إيران: الفتاة أرميتا غاراوند "ميتة دماغياً"

إيران: الفتاة أرميتا غاراوند "ميتة دماغياً"

22 أكتوبر 2023
أصيبت أرميتا في رأسها بعد مشادة مع شرطيات مترو طهران (إكس)
+ الخط -

أفادت وكالات أنباء إيرانية، اليوم الأحد، بأن الفتاة الإيرانية أرميتا غاراوند قد باتت "ميتة دماغيا" في المستشفى بعد أن دخلتها منذ فترة، وقيل إنها أصيبت في رأسها بعد مشادة مع شرطيات مترو طهران وسط نفي مستمر للسلطات.  

وقالت وكالة "برنا" التابعة لوزارة الرياضة الإيرانية، إنه "على الرغم من جهود الطاقم الطبي يبدو أن الموت الدماغي لأرميتا غاراوند بات قطعيا"، مضيفة أن أرميتا "للأسف ليست في وضع صحي يبعث على الأمل". 

وبعد انتشار الأنباء على شبكات التواصل الإيرانية عن دخول الفتاة غاراوند إلى المستشفى على خلفية الحجاب، استذكر ناشطون ومغردون على هذه الشبكات ما حصل للشابة مهسا أميني في 13 سبتمبر/أيلول 2022، بعدما اعتقلتها شرطة الآداب في طهران بتهمة خرق قواعد الحجاب، لكنها بعد سويعات من الاحتجاز نقلت إلى المستشفى وسط اتهامات للشرطة الإيرانية بضربها. على الرغم من نفي الشرطة تلك الاتهامات، واندلعت بعد الإعلان عن وفاة مهسا أميني احتجاجات واسعة في البلاد استمرت لقرابة 3 أشهر. 

ومطلع الشهر الجاري، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطعا مصورا عن الفتاة الإيرانية أرميتا غاراوند يغمى عليها في أحد محطات مترو طهران وسط انتشار أنباء على هذه المواقع عن أن الفتاة غير المحجبة تقع على الأرض ويصطدم رأسها بحديد نتيجة تصدي نشطاء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لها بسبب عدم ارتدائها الحجاب.  

وحينها، نفى المدير التنفيذي لمترو طهران مسعود درستي، صحة تلك الأنباء، قائلا إن الفتاة (16 عاما) التي تدرس في الثانوية العامة دخلت في حالة الإغماء بسبب هبوط ضغط الدم، مشيرا إلى أنه تم إخراجها من القطار بمساعدة صديقاتها ومسافر آخر ونقلت إلى المستشفى لتلقي العلاج. 

ثم نشر التلفزيون الإيراني مقاطع مصورة سجلتها كاميرات المترو وكذلك مقابلة مع أسرة الفتاة التي أكدت الرواية الرسمية، غير أن شبكات التواصل ووسائل إعلام إيرانية معارضة في الخارج لم تقتنع بذلك، عازية المقابلة إلى ضغوط مورست على العائلة.  

وطيلة قرابة شهر من دخول غاراوند إلى المستشفى، كانت قضيتها قد حظيت باهتمام كبير في الشارع الإيراني، عكسته التعليقات على شبكات التواصل ومتابعات الصحافة الإيرانية المحلية، فضلا عن وسائل إعلام ناطقة بالفارسية خارج البلاد.  

ولم تتوقف حرب الروايات بين الطرفين طيلة هذه الفترة وسط استفسارات مستمرة، منها عن أسباب نقل الفتاة إلى مستشفى تابع للسلاح الجوي في ظل وجود مستشفيات أقرب إلى مكان الحادث، وهو الأمر الذي اعتبره ناشطون مؤشرا على صحة روايتهم، لكن وسائل إعلام رسمية وشبه رسمية في الداخل الإيراني ردت على ذلك بالقول إن المستشفى العسكري "كان أكثر تطورا من المستشفيات القريبة ويشمل تخصصات متعددة مرتبطة بالدماغ والجراحة"، حسب وكالة "فارس" للأنباء.  

ووفقاً لمنظمة هينغاو غير الحكومية المعارضة، ومقرّها في النرويج، فإنّ الفتاة أرميتا غاراوند (16 عاماً)، أصيبت بجروح خطرة خلال مشاجرة اندلعت بينها وبين شرطيات في شرطة الأخلاق في مترو الأنفاق بالعاصمة الإيرانية. 

كما تحولت قضية غاراوند إلى موضوع جدلي بين إيران وعواصم غربية، حيث أعربت ألمانيا والولايات المتحدة، عن قلقهما على مصير فتاة إيرانية، فكتبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في وقت سابق من الشهر الجاري على "إكس" (تويتر سابقاً) أنّه "في إيران، شابة تقاتل من أجل حياتها مرة أخرى، لمجرّد أنّه أمكن رؤية شعرها في مترو الأنفاق. هذا أمر لا يطاق". 

بدوره، قال المبعوث الأميركي الخاص لإيران أبرام بالي على المنصة نفسها: "أنا مصدوم وقلق بسبب التقارير التي تفيد بأنّ ما يسمّى بالشرطة الأخلاقية الإيرانية اعتدت" على الفتاة، مضيفا" نحن نراقب وضعها الصحّي. ونواصل دعم الشعب الإيراني الشجاع ونعمل مع العالم لمحاسبة النظام على انتهاكاته". 

وفي المقابل، رفض المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، الاتهامات الغربية لبلاده بشأن الشابة أرميتا غاراوند، متهما، الولايات المتحدة وألمانيا بـ"التدخل والتعبير غير الصادق عن القلق تجاه النساء والفتيات الإيرانيات"، داعيا هذه الدول إلى أن تكون "قلقة" بشأن مرضاها وطواقمها الطبية

المساهمون