تستعد وزارة الصحة العراقية لفرض لقاحات كورونا على مواطنين يعملون في الأماكن المكتظة، في حين توعدت وزارة الداخلية بمنع موظفي بعض المؤسسات من الدوام قبل تلقيهم اللقاح.
وقالت عضو الفريق الإعلامي الطبي بوزارة الصحة، ربى فلاح حسن، السبت، إن بعض الفئات ستكون ملزمة بتلقي جرعتين من لقاح كورونا، مضيفة في تصريح صحافي، أن "أخذ اللقاح ليس إجبارياً، ولكن في حال أصبح الفرد يشكل خطراً على الآخرين، فعندها تنتهي حريته في الاختيار، ويصبح من الضروري أخذ اللقاح".
وبينت أن الفئات المشمولة بفرض تلقي اللقاح تضم العاملين في المطاعم، والمجمعات التجارية، والفنادق، كونهم من أكثر الفئات التي تتعامل مع المواطنين، وأن "وزارة الصحة لم تسجل أية أعراض جانبية تهدد الحياة بسبب اللقاحات، وسجلت بعض الأعراض الاعتيادية عند أخذ الجرعة الأولى، متمثلة بارتفاع بسيط في درجة الحرارة، وبعض الوهن".
بدوره، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية، اللواء خالد المحنا، السبت، عدم السماح لموظفي المؤسسات ذات الطبيعة المكتظة بالدوام من دون تلقي اللقاح، قائلا: "حسب مقررات اللجنة العليا للصحة والسلامة، فلن يسمح بمراجعة المواطنين للوزارات والدوائر ذات الطبيعة المكتظة مثل دائرة التقاعد، ومديريات المرور، ومديريات الجوازات، ومديريات الأحوال المدنية والجنسية وغيرها، من دون الأخذ بالإجراءات الصحية المعتمدة، وكذلك عدم السماح لموظفي هذه الدوائر بالدوام بداية من 20 أبريل/نيسان، إلا بعد أخذ اللقاح".
من جهته، اعتبر نائب رئيس لجنة الصحة في البرلمان العراقي، فارس بريفكاني، أن اللقاح يمثل فرصة ذهبية يجب استثمارها، موضحا لـ"العربي الجديد"، أن "وزارة الصحة عملت بالتعاون مع لجنة الصحة البرلمانية من أجل استيراد اللقاحات المعترف بها دوليا من ناحية المنشأ والرصانة، وستكون هناك مناعة مجتمعية في حال الإقبال على تلقي اللقاحات، ونحتاج لتلقيح ما بين 60 إلى 80 في المائة من العراقيين بهدف الوصول إلى المناعة المجتمعية للتخلص من الوباء".
ولفت بريفكاني إلى أن "الحديث عن وجود آثار جانبية للقاحات كورونا غير صحيح، لأنها حصلت على إجازات عالمية قبل استخدامها، وفرض اللقاحات على فئات من العراقيين ينطلق من الحرص على تحقيق المناعة المجتمعية في ظل وجود سلالات جديدة من الفيروس، وعدم وجود سقف زمني لانتهاء الجائحة".
وأضاف أن "الحل يكمن في تلقي اللقاح، واتباع الإرشادات الصحية للحيلولة دون خروج الوضع عن السيطرة، فوحدات العناية المركزة في بعض المستشفيات أصبحت غير قادرة على استقبال المصابين، وينبغي أن يكون هناك تعاون بين المواطن والمؤسسات الصحية، واللقاحات مهمة، حتى أن بعض الدول اعتمدتها كشرط للسماح لمواطنيها بالسفر، ونعمل من أجل حصول كل عراقي على لقاح كورونا".