احتفلت مدينة بيت لحم، مساء السبت، بإضاءة شجرة عيد الميلاد المجيد، في ساحة كنيسة المهد، وذلك للمرة الأولى منذ بدء جائحة كورونا.
والعام الماضي، بسبب الظروف الصحية السائدة نتيجة فيروس كورونا، احتفلت بيت لحم بإضاءة شجرة الميلاد افتراضياً، لكن هذا العام احتُفِل بإضاءة الشجرة ميدانياً وبمشاركة شعبية ورسمية.
وقدمت أكاديمية مؤسسة يوحنا بولس الثاني للفنون الأدائية في بيت لحم "أوبريت قصة الميلاد"، إضافة إلى عروض وتراتيل ميلادية قدمتها فرق محلية ودولية عبر الفيديو.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، في كلمة له خلال الاحتفال: "النور واحد والظلمات متعددة، وشعبنا ينشد النور ويحارب الظلمات. نعيش هذا العام ظلمات الاحتلال وكورونا والانقسام، ونواجه أبشع أنواع الاحتلالات في التاريخ، استعمار استيطاني إحلالي إبدالي يقصد أرضنا، وشجرنا وأولادنا وشبابنا ومياهنا ومقدراتنا".
وتابع اشتية: "هذه الساحة المطلة على باب المغارة التي ولد فيها السيد المسيح التي نحتفل فيها، بإضاءة شجرة النور، عبرها كثير من الغزاة ورحلوا، والقدس عبرتها إمبراطوريات عديدة ورحلت، ولم يبقَ في الوادي إلا الحجارة".
وأضاف: "نحن برنامجنا زوال الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة، لذلك نادينا بمؤتمر دولي وبالقانون الدولي، لنحمي حل الدولتين، ولكن إذا استمرت إسرائيل بالقول بأنها لن تفرّق بين تل أبيب ومعاليه أدوميم، فنحن لن نفرق بين بيت لحم ويافا".
وتابع اشتية: "في ظل انسداد الأفق السياسي مع إسرائيل، فإنه يتحتم علينا ترتيب بيتنا الداخلي؛ نحن على أبواب انتخابات بلدية سيشارك فيها في المرحلة الأولى 50% من شعبنا، وذلك في 377 قرية وبلدية، على أن تستكمل المرحلة القادمة في شهر آذار/ مارس من العام القادم، آملاً أن تشمل غزة أيضاً. البلديات هنا ليست أطراً خدماتية فقط، بل هي مؤسسات صامدة في مواجهة الاستيطان وإرهاب المستوطنين".
وقال رئيس الوزراء: "علينا استكمال برنامجنا التنموي والتطويري في مختلف المحافظات. المانحون يساعدوننا بتمويل مشاريع بنية تحتية، ولا يوجد دعم لتغطية الرواتب، وإسرائيل تستنزفنا بالخصومات الشهرية من أموالنا المستحقة عليها، لهذا قادرون على تمويل المشاريع وغير قادرين على استكمال المصاريف التشغيلية، ولكن سوف نغير هذه الحالة قريباً".
من جانبه، قال رئيس بلدية بيت لحم أنطون سلمان في كلمته، إن "إضاءة شجرة الميلاد هي مناسبة وتقليد نعتز به في بيت لحم. رسالة الميلاد هي بشرى المحبة، والعدل، والسلام للعالم أجمع".
وأشار سلمان إلى أن "عيد الميلاد يحلّ علينا هذا العام، وما زالت البشرية تعاني من جائحة كورونا، وتعيش تحت وطأة آثارها، وما زال الركود يسيطر على اقتصادنا في فلسطين بسبب توقف السياحة، وما رافق ذلك من خسائر مادية. بيت لحم قررت أن تتعالى على الجراح وأن تتسلح بقيم الميلاد وأن تغلّب الأمل على الألم، وأن تحتفل بفرح عظيم لتعيد للعيد بهجته وفرحته ومعانيه السامية".
وقال: "إن الظلم لا يمكن أن يسود إلى الأبد، فعدالة السماء قادمة لا محالة، وإن تحقيق السلام العادل والشامل وانتزاع حقوقنا الوطنية بالحرية والاستقلال وبناء الدولة الفلسطينية أمر حتمي سيتحقق مهما صعبت التحديات، وعظمت المعوّقات، وطال الزمان".
ودعا سلمان جميع شعوب العالم المؤمنة والمحبة للسلام إلى زيارة بيت لحم وفلسطين والحج إلى الأماكن المقدسة، ليتحقق بذلك دعم الوجود الفلسطيني على هذه الأرض، ويعزّز من صمود الشعب الفلسطيني.