فرضت حواجز "الفرقة الرابعة"، التابعة لقوات النظام السوري والتي يقودها شقيق رأس النظام ماهر الأسد، حصاراً على مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية بريف حلب الشمالي، ومنعت دخول المحروقات إليها. وقد حذّر مسؤولون في الإدارة الذاتية من توقّف مستشفيات ومؤسسات أخرى بسبب الحصار، ولا سيّما أنّ مثل هذا الحصار تكرّر مرّات عدّة في الأعوام السابقة.
والإدارة الذاتية التي تسيطر على مناطق في ريف حلب الشمالي، شمالي سورية، وتطلق عليها اسم "مقاطعة الشهباء"، أعلنت تعليق الدوام في كلّ المدارس في بداية الأسبوع الدراسي وحتى إشعار آخر، بسبب حصار النظام وفقدان المحروقات في تلك المناطق.
ويسكن في تلك المناطق عشرات آلاف نازحي منطقة عفرين في خمسة مخيّمات وقرى بريف بلدة تل رفعت، بعد السيطرة التركية وفصائل المعارضة المسلحة الموالية لها على عفرين في ربيع 2018.
ويبلغ عدد المدارس في ريف حلب الشمالي 76 مدرسة تغطّي مراحل التعليم الثلاث، من بينها خمس مدارس في مخيّمات مهجّري عفرين. أمّا عدد المدرّسين والمدرّسات فيبلغ نحو 900، بحسب بيانات لهيئة التربية التابعة للإدارة الذاتية.
زيوار شيخو أب لثلاثة أطفال من منطقة شهبا، يقول لـ"العربي الجديد" إنّ "التلاميذ والمدرّسين يتنقّلون من أماكن سكنهم إلى مدارسهم بواسطة سيارات كانت تقلّهم على حساب هيئة التربية. لكنّ انقطاع المازوت أدّى إلى توقّف كلّ وسائل النقل، وبالتالي لن يكون بمقدور هؤلاء التوجّه إلى مدارسهم".
يضيف شيخو أنّ "مدارس هذه المناطق، بمعظمها، أُقيمت في منازل مهجورة لا تصلح للسكن، وأخرى جرى استئجارها. وفقدان المازوت في هذه الأجواء الباردة يصعّب على التلاميذ والمدرّسين البقاء ساعات طويلة في تلك المباني".
ويشير شيخو إلى أنّ "عدد المدارس قليل مقارنة بعدد السكان، وهي لا تتوفّر في كلّ القرى والتجمعات السكانية. وقد تخصَّص مدرسة واحدة لكلّ مجموعة من القرى، علماً أنّ المسافة بين الواحدة والأخرى قد تصل إلى نحو سبعة كيلومترات".
وفي وضع مشابه، كانت الإدارة الذاتية في شمال شرق سورية قد أعلنت، في ديسمبر/ كانون الأول من عام 2022 الماضي، توقّف كلّ الخدمات وتعليق الدوام المدرسي في حيَّي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب، شمالي سورية، الخاضعين لسيطرتها، عقب حصار فرضته قوات النظام السوري استمرّ نحو ثلاثة أشهر، منعت خلاله إدخال المحروقات وبضائع مختلفة، وقد أثّر ذلك على نحو 200 ألف شخص.