ينظر خبراء الصحة في الشمال الأوروبي بقلق إلى تبعات الأوبئة، وآخرها فيروس كورونا، والتي كلفت المجتمع كثيرا، ويحذرون من التراخي في إجراءات الوقاية بعد الكشف عن التوصل إلى لقاحات لمكافحة الفيروس، في حين يتعاطى عدد من الدول مع انتشار وباء إنفلونزا الطيور، بعد تحذير دنماركي من انتشاره عبر حدودها الجنوبية مع ألمانيا.
وكشفت كوبنهاغن عن طيور نافقة مهاجرة، ليهدد التفشي 6 من دول غرب القارة الأوروبية هي الدنمارك وألمانيا وهولندا وبلجيكا وفرنسا وبريطانيا، وحسب ما أفادت وسائل إعلام أوروبية، الثلاثاء، فإن الإنفلونزا الخطيرة من نوع "H5N8"، سجلت في فرنسا وصولا إلى جزيرة كورسيكا في البحر المتوسط، في حين نسب التحذير الدنماركي، قبل أسبوعين، مصدر الوباء إلى روسيا، وأنه انتشر في الأراضي الروسية انطلاقا من كازاخستان في صيف العام الحالي.
وبدأت دول أوروبية، الثلاثاء، تطبيق سياسات صارمة، منها فرض دائرة من 3 كيلومترات حول مزارع الدواجن للقيام بعمليات فحص ومراقبة، ويتوقع خبراء تجارة الدواجن أن تتوقف عمليات التصدير من دول أوروبية نحو كوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا وماليزيا وسنغافورة وغيرها، ما سيزيد الأعباء على قطاع واسع من العاملين في هذا القطاع، بعد أن تسبب كورونا بفرض الكثير من الأعباء المالية والاجتماعية.
وكان القلق واضحا في الدنمارك من انتقال فيروس كورونا من حيوان المنك إلى البشر من خلال عمال قادمين من شرق أوروبا، عملوا في حظائر الشمال الغربي، ومساء أمس الاثنين، قررت الحكومة إعدام تلك الحيوانات في مزارع 7 بلديات، ومن المتوقع أن تصل الأعداد إلى 15 مليون حيوان، وسط سخط المزارعين الذين وجدوا أنفسهم محاصرين في قراهم، ويمنع عليهم الاحتكاك بباقي مناطق الدنمارك. ووصل الخوف الذي تسبب به حيوان المنك إلى اليونان التي سجلت انتقال العدوى منه إلى البشر، وخشية مختصي الفيروسات في كوبنهاغن من الطفرة التي طرأت على كورونا الذي يحتضنه المنك وانتقاله إلى الإنسان، ما جعل السلطات تفرض قرارا وليس توصية لإعدام الحيوانات المصابة.
وبالتزامن مع انتشار كورونا، اتخذت كوبنهاغن قرارا بإعدام 25 ألفا من الدواجن بسبب إنفلونزا الطيور، وتذهب باريس نحو خطوة مماثلة لمواجهة انتشار الفيروس على أراضيها، وفي ألمانيا أمرت الحكومة بإعدام أكثر من 16 ألف ديك حبش بعد تسجيل العدوى في مناطق الشمال. ما يؤثر على عمليات تصدير الدواجن بين الأوروبيين، واتخذ الاتحاد الأوروبي بداية قرارا بوقف استيراد الدواجن من الدنمارك لثلاثة أشهر، قبل أن يجري التأكيد، أمس، أن الوباء منتشر على نطاق أوسع في القارة، رغم عدم تسجيل انتقال الفيروس من الطيور والدواجن إلى الإنسان.
وقال الأستاذ بمعهد الطب البيطري في جامعة كوبنهاغن، لارس إريك لارسن، إن فيروس إنفلونزا الطيور الحالي هو الأول من نوعه منذ 2006 الذي يصيب القارة الأوروبية، والفيروس "ينتشر عادة بين الطيور البرية، وينتقل منها إلى الدواجن، وقليلا ما ينتقل إلى الإنسان، لكنه يكون خطيرا إذا انتقل إلى البشر".
ويؤكد خبراء الصحة في الشمال الأوروبي أن تزامن الفيروسين يثير مخاوف بين الناس، ولا يستبعد لارسن أن تكون التكلفة المالية والاجتماعية ضخمة في حال انتشر فيروس إنفلونزا الطيور في دول عدة، "فإلى جانب أنه قاتل للدواجن، سيتعين إعدام الملايين منها".