أصدرت وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قراراً داخلياً يفيد بأنها سوف توقف تسجيل اللاجئين الفلسطينيين الوافدين من سورية إلى لبنان، في إطار برنامج مساعداتها المالية الدورية، بدءاً من الأول من أغسطس/آب المقبل.
وأوضح القرار أن السبب يعود إلى نقص في التمويل لديها، وكذلك حتى تتمكّن من تقديم المساعدة المالية لفلسطينيي سورية الذين يعيشون حالياً في لبنان. لكنّ القرار بيّن أن كل خدمات وكالة أونروا الأخرى سوف تكون متاحة لهؤلاء، بما في ذلك التعليم والصحة والاستشفاء، وسوف يستفيدون من أي مساعدة نقدية تُقَدَّم للفلسطينيين في لبنان، إذا كانوا مُدرجين من ضمن الفئات المستهدفة بتلك المساعدة الخاصة.
أضاف القرار أن الأطفال حديثي الولادة لعائلات فلسطينيي سورية المسجّلين حالياً لدى وكالة أونروا في لبنان، سوف يستفيدون من المساعدات النقدية الدورية، كذلك سوف تُسجَّل الزيجات الجديدة لفلسطينيي سورية المسجّلين أصلاً لديها في لبنان، وسوف تتلقّى مساعدات نقدية منتظمة.
في هذا الإطار، يقول المسؤول الإعلامي في مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية، فايز أبو عيد، لـ"العربي الجديد"، إن "سوء الأحوال الاقتصادية يجبر العائلات الفلسطينية الموجودة في سورية على الهجرة، وهذه العائلات بمعظمها تتّجه نحو لبنان تاركة خلفها كل ممتلكاتها، وتحاول بدء حياة جديدة هناك. لكنّ هذا القرار جاء مفاجئاً وسوف تكون له آثار كارثية على الواصلين الجدد".
يضيف أبو عيد، أن "العائلات كانت تعتمد على المساعدات التي تقدّمها وكالة أونروا التي تصل إلى 100 دولار أميركي للعائلة الواحدة و25 دولاراً للفرد شهرياً، لكنها خفّضتها أخيراً لتصير 50 دولاراً للعائلة وتُعطى مرّة واحدة كل شهرَين". ويلفت إلى أن "هذا القرار سوف يؤدّي إلى كارثة"، خصوصاً أن "عملية الهجرة ما زالت مستمرة، وأن قرار وكالة أونروا ينصّ على إزالة قيد العائلة من المساعدة المالية بمجرد دخولها لبنان حتى وإن عادت إلى سورية، طالما أن قيدها صار مسجّلاً في داخل الأراضي اللبنانية".
وكان ناشطون فلسطينيون سوريون قد طالبوا أونروا أخيراً بالتحرّك العاجل للوقوف على حاجات العائلات وصرف المساعدات فوراً، وذلك نظراً إلى سوء الأوضاع المعيشية، نتيجة تأخّرها في صرف المساعدات الدورية للاجئين في داخل سورية. وتلخّصت المطالب في توزيع مساعدة مالية فورية كافية لسدّ ما يتسبّب فيه غلاء المعيشة، والإسراع في توزيع المساعدة الغذائية السابقة، بالإضافة إلى تخصيص مساعدة غذائية جديدة، وتوزيع حفاضات لكبار السنّ.
كذلك طالب الناشطون وكالة أونروا بالاطّلاع على وضع القطاع الصحي في كل المخيمات والتجمعات الفلسطينية، وإعادة توزيع الأدوية اللازمة وكل تحويلات المستشفيات، والتهيّؤ للعام الدراسي المقبل من أجل توزيع القرطاسية على كل التلاميذ من دون أي نقص أو استثناء.
ويُقدَّر عدد اللاجئين الفلسطينيين في سورية حالياً بنحو 438 ألف لاجئ، بحسب بيانات وكالة أونروا. ويعيش أكثر من 91 في المائة من هؤلاء تحت خط الفقر، في حين أن نسبة 40 في المائة منهم ما زالوا في حالة نزوح مطوّل نتيجة النزاعات القائمة والدمار الذي طاول مساكنهم.