا السياق، قام الأهالي قبل أسبوع بطرد اللجنة المسؤولة عن توزيع الكتب المدرسية في المدينة وريفها، مؤكدين رفضهم القاطع لدراسة أبنائهم للمناهج التي وضعتها "الإدارة الذاتية".

عبد الكريم العميران، أحد سكان المدينة وأب لأربعة أبناء، قال لـ"العربي الجديد" إن الأهالي سبق أن طالبوا بتغيير المناهج دون استجابة. وأضاف: "نحن أضربنا وطردنا لجنة توزيع الكتب، لكن لم يكن هناك أي تجاوب، واليوم جددنا موقفنا الرافض لهذه المناهج".

وأكد العميران أن أوضاع المعيشة في منبج أصبحت صعبة للغاية مع غياب الخدمات، مشيراً إلى أن المدارس ليست مجهزة لاستقبال الطلاب، قائلاً: "لا أريد لأبنائي أن يتعلموا عن أشخاص مجهولين من قوات قسد يحملون السلاح ليكونوا قدوة لهم، كما تروج هذه المناهج".

وبخصوص مناهج "الإدارة الذاتية"، أوضح أيمن الشواخ، وهو موجه اختصاصي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "هذه المناهج ليست موحدة في كافة المناطق التي تسيطر عليها شمال شرقي سورية، وهي لا تراعي الجوانب التربوية والنفسية للأطفال". ولفت الشواخ إلى أن "هذه المناهج تقدم أفكاراً ومعلومات أكبر من عمر الطلاب المستهدفين، حيث تطرح مواضيع يُفترض تدريسها في المرحلة الجامعية، بينما تُدرَّس في الصفوف الابتدائية والإعدادية والثانوية، مثل الصفوف الرابع والخامس والسادس".

وأضاف الشواخ أن "هذا الفارق بين المحتوى المطروح وقدرات الطلاب العقلية يؤدي إلى مشكلات نفسية وتشتت ذهني". وأشار إلى أن "رفض الأهالي لهذه المناهج وتحذيرهم لأبنائهم من دراستها يعزز هذه الأزمة، مما يخلق نزاعاً نفسياً لدى الطلاب ويؤثر سلباً على تحصيلهم العلمي".

من جانبه، ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" في تقرير صدر اليوم الجمعة، أن العشرات من أهالي مدينة منبج وريفها نظموا وقفة احتجاجية في مركز المدينة، عبّروا فيها عن رفضهم الشديد للمناهج الجديدة وطالبوا بإعادة المناهج القديمة.

وفقًا للمرصد، يتهم الأهالي "الإدارة الذاتية" بمحاولة تهديد هوية المجتمع وقيمه عبر هذه المناهج، معتبرين أن "المحتوى يتعارض مع الدين الإسلامي والعادات الأخلاقية السائدة". وقد شدد الأهالي على عزمهم منع أطفالهم من الالتحاق بالمدارس حتى يتم إيقاف العمل بهذه المناهج، في الوقت الذي شمل فيه الإضراب المؤسسات التعليمية الخاصة والمعاهد.

وكانت شبكة "رصد سوريا لحقوق الإنسان"، قد دعت في بيان صدر في سبتمبر/أيلول، "الإدارة الذاتية" إلى إيقاف العمل بالمنهاج التعليمي المفروض في المدارس الواقعة تحت سيطرتها، واستبداله بمنهاج يتماشى مع المعايير التعليمية المعترف بها دولياً.

وأشارت الشبكة في بيانها إلى أن "المنهاج الحالي لا يتوافق مع الأسس التربوية المتعارف عليها"، مضيفةً أن محتواه يشجع على العنف ويحرض على حمل السلاح، وهو ما يهدد مستقبل الأطفال في تلك المناطق ويؤثر سلبًا على تربيتهم ونموهم الفكري.

المساهمون