كشف خبراء الصحة العامة في المملكة المتحدة عن ابتكار جديد من شأنه علاج ارتجاع المريء، أو ما يطلق على تسميته "الحرقة" من دون عملية جراحية.
وتقوم التقنية الجديدة، التي كشفت عنها صحيفة الديلي ميل البريطانية، في سد الفجوات ما بين المريء والمعدة. ووفق خبراء الصحة، فإن هذه العملية التي لا تستغرق أكثر من 60 دقيقة، ولا تترك أي ندبات معينة، إذ يتم إجراؤها عن طريق وضع أنبوب أسفل الحلق مع أدوات متصلة به، تربط الأمعاء مع المعدة، ولا تحدث أي جروح في الجسم، وبالتالي لا تترك أي ندبات.
في السابق كان العلماء، يجرون عملية جراحية دقيقة لتخفيف ارتجاع المريء، حيث يقوم الأطباء بإحداث جرح أو ثقب في البطن، وبعدها، يقوم الأطباء بلف الجزء العلوي من المعدة حول الجزء السفلي من المريء وشده لوقف التدفق الصاعد للحمض. وتتضمن العملية، الإقامة ليلة واحدة في المستشفى وعلى المرضى تناول الطعام المهروس لمدة ستة أسابيع على الأقل.
في المقابل، فإن التقنية الجديدة، من شأنها أن تحدث انقلاباً هاماً في عالم الطب، لأنها لا تتطلب كل هذه الإجراءات، ويقول الخبراء "ستكون العملية الجديدة، متاحة أمام المواطنين بداية العام المقبل". ووفق تقرير ديلي ميل، فإن هذه العملية تساعد في الحد من أمراض الحرقة التي تصيب 9 أشخاص من كل عشرة مرضى.
وتتسبب عادة "حرقة المعدة"، والمعروفة باسم مرض الارتجاع المعدي المريئي على الجهاز الهضمي، في حصول مشاكل طبية.
وبحسب العلماء، هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث "مرض ارتجاع المريء"، وهي عادة ما تكون بسبب الوجبات الكبيرة أو الإفراط في الشرب، عندما ينتقل حمض المعدة وعصائر أخرى عبر أنبوب الطعام إلى مؤخرة الحلق، بسبب ضعف في الحلقة العضلية للمعدة، أو الصمام، الذي يفصل الأنبوب أو المريء والمعدة.
إذا تُرك الأشخاص دون علاج، فإن حوالي 15% من الناس سيواصلون تطوير حالة تعرف باسم "مريء باريت" حيث تتلف البطانة بسبب أحماض المعدة، وهي مقدمة للسرطان.
ووفق العلماء، يمكن لتغييرات نمط الحياة، مثل فقدان الوزن، والإقلاع عن التدخين، والتوقف عن تناول المشروبات الكحولية والمشروبات الغازية، أن تخفف الأعراض، لأنها تقلل من مستويات الحمض وتخفف الضغط على العضلات، في حين أن هذه الأساليب توفر الراحة، يمكن أن يكون لها آثار جانبية كبيرة بما في ذلك الصداع والإسهال والغثيان، وعلى المدى الطويل، نظراً لإن ارتجاع المريء، يتسبب في امتصاص العناصر الغذائية الرئيسية مثل الكالسيوم وفيتامين ب 12، يُعتقد أنها قد تساهم أيضاً في مشاكل في العظام ومشاكل الكلى والإرهاق.
تجارب متنوعة
وبدأت الولايات المتحدة الأميركية مؤخراً استخدام هذه التقنية، من خلال وضع أنبوب أسفل الحلق مع أدوات متصلة به دون الحاجة الى إجراء عملية جراحية، أو حدوث جروح في الجسم.
ووفق الخبراء، يدخل الأنبوب، عن طريق الحلق ويستخدم 20 غرزة صغيرة لتثبيته في أسفل المريء، مما يجعل من الصعب على عصارة المعدة المرور من خلالها، وبمرور الوقت، يبني الجسم بشكل طبيعي طبقة جديدة من الأنسجة تدعم الصمام وتجعله أكثر فعالية.
وبعد مرور ساعة تنتهي العملية، ويعود المرضى إلى المنزل بحلول نهاية اليوم، ينصح بتناول الأطعمة اللينة، ولكن غير المهروسة، لمدة أسبوعين.
يقول الدكتور ريحان هايدري، استشاري أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى يونيفرسيتي كوليدج لندن، الذي يجري العملية "إننا نحاول القيام بأمرين، أولاً تحسين نوعية الحياة من خلال التخلص من الأعراض المنهكة، والثاني الحفاظ على المريء آمناً للمستقبل".