يُواجه لاجئون فلسطينيون في سورية ضمن مناطق سيطرة النظام مصاعب في العودة للمخيمات التي هُجّروا منها، بينما فضّل القسم الأكبر منهم مغادرة هذه المناطق إما للشمال السوري أو بلاد اللجوء.
وفي اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يصادف اليوم 29 نوفمبر/ تشرين الثاني، يقول الإعلامي الفلسطيني فايز أبو عيد، مدير الإعلام في "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية"، إنّ أوضاع اللاجئين الفلسطينيين زادت سوءاً نتيجة خسارتهم أرزاقهم وكل ما يملكون، جراء القصف و"التعفيش" واضطرارهم إلى النزوح عن مخيماتهم، وفقدانهم لأعمالهم، بالإضافة إلى تدهور أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية المزرية، وارتفاع تكاليف المعيشة.
وأضاف لـ"العربي الجديد"، أنّ ما فاقم من مأساتهم وأثر سلباً على أوضاعهم الحياتية، التدهور الاقتصادي الذي شهدته سورية خلال سنوات الحرب، مما أدى إلى انتشار الفقر بشكل واسع بين اللاجئين الفلسطينيين في سورية. متابعاً: "شدّد النظام السوري قبضته الأمنية على المخيمات والتجمعات الفلسطينية في سورية، وضيّق الخناق عليهم بإقامة الحواجز الأمنية على مداخلها للتحكم في دخول وخروج سكانها منها وإليها، وإقامة السواتر الترابية والحواجز الإسمنتية لفصلها عن البلدات والمدن المحيطة بها".
وتمارس الأجهزة الأمنية سياسة "التخويف والترهيب" ضد الفلسطينيين، وفق ما أكد أبو عيد من خلال حملات الدهم والاعتقال التي تشنها بين الفينة والأخرى على منازلهم واعتقال عدد منهم، وما يدل على ذلك اعتقال عدد من الناشطين الفلسطينيين في بلدة يلدا، على خلفية تنظيمهم وقفة تضامنية مع غزة للتنديد بالعدوان الإسرائيلي عليها، وارتكابها مجازر وإبادة جماعية بحق أهلها.
وقال أبو عيد: "بلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين الموثّقين لدى "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية" منذ عام 2011، حتى بداية شهر نوفمبر الجاري من عام 2023، أكثر من ثلاثة آلاف معتقل من رجال ونساء وأطفال وكبار في السن".
من جهته، أفاد الفلسطيني أحمد عدنان، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن وضع من بقي من الفلسطينيين في محافظتي دمشق وريف دمشق سيئ للغاية، فالعودة باتت مستحيلة إلى من يسكن في مخيم اليرموك، والأجهزة الأمنية تعيق عمليات ترميم المنازل، مضيفا: "الوضع صعب والناس أرهقوا من تحمل أعباء إيجارات المنازل، والأمن لا زال يعيق عودة الناس للمخيم".
ووفقاً لتقرير مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية، فإن 643 من اللاجئين الفلسطينيين قتلوا تحت التعذيب في سجون ومعتقلات النظام السوري، منهم نساء وأطفال وكبار في السن. مشيرا إلى "أنه من المتوقع أن تكون أعداد المعتقلين وضحايا التعذيب أكبر مما تم الإعلان عنه، وذلك بسبب غياب أي إحصاءات رسمية صادرة عن الأجهزة الأمنية السورية، بالإضافة إلى تخوّف بعض أهالي المعتقلين والضحايا من الإفصاح عن تلك الحالات خوفاً من ردة فعل الأجهزة الأمنية في سورية".
وطالبت المجموعة، في تقريرها الصادر أمس الثلاثاء، بالإفراج والإفصاح عن المعتقلين الفلسطينيين مجهولي المصير، مؤكدة أن ما يجري في معتقلات النظام السوري "جريمة حرب بكل المقاييس".
وشددت على ضرورة الكشف عن أعداد وأسماء وأماكن دفن من قتلوا تحت التعذيب، مشيرة إلى أن من حق الأهالي التأكد من مصير أبنائهم. كما رصدت ووثقت عمليات اعتقال مباشرة لأشخاص على حواجز التفتيش، أو أثناء الاقتحامات التي ينفذها الجيش داخل المدن والقرى السورية، أو أثناء حملات الاعتقال العشوائي لمنطقة ما.