إسرائيليون يضيّقون على فلسطينيي الداخل في أماكن العمل

إسرائيليون يضيّقون على فلسطينيي الداخل في أماكن العمل

30 يناير 2023
إجراءات إسرائيلية مشددة بعد عمليتي القدس (سعيد قاق/ Getty)
+ الخط -

يعاني فلسطينيو الداخل من ملاحقة وتضييق وطرد في أماكن عملهم من قبل أرباب عملهم الإسرائيليين. ويأتي ذلك في ظل الأوضاع الراهنة والتوتر السياسي بعد مقتل 7 إسرائيليين وإصابة 10 آخرين، مساء الجمعة الماضي، في عملية إطلاق نار وقعت بالقرب من كنيس يهودي في مستوطنة النبي يعقوب شمالي القدس المحتلة، وبعد عملية سلوان التي نفذت يوم السبت الماضي في القدس، وأصيب فيها مستوطنان إسرائيليان، أحدهما ضابط في لواء المظليين في جيش الاحتلال. وجاءت العمليتان بعد مجزرة جنين التي نفذها جنود الاحتلال وراح ضحيتها 10 شهداء. 

وباتت هذه السلوكيات مألوفة لدى أرباب العمل الإسرائيليين. وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قد طالب، خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر، وزير العمل والرفاه والخدمات الاجتماعية مئير كوهين، بدراسة قانون يتيح للمشغل أن يفصل موظف يعبر عن دعمه للإرهاب من دون لجنة استماع.

وفي السياق، تقول الحقوقية سوسن زهر: "ما اقترحه نتنياهو على كوهين في البند 3 من قرار المجلس الوزاري المصغر هو عبارة عن مكاسب سياسية وإعلامية. لكن لا نستطيع أن نعرف كيف تتطور الأمور". وتشير إلى ممارسات مماثلة خلال فترات الحرب على قطاع غزة وفترة هبة الكرامة. تضيف أنه في حال تمرير المشروع "يمكن التصدي له في المحكمة العليا"، موضحاً أنه "قانون غير دستوري وفيه مس جارف بحقوق العمال وفق القانونين الدولي والإسرائيلي".

وفي سياق متصل، تلقت أمل جبالي، التي تعمل حاضنة في مدينة هرتسليا، بالإضافة إلى زميلتها مريم بسيمي، رسالة، يوم السبت الماضي، من مديرهما للخضوع إلى جلسة استماع. وكان ذلك بسبب منشور على "واتساب" يحمل صورة الشهيد خيري علقم الذي نفذ عملية النبي يعقوب في القدس.

وتقول جبالي: "فوجئت بتلقي الاتصال من مدير الحضانة ودعوتي وزميلتي إلى لجنة استماع، مع مطالبتنا بعدم دخول الحضانة إلا بعد الخضوع للجنة الاستماع، ثم عمد إلى إقالتنا. بداية، لم أفهم السبب. أعمل في الحضانة منذ ثلاث سنوات. بعدها، علمت أن أهالي الأطفال رأوا المنشور واتصلوا بمدير الحضانة واحتجوا على عملنا. وبعد استشارة محام، قررنا عدم الذهاب إلى لجنة الاستماع لأن النتيجة واضحة".

تضيف جبالي: "الأمر ليس سهلاً علينا لأننا اعتدنا العمل. لكن بيئة العمل عنصرية ولا يوجد قانون يمنع التعبير عن الرأي. كنت قد فتحت محلاً للطباعة في مدينتي الطيبة (المُثلّث الجنوبي الذي احتلته إسرائيل عام 1948)، وقللت من أيام العمل في الحضانة خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، لكن طلب مني المدير العودة إلى العمل بدوام كامل قبل المنشور".

ونشر موقع والاه العبري، اليوم، خبراً يفيد بتلقي رئيس اتحاد المقاولين والترميمات والتعديلات، عيران سيب، اتصالات من زبائن إسرائيليين من منطقة القدس والمركز في البلاد، مطالبين إياه بعدم تشغيل عمال عرب من الضفة الغربية. ولأول مرة يطالبون الزبائن بعدم إدخال عمال من فلسطيني الداخل الذين يحملون الهوية الزرقاء إلى بيوتهم. وطالب جزء آخر بتوقيف الأعمال حتى يتضح الوضع الأمني.

المساهمون