اتساع ظاهرة التدخين بين طلاب المدارس في العراق

24 يونيو 2022
دعوات لوضع حلول ناجعة لهذه الآفة المجتمعية (تويتر)
+ الخط -

حذّرت وزارة الصحة العراقية من مخاطر اتساع ظاهرة التدخين بين طلاب المدارس، مؤكدة تسجيل نسب مرتفعة تصل إلى 20 بالمائة، وسط دعوات لوضع حلول ناجعة لهذه الآفة المجتمعية.

ووفقاً لمدير قسم مكافحة التبغ في وزارة الصحة عباس جبار، فإنّ "المسوحات التي نُفذّت لمعرفة نسب التدخين في المدارس المتوسطة أظهرت نسباً عالية تصل إلى 20‎% من مجموع الطلاب، ما يعني أن خمس الطلاب يدخنون من عمر 13 - 15 سنة"، محذرا في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، مساء أمس الخميس، من "خطورة اتساع الظاهرة بين الطلاب".

وأشار إلى أنّ "وزارة الصحة أطلقت منذ 10 سنوات مشروع مكافحة التدخين في المدارس بالتعاون مع وزارة التربية، والذي توسع ليشمل جميع المحافظات، وأن المشروع أطلق تحت مسمى مدارس مناهضة للتدخين"، مبينا أن "المشروع جاء بهدف حماية الأطفال من تأثيرات التدخين السلبي، ويهتم بالمتأثرين بالتدخين سواء في المدرسة أو البيت أو في الأماكن العامة، وحمايتهم من التحول إلى مدخنين في المستقبل".

ولفت إلى أن "المشروع إذا تم تعزيزه ودعمه سيكون بالإمكان قطف ثماره خلال 5 سنوات، فضلاً عن إمكانية تقليل معدل التدخين بين الأطفال والشباب".

وأكد فلاح الحسيني، وهو مدير إحدى مدارس بغداد الثانوية، انتشار ظاهرة التدخين بشكل واسع في عموم المدارس، على الرغم من العقوبات التي تفرضها إدارات المدارس على الطلاب.

وقال الحسيني، لـ"العربي الجديد"، إن "إدارات المدارس تحارب ظاهرة التدخين، وتفرض عقوبات على الطالب الذي يدخن أو يحمل السجائر داخل المدرسة".

وأوضح أن "العقوبات تصل أحياناً إلى فصل الطالب لعدة أيام من المدرسة، واستدعاء ولي أمره"، مشيرا إلى أن "تلك الإجراءات والعقوبات لا تقلل نسب المدخنين من الطلاب، وإنما تحصرهم داخل المدارس، وأن الطلاب يدخنون السجائر حال خروجهم من المدرسة، على الرغم من أعمارهم الصغيرة"، معتبراً أن الخلل يبدأ من ضعف متابعة الأسرة ثم بمنافذ البيع التي تسمح ببيع السجائر للأطفال.

ويحثّ مختصون بالشأن المجتمعي على أهمية وضع الحلول لمنع الظاهرة من التفشي في المدارس.

وقال الأكاديمي العراقي سنان المعموري، لـ"العربي الجديد"، إن "المشروع الذي تحدثت عنه وزارة الصحة هو لحماية غير المدخنين فقط من التأثر بالمدخنين، إلا أننا بحاجة إلى أن تكون هناك برامج لمحاربة التدخين لمنع استمرار هذه الظاهرة، عبر برامج تديرها وزارتا الصحة والتربية، بالتعاون مع المدارس وأولياء أمور الطلاب، وأن تركز تلك البرامج على الحملات التثقيفية والتوعية بالنسبة للطلاب ولأولياء أمورهم، وهي بذلك تكون موجهة للمدخنين من الطلاب ولزملائهم وأولياء أمورهم جميعا".

وأكد أنه "فضلاً عن المخاطر الصحية التي يتجاهلها أولياء الأمور، فإن التدخين بالنسبة للأعمار الصغيرة هو بداية للسلوك غير السوي للأولاد، ما يحتم على أولياء أمورهم أن يعملوا على مراقبتهم ومتابعتهم، وتتبع مستواهم التعليمي في المدارس، للحفاظ عليهم من الانجرار نحو تصرفات أخرى تكون بداية لانحرافهم"، مشددا على "أهمية حماية الأولاد من هذه الظاهرة الخطيرة".  

ومنذ العام 2012 صوّت البرلمان العراقي على قانون "منع التدخين في الأماكن العامة والمؤسسات الحكومية"، والذي تضمن عقوبات وغرامات تفرض على المخالفين، إلا أن القانون لم يجد طريقه للتنفيذ حتى الآن.

المساهمون