أُعيد 31 طفلاً أوكرانيا إلى بلادهم بعدما نقلوا إلى روسيا بطريقة غير شرعية من مناطق أوكرانية ضمّتها موسكو، حسبما أعلنت مؤسسة خيرية، السبت.
وقالت منظمة إنسانية، السبت، إنّ أكثر من 30 طفلاً عادوا إلى أسرهم في أوكرانيا الأسبوع الماضي بعد عملية طويلة لإعادتهم من روسيا أو من شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا، والتي رحَّلتهم من مناطق أوكرانية محتلة في أثناء الحرب.
واحتضنت الأمهات أبناءهن وبناتهن أثناء عبور الحدود من بيلاروسيا إلى أوكرانيا، الجمعة، بعد مهمة إنقاذ معقدة شملت السفر عبر أربع دول.
More than 30 children were reunited with their families in Ukraine this week after a long operation to bring them back from Russia, where they had been taken from occupied areas during the war, a humanitarian group said today.
— Yasmina (@yasminalombaert) April 8, 2023
"Now the fifth rescue mission is nearing its… pic.twitter.com/2qx5IBCYbx
وقالت الطفلة داشا راك (13 عاماً) إنها وافقت وأختها التوأم العام الماضي على مغادرة مدينة خيرسون التي تحتلها روسيا بسبب الحرب والذهاب إلى مخيم للعطلات في شبه جزيرة القرم لبضعة أسابيع. لكن بمجرد وصولهما إلى شبه جزيرة القرم، قال المسؤولون الروس إن الأطفال سيبقون لوقت أطول.
وأضافت "قالوا إنه سيتم تبنينا، وسنحصل على أوصياء. عندما أخبرونا لأول مرة أننا سنبقى لمدة أطول، بدأنا جميعاً في البكاء".
وقالت ناتاليا والدة داشا إنها سافرت من أوكرانيا إلى شبه جزيرة القرم عبر بولندا وبيلاروسيا وموسكو لإحضار ابنتيها. وتحتل روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية منذ عام 2014.
وأضافت ناتاليا وهي تصف رحلتها إلى المخيم "كان الأمر صعباً للغاية لكننا واصلنا مسيرتنا، لم ننم في الليل، وكنا ننام جالسين".
تُقدر كييف أن ما يقرب من 19500 طفل نُقلوا إلى روسيا أو شبه جزيرة القرم منذ بدء الغزو في فبراير
وتُقدر كييف أن ما يقرب من 19500 طفل نُقلوا إلى روسيا أو شبه جزيرة القرم منذ بدء الغزو في فبراير/ شباط من العام الماضي. ونددت أوكرانيا بذلك باعتباره عمليات ترحيل غير قانونية.
وتنفي موسكو، التي تسيطر على أجزاء من شرق وجنوب أوكرانيا، خطف الأطفال وتقول إنهم نُقلوا بعيداً حفاظاً على سلامتهم.
وقال مؤسس منظمة أنقذوا أوكرانيا الإنسانية، ميكولا كوليبا "الآن تقترب مهمة الإنقاذ الخامسة من نهايتها. كانت مهمة خاصة فيما يتعلق بعدد الأطفال الذين استطعنا إعادتهم، وأيضا بسبب تعقيدها".
وساعدت المنظمة ذوي هؤلاء الأطفال في النواحي اللوجستية والنقل والتخطيط اللازم للشروع في رحلة طويلة لجلب أطفالهم.
وقال كوليبا المفوض الرئاسي الأوكراني السابق لحقوق الطفل، في إفادة في كييف، إنّ إحدى الجدات التي كان من المقرر إعادة لم شملها مع حفيديها توفيت فجأة خلال رحلتها وكان على الحفيدين البقاء في روسيا.
وأضاف كوليبا أنّ جميع الأطفال الذين أعادتهم المنظمة إلى أوكرانيا قالوا إنّ لا أحد في روسيا كان يحاول العثور على آبائهم.
وتابع "كان هناك أطفال غيّروا مواقعهم خمس مرات في خمسة أشهر، ويقول بعض الأطفال إنهم كانوا يعيشون مع الفئران والصراصير".
وأردف كوليبا قائلاً إنّ الأطفال نُقلوا إلى ما وصفه الروس بمعسكرات صيفية من أجزاء محتلة في منطقتي خاركيف وخيرسون بأوكرانيا.
مذكرة اعتقال
حضر الإفادة في كييف ثلاثة أطفال، هما ولدان وبنت. وقالت المنظمة إنهم أُعيدوا إلى أوكرانيا في مهمة الإنقاذ السابقة في الشهر الماضي التي عاد بفضلها 18 طفلاً في المجمل.
These are the children from Kherson & Kharkiv regions abducted by Russians. They cross the border back to Ukraine to unite with their families.
— Iuliia Mendel (@IuliiaMendel) April 7, 2023
The children and their parents have psychological and physical recovery ahead. @SaveukraineUs @MykolaKuleba help bring them back 🙏 pic.twitter.com/KC9wgSPfsK
وقال الأطفال الثلاثة في الإفادة إنّ السلطات الروسية ضغطت على آبائهم لإرسالهم إلى المعسكرات الصيفية لمدة قيل إنها أسبوعان.
وأضافوا أنهم أجبروا على البقاء في المعسكرات الصيفية من أربعة إلى ستة أشهر ونُقلوا من مكان إلى آخر خلال إقامتهم.
وقال فيتالي، وهو طفل من منطقة خيرسون لم يتضح عمره، "عوملنا وكأننا حيوانات. كنا محبوسين في مبنى منفصل". وأضاف أنه قيل لهم إن آباءهم لا يريدونهم.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية الشهر الماضي مذكرة اعتقال بحق الرئيس فلاديمير بوتين ومفوضة حقوق الطفل الروسية ماريا لفوفا بيلوفا، واتهمتهما باختطاف أطفال من أوكرانيا.
ولم تُخف موسكو برنامجاً أحضرت بموجبه آلاف الأطفال من المناطق المحتلة في أوكرانيا إلى روسيا، لكنها تقدم هذا على أنه حملة إنسانية لحماية الأيتام والأطفال المتروكين في منطقة الصراع.
ونفت روسيا اتهامات المحكمة قائلة إنها لا تعترف بسلطتها القضائية ووصفت المذكرة بحق بوتين ولفوفا بيلوفا بأنها باطلة.
وقالت لفوفا بيلوفا، في مؤتمر صحافي، الأسبوع الماضي، إنّ مفوضيتها تصرفت على أساس إنساني لحماية مصالح الأطفال في منطقة تشهد أعمالاً عسكرية ولم تنقل أحداً بخلاف إرادته أو إرادة والديه أو الأوصياء القانونيين عليه الذين تم السعي دوماً للحصول على موافقتهم ما لم يكونوا مفقودين.
(فرانس برس، رويترز)