إخلاء سبيل باحثة مصرية بعد يوم من اعتقالها في مطار القاهرة

12 يوليو 2021
الباحثة المصرية عليا مسلم (فيسبوك)
+ الخط -

أخلت نيابة أمن الدولة المصرية، الاثنين، سبيل الأكاديمية عليا مسلم، بكفالة مالية، على خلفية اتهامها بـ"نشر أخبار كاذبة من شأنها الإضرار بالأمن والنظام العام"، بعد اعتقالها ليوم واحد من مطار القاهرة الدولي، أثناء عودتها مع زوجها الباحث العمراني يحيى شوكت، وأطفالها الثلاثة، من العاصمة الألمانية برلين.
وتقيم عليا في برلين منذ سنوات، لإنهاء أبحاث ما بعد الدكتوراه، في مؤسسة "ألكسندر فون هومبولت" الألمانية. غير أنه بمجرد وصولها إلى القاهرة، صادرت أجهزة الأمن هاتفها، واحتجزتها لمدة 17 ساعة في المطار، واستجوبت مرات عدة من ضباط في جهاز الأمن الوطني، ومُنع زوجها من التواصل معها، حتى تمكنت من الاتصال به لإبلاغه بتواجدها في نيابة أمن الدولة بضاحية التجمع الخامس في القاهرة.
وعليا مسلم باحثة وأكاديمية تعمل على تاريخ الحركات الاجتماعية والسياسية المصرية من خلال الذاكرة الشعبية، وجمعت قصص وتجارب بناة السد العالي، في أثناء إعدادها رسالة الدكتوراه عام 2012. أما زوجها فهو باحث مسؤول عن ملف الحق في السكن في "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية"، والتي يصنفها النظام المصري ضمن تيار المعارضة في ملف المجتمع المدني.
ويعتمد مشروع مسلم الأكاديمي على كتابة التاريخ بصورة إنسانية، وإعادة رصد الأحداث الكبرى من زاوية الذين عايشوها، مثل بناء السد العالي، وتهجير النوبيين من قراهم في ستينيات القرن الماضي، والمقاومة الشعبية العفوية أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، والأهالي الرافضين لمغادرة مدينة السويس خلال حرب أكتوبر 1973.

وتتشابه تفاصيل القبض على عليا مسلم في مطار القاهرة، مع تفاصيل اعتقال مجموعة من الباحثين والصحافيين فور وصولهم إلى بلدهم، ومنهم الباحث أحمد سمير سنطاوي، والذي يعيش في العاصمة النمساوية فيينا، واعتقل أثناء عودته إلى مصر لقضاء إجازة الشتاء، من مطار شرم الشيخ الدولي، في 15 ديسمبر/كانون الأول 2020، وهو حالياً مضرب عن الطعام في محبسه.
والسيناريو نفسه حدث مع الكاتب الصحافي جمال الجمل، والذي أُلقي القبض عليه في مطار القاهرة، في أواخر فبراير/شباط الماضي، وكان عائداً من تركيا، عقب سنوات من الغربة الإجبارية التي فرضت عليه لمعارضته للنظام المصري.
وبين الأمثلة أيضا الصحافي هشام عبد العزيز، والذي أُوقف في 20 يونيو/حزيران 2019، في مطار القاهرة، واقتيد إلى مكتب الأمن الوطني في المطار للتحقيق معه لمدة 5 ساعات، تخللها تفتيش أجهزة المحمول، وجهاز الحاسوب الشخصي الخاص به، وجوازات السفر وحقائب السفر الخاصة بزوجته وأولاده.

المساهمون