إسماعيل الخطيب... عميد الحلاقين في غزة

غزة

يوسف أبو وطفة

avata
يوسف أبو وطفة
10 مارس 2021
عميد حلاقين غزة
+ الخط -

يُصرّ الحلاق الفلسطيني إسماعيل الخطيب (86 عاماً) على مواصلة العمل في محله القديم في سوق فراس أحد أقدم أسواق مدينة غزة وأكثرها شعبية، بالرغم من تقدمه في السن وتراجع حالته الصحية كثيراً خلال السنوات الأخيرة بفعل إصابته بأمراض مزمنة.

وينطلق الخطيب يومياً في الصباح الباكر رفقة أحد أبنائه الذي تعلم المهنة منه إلى محله، حتى ساعات ما بعد المغرب، محاولاً أن يقضي ساعات يومه ممارساً مهنته التي يعمل فيها منذ قرابة 73 عاماً، وتعلمها من والده عقب النكبة عام 1948.

الخطيب هجر من قرية كرتيا إحدى القرى المحتلة عام 1948 على يد العصابات الصهيونية آنذاك وكان يبلغ من العمر 12 عاماً، وفور وصوله إلى القطاع بدأ يعمل في هذه المهنة رفقة والده قبل أن تتحول الحلاقة إلى مهنته الوحيدة التي كانت مصدراً لزرقه هو وعائلته.

الصورة
عميد حلاقين في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
يحافظ على تراث محله القديم (عبد الحكيم أبو رياش)

 

ويحافظ الحلاق الفلسطيني على تراث محله القديم الذي يملكه منذ نشأ السوق عام 1955 في مدينة غزة، إذ كان في بداية الأمر عبارة عن مكان بدائي قبل أن يتطور مع تطور السوق وتقدمه ليصبح على غرار المحال التجارية التقليدية الملاصقة به.

وتتصدر صالون الخطيب لافتة تكريمية قدمتها نقابة الحلاقين الفلسطينيين في قطاع غزة قبل عامين باعتباره عميداً لهم وأكثرهم أقدمية حالياً، بعد أن عمل لقرابة 73 عاماً في هذه المهنة، التي شهدت صعوداً لأجيال الشباب خلال السنوات الأخيرة.

ويحتفظ الحلاق الثمانيني بذكريات زاخرة عن بداياته في مهنة الحلاقة، خصوصاً الفترة التي تلت النكبة والتي كانت الأصعب من وجهة نظره، إذ كان الفلسطينيون يقومون بمقايضة ثمن قص شعورهم وتهذيب لحاهم بالخبز أو بيض الدجاج أو مبالغ مالية بسيطة كانت لا تتجاوز بضعة قروش أو جنيهات مصرية بسيطة خلال فترة تبعية غزة لمصر إدارياً.

الصورة
عميد حلاقين في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
يعترف أن المهنة تطورت (عبد الحكيم أبو رياش)

 

ويقول الخطيب لـ "العربي الجديد" إنّ مهنة الحلاقة في غزة شهدت تطورات عدة خصوصاً في الفترة التي تلت حقبة الاحتلال الإسرائيلي لغزة بعد نكسة عام 1967، وباتت المهنة تنتشر أكثر ويزداد فيها دخل الفلسطينيين بشكل أفضل مما كان عليه بعد النكبة.

 

ويستذكر الحلاق الخطيب جانباً من قصات الشعر التي كانت سائدة في السابق والتي كانت تقتصر فقط على حلق الشعر كلياً أو تهذيبه بشكل جزئي، بشكل يختلف عن الوضع السائد حالياً مع انتشار قصات الشعر في صفوف فئة الشباب على وجه الخصوص.

الصورة
عميد حلاقين في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
أثرت جائحة كورونا بالسلب على عمله (عبد الحكيم أبو رياش)

 

وأثرت جائحة كورونا وانتشارها داخل المجتمع في غزة بالسلب على عمله هو نجله في محلهما، خصوصاً أنه يوجد داخل سوق شعبي، إذ تراجعت أعداد الزبائن مقارنة بالفترة التي كانت تسبق انتشار الجائحة، فضلاً عن تفضيل الشبان للحلاقين الأقرب من فئتهم العمرية.

الصورة
عميد حلاقين في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
تغيرت اليوم قصات الشعر المطلوبة من الزبائن (عبد الحكيم أبو رياش)

 

ورغم تراجع العمل يومياً بالنسبة للخطيب وتراجع حالته الصحية، إلا أنه يرفض ترك محله أو اعتزال المهنة، اعتقاداً منه بأن ذلك سيكون مردوده سلبياً على حالته النفسية والصحية، في ظل اعتياده على العمل في هذه المهنة منذ أكثر من 7 عقود تعاقبت عليه فيها أجيال عدة.

ذات صلة

الصورة
الطبيب الفلسطيني عصام أبو عجوة في مستشفى الأهلي المعمداني في دير البلح (الأناضول)

مجتمع

بعد اعتقال دام 200 يوم داخل سجون الاحتلال الإسرائيلية، عاد الطبيب الفلسطيني المتقاعد عصام أبو عجوة (63 عاما)، لممارسة عمله رغم الظروف القاسية
الصورة
تجمّع مياه صرف صحي في خانيونس - غزة - 1 يوليو 2024 (عبد الرحيم الخطيب/ الأناضول)

مجتمع

تُسجَّل أزمة في الصرف الصحي بقطاع غزة، تفاقمت في الآونة الأخيرة. والمشكلة التي تهدّد صحة المواطنين، راحت تعرقل حركتهم مع تجمّع المياه العادمة على الطرقات.
الصورة
انتشال جثث ضحايا من مبنى منهار بغزة، مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

قدّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وجود أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم..
الصورة
قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم جنين في الضفة الغربية، 22 مايو 2024(عصام ريماوي/الأناضول)

سياسة

أطلق مستوطنون إسرائيليون الرصاص الحي باتجاه منازل الفلسطينيين وهاجموا خيامهم في بلدة دورا وقرية بيرين في الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
المساهمون