أونروا: نحو 300 ألف نازح فلسطيني مع تواصل اجتياح رفح

12 مايو 2024
تهجير من رفح إلى دير البلح، 11 مايو 2024 (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تقديرات أونروا تشير إلى نزوح حوالي 300 ألف فلسطيني من رفح، جنوب قطاع غزة، خلال أسبوع بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة لأكثر من سبعة أشهر، وصفت عملية التهجير بأنها همجية.
- جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، يدين التهجير القسري للمدنيين ويحث إسرائيل على الالتزام بالقانون الدولي لحماية المدنيين وتجنب تفاقم الأزمة الإنسانية.
- استمرار تهجير الفلسطينيين من رفح على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، متجاهلة الدعوات الدولية لوقف العنف، مما أدى إلى تكدسهم في مناطق معرضة للخطر وارتفاع عدد الضحايا بشكل كبير.

وسط اجتياح رفح المتواصل منذ السادس من مايو/ أيار الجاري، أفادت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بأنّ تقديراتها تشير إلى نحو 300 ألف فلسطيني نزحوا، خلال أسبوع، من رفح الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة المحاصر والمستهدف بحرب إسرائيلية مدمّرة منذ أكثر من سبعة أشهر.

وفي تدوينة نشرتها على منصّة إكس صباح اليوم الأحد، وصفت وكالة أونروا عملية التهجير القسري المتواصلة، التي ترتكبها قوات الاحتلال في حقّ الفلسطينيين من أهالي رفح ومن هؤلاء المهجّرين الذين لجأوا إليها هرباً من آلة الحرب الإسرائيلية، بأنّها همجية غير إنسانية. وشدّدت الوكالة الأممية على أنّ "لا مكان آمناً" يتوجّه إليه هؤلاء الفلسطينيون في ظلّ عملية اجتياح رفح القائمة، علماً أنّها راحت تعمد منذ الأيام الأولى من عدوان إسرائيل إلى التحذير من أنّ "لا مكان آمناً في قطاع غزة" الذي وصفت شماله بأنّه "الجحيم على الأرض".

من جهته، رأى الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل أنّ "من غير المقبول إرغام المدنيين في رفح على إخلائها والتوجّه إلى مناطق غير آمنة". أضاف في تدوينة نشرها على منصة إكس، اليوم الأحد، أنّ "إسرائيل ملزمة بموجب القانون الدولي بتوفير الحماية للمدنيين" الفلسطينيين. وتابع بوريل: "نواصل حثّ إسرائيل على عدم المضيّ قدماً في عملية اجتياح رفح برياً"، مبيّناً أنّ "من شأن ذلك أن يؤدّي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية المريعة بالفعل".

وتمضي قوات الاحتلال الإسرائيلي في تهجير الفلسطينيين من رفح، بعدما كانت قد أمرتهم بالتوجّه إلى أقصى الجنوب مدّعية أنّه "منطقة آمنة". ويأتي ذلك في تكرار لما سبق أن سُجّل، عندما أمرت أهالي القطاع المحاصر والمستهدف في الشمال إلى التوجّه إلى الوسط والجنوب، في بداية الحرب المستمرّة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وقد ادّعت أنّهم آمنَين. وعندما اكتظّت هاتان المنطقتان بالنازحين من الشمال، راحت تستهدف المستشفيات فيهما ثمّ اجتاحت خانيونس الجنوبية فيما هجّرت من فيهما إلى أقصى الجنوب.

وها هم الفلسطينيون الذين تكدّسوا في رفح على أساس أنّها "منطقة آمنة" في الأشهر الأخيرة، ينزحون منها اليوم في عملية تهجير عكسية، هرباً من البارود والنار، كأنّهم في حلقة مفرغة والموت يلاحقهم. يُذكر أنّ الحصيلة الأخيرة لضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي أصدرتها وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة اليوم الأحد، وصلت إلى 35 ألفاً و34 شهيداً إلى جانب 78 ألفاً و755 جريحاً وأكثر من 10 آلاف مفقود، علماً أنّ ما بين 70 و75 في المائة من هؤلاء من الأطفال والنساء.

تجدر الإشارة إلى أنّ تحذيرات كثيرة أُطلقت قبل أشهر من عملية اجتياح رفح التي هدّدت بها إسرائيل. وفي التاسع من فبراير/ شباط الماضي على سبيل المثال، أفادت وكالة أونروا بأنّ "ثمّة شعوراً متزايداً بالقلق والذعر في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة". أضافت أنّ الفلسطينيين لا يدرون، على الإطلاق، إلى أين يذهبون بعد رفح. وفي هذا الإطار، شدّد المفوض العام لوكالة أونروا فيليب لازاريني على أنّ "أيّ عملية عسكرية واسعة النطاق بين سكان قطاع غزة لا يمكن أن تؤدّي إلا إلى تفاقم المأساة التي لا نهاية لها".

المساهمون