اجتماع طارئ في أم الفحم بعد انتهاك الاحتلال مقبرة الشهداء في قرية اللجون

15 يناير 2023
النصب التذكاري الذي أُزيل مرّتَين من مقربة قرية اللجون الفلسطينية المهجرة (العربي الجديد)
+ الخط -

عقدت بلدية مدينة أم الفحم الواقعة في قضاء حيفا اجتماعاً طارئاً، يوم أمس السبت، على خلفية الاعتداء الأخير على أضرحة مقبرة قرية اللجون الفلسطينية المهجّرة وما سبقها من اعتداءات في السياق نفسه. فالسلطات الإسرائيلية أزالت، يوم الأربعاء الماضي، شواهد الأضرحة ونصبا تذكاريا للشهداء أُقيم في شهر أغسطس/ آب الماضي، للمرّة الثانية.

وقال عضو لجنة تخليد شهداء أم الفحم واللجون حسن جبارين لـ"العربي الجديد" إنّه "قبل أسبوعَين، وضعنا شواهد على أضرحة الشهداء الذين ارتقوا قبل عام النكبة، ودوّنّا اسم كلّ شهيد على كلّ شاهد بالإضافة إلى آيات قرآنية ورسم صغير لعلم فلسطين". أضاف: "هم يدنّسون المقبرة ولا يحترمون الموتى. لو كان قبراً يهودياً ببلد في الخارج، لكانت القيامة قامت ولم تقعد".

وأوضح جبارين أنّ "هذا ما تبقّى من أضرحة الشهداء في قرية اللجون المهجّرة، فقسم منها مُسح بالكامل"، مشيراً إلى أنّ "نصب أسماء الشهداء الذي وضعناه في شهر أغسطس الماضي سُرق. لذا بادرنا إلى الاجتماع وقد استجابت البلدية وكذلك الهيئات والكوادر الشعبية والوطنية في البلدة".

وعن أبرز القرارات التي اتُّخذت في اجتماع أمس، أفاد جبارين بأنّ "البلدية سوف تتابع هذا الملف بصورة رسمية أمام دائرة أراضي إسرائيل ومجلس مجيدو الإقليمي والدوائر الحكومية"، مشدّداً على أنّ "قضية مقبرة اللجون تمثّل ذاكرة جامعة وطنية ومسألة رأي عام، ولدينا نفوذ تاريخي في اللجون".

وناشد جبارين: "الهيئات العليا ولجنة المتابعة والأحزاب ولجنة رؤساء اللجان القطرية متابعة القضية معنا"، مؤكداً "سوف تكون لنا خطوات ميدانية على أرض اللجون نعلن عنها قريباً. فهذه قضية وطنية جامعة".

وكانت قرية اللجون قد سقطت في 30 مايو/ أيار من عام 1948 في يد العصابات الصهيونية وهُجّر أهلها الذين قُدّروا بنحو 1250 نسمة في عام النكبة. وتقع القرية على بُعد نحو خمسة كيلومترات إلى الشمال من مدينة أم الفحم في المثلث الشمالي، وقد أُقيمت على أرضها مستعمرة مجيدو بعد النكبة. أمّا مسجد قرية اللجون فتحوّل إلى منجرة.

وجاء في بيان بلدية أم الفحم: "عُقدت جلسة طارئة لبحث استمرار وتكرار الاعتداءات على مقبرة اللجون، وإزالة شواهد قبور الشهداء التي وضعتها لجنة تخليد شهداء أم الفحم واللجون مؤخراً. وشارك في الجلسة رئيس وأعضاء بلدية أم الفحم وممثلون عن لجنة تخليد شهداء أم الفحم واللجون، واللجنة الشعبية، ولجنة تراث اللجون، ومجموعة الرواية الفلسطينية، ولجنة الدفاع عن أراضي الروحة". أضاف البيان أنّه "في خلال الجلسة تمّت مناقشة التعديات واقتراحات لخطوات عملية يجب اتّخاذها إزاء هذه الاعتداءات، وقد عبّرت الأطراف المشاركة كافة عن رفضها القاطع لكلّ اعتداء على حرمة ومقدسات وأراضي اللجون".

وقد اتّفق المجتمعون على خطوات عملية عدّة وهي التواصل مع المسؤولين في "سلطة الأراضي" المسؤولة عن إدارة أرض المقبرة، وإنشاء لجنة ممثلة من البلدية واللجان الأهلية في أم الفحم لمتابعة الموضوع، والتواصل مع اللجان القطرية المعنية لاتّخاذ القرارات والخطوات اللازمة، وإنشاء لجنة قانونية لمتابعة الأبعاد والخطوات القانونية، وتعميق الارتباط وتعميم نشرات ومعلومات للمدارس والتلاميذ حول اللجون وأراضي أم الفحم من خلال جناح المعارف.

الصورة
ناشطون في قرية اللجون الفلسطينية المهجرة في خلال وضع نصب تذكاري للشهداء (العربي الجديد)
ناشطون في قرية اللجون عند إقامة نصب تذكاري للشهداء في أغسطس الماضي (العربي الجديد)

وكان ناشطون فلسطينيون من الداخل قد نظّموا، في 26 أغسطس الماضي، فعالية في مقبرة اللجون المهجّرة لتخليد ذكرى شهداء أم الفحم واللجون المهجرّة إبان النكبة، وأقاموا نصباً حجرياً تذكارياً حُفرت عليه أسماء الشهداء، وذلك في فعالية وطنية شارك فيها مهجّرو اللجون. وبدعوة من اللجنة المبادرة لإحياء ذكرى شهداء أم الفحم واللجون، رُفع الستار عن النصب الذي تضمّن أسماء 45 شهيداً منذ عام 1911 وحتى نكبة عام 1948. لكنّ "سلطة الأراضي" عمدت إلى إزالته. وقد نظّم مهجّرو اللجون تظاهرة احتجاجية بعد نحو أسبوع من "سرقة النصب".

ودانت لجنة المتابعة العليا، في بيان لها اليوم، "الاعتداء العنصري الإرهابي" على النصب التذكاري وأضرحة الشهداء في مقبرة اللجون المهجّرة، وشدّدت على أنّ هذا الاعتداء ارتُكب في ظلّ الأجواء السياسية الترهيبية التي تبثّها حكومة إسرائيل.

تجدر الإشارة إلى أنّ لجنة إحياء ذكرى شهداء أم الفحم واللجون قد قامت، في يوم الشهيد الفلسطيني في السابع من شهر يناير/ كانوالثاني الجاري، بأعمال ترميم للنصب ولشواهد القبور، إلى جانب احتفال كبير بهذه الذكرى في أم الفحم. لكنّ النصب أُزيل مرّة ثانية في خلال أشهر.

وأوضحت لجنة المتابعة العليا التي شاركت في كلّ النشاطات الخاصة بمقبرة اللجون، أنّها تقف إلى جانب لجنة إحياء ذكرى شهداء أم الفحم واللجون، وحيّت بلدية أم الفحم على موقفها الداعم. كذلك حذّرت لجنة المتابعة من استمرار هذا التوجّه والممارسات العنصرية التي تطاول الأحياء والأموات والمقابر، داعية إلى إعادة ترميم النصب في مقبرة اللجون.

المساهمون