شارك شيخ الأزهر أحمد الطيب، الثلاثاء، القادة الدينيين حول العالم في إطلاق ميثاق قادة الأديان تحت عنوان "نحو اتفاق عالمي بشأن التعليم".
وأعرب القادة الدينيون من خلال هذا الميثاق العالمي، عن تقديرهم للجهود التي يقوم بها المعلمون حول العالم وتفانيهم وتضحياتهم أثناء أدائهم لمهمتهم النبيلة المتعلقة بتربية الـنشئ وغرس القيم الحميدة، وتشكيل القدوة الحسنة للأطفال في سن مبكرة.
كما تضمن الميثاق رسالة تشجيعية من قادة الأديان إلى المعلمين لمواصلة العمل وبذل الجهود رغم كل الصـعوبات والتحـدیات التـي تواجه المعلم في الوقت الراهن، التـي تفاقمت بسبب جائحة كورونا.
وطالب شيخ الأزهر لجنة التوافق العالمي بشأن التعليم، خلال كلمته في قمة قادة الأديان بشأن التعليم، والتي تعقد بالتزامن مع يوم المعلم العالمي بالفاتيكان، بضرورة الاهتمام بـ"المناهج التعليمية"، مؤكداً أنه من المحزن أن نرى هذه المناهج وقد بدأت تتآكل في الآونة الأخيرة وتتفكك تحت حداثة مفتوحة وحرية بلا سقف ولا كوابح، وهي التي تتولى تشكيل عقول الشباب، ومعارفهم وأذواقهم وأنماط سلوكهم وتصرفاتهم، قائلاً "إننا كممثلين للأديان لا نستشعر الخطر من قبل المعلم بقدر ما نستشعره من المناهج التعلمية التي اختارت عن عمد، أن تمشي على ساق واحدة، حين استبدلت الإنسان بالإله، والمادة بالروح، فهذه المناهج قد اكتسبها "المعلمون" تحت تأثير فلسفات مادية وفيزيقية خالصة، طال عليها الزمن، حتى استبدت بالسيطرة على مفاصل العقل الإنساني وشعوره وحواسه، وشلت قدرته على التفكير خارج أطرها الحداثية أو التغريد خارج سربها".
وتحدث شيخ الأزهر عن سؤال حول كيفية التقريب بين حداثة الغرب الفكرية والعلمية، التي تحاول جاهدة بكل ما أوتيت من دعم وقوة أن تفرض نفسها على التلاميذ والشباب في ربوع العالم شرقاً وغرباً وجنوباً، وبين مناهج أخرى جمعت في جنباتها مقررات العلم وتقنياته مع قيم الدين وأخلاقه، جنباً إلى جنب، وحتى امتزجت في ظلالها مطالب الجسد وأشواق الروح، مؤكداً أن هذا التقريب غاية في الصعوبة؛ لأنه يشبه مواجهة للعالم بأسره، ومراجعة لأهم مقومات حضارته وثقافته، لكنه، وبكل تأكيد، ليس أمراً مستحيلاً ولا مستبعداً على القدرة الإلهية.
ويستضيف الفاتيكان قمة قادة الأديان بشأن التعليم، التي تنظمها لجنة التوافق العالمي بشأن التعليم مع مجمع التعليم الكاثوليكي، بحضور كوكبة من القادة الدينيين وممثليها حول العالم، بهدف تعزیـز "میثـاق عالمي للتعلـیم"، يضع في الاعتبـار التحديات الراهنة التي تخص التعليم والمعلم في وقتنا المعاصر.
ويتزامن هذا الاجتماع مع يوم المعلم العالمي، الذي یوافـق 5 أكتوبر من كل عام، وهو التاريخ الذي حددته الیونسكو منذ عام 1994 للاحتفال بالمعلم.
وعقد شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، أمس قمة خاصة بحاضرة الفاتيكان، عقب مشاركتهما في قمة قادة الأديان بشأن تغير المناخ بعنوان (الإيمان والعلم).
وأعرب شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان عن حرصهما الشديد على مواصلة ما بدأوه معًا من حوار بناء وتعاون مشترك وتكاتف وتآخ أثمر وثيقة تاريخية هي وثيقة الأخوة الإنسانية التي تم إعلانها من أبوظبي عام 2019 لأهميتها وتأثيرها في تعزيز التآخي بين البشر جميعًا، مضيفين أن كثرة التحديات تحتاج إلى قوة وعزيمة على تحمل المشاق والصعاب، وأن العودة إلى تعاليم الأديان هي السبيل لنجاة العالم من التشدد والانقسام وطغيان المادة.
وأشاد الإمام والبابا، بجهود ومبادرات اللجنة العليا للأخوة الإنسانية في تفعيل وترسيخ قيم وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل التعايش بين البشر.