كشفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم السبت، أنّ "الجيش الإسرائيلي يطلب من سكان غزة الانتقال إلى أماكن تشهد غارات جوية مستمرّة".
جاء ذلك في سلسلة تدوينات نشرها مدير شؤون وكالة أونروا في قطاع غزة توماس وايت على منصة "إكس".
سكان غزة "ليسوا قطعاً على رقعة شطرنج"
وشدّد وايت على أنّ "سكان غزة بشر، وليسوا قطعاً على رقعة شطرنج، وتمّ بالفعل تهجير كثيرين منهم مرّات عدّة".
وأكد المسؤول الأممي أنّ "لا مكان يقصده الناس، لا مكان آمناً".
وأوضح وايت أنّ "السلطات الإسرائيلية أصدرت مزيداً من أوامر الإخلاء إلى سكان غزة في المنطقة الوسطى للانتقال إلى مدينة دير البلح الواقعة وسط القطاع بهدف توسيع العملية العسكرية المستمرّة". أضاف أنّ "أكثر من 150 ألف شخص تأثّروا بهذا الأمر، وكانت المنطقة مكتظة بالفعل بالنازحين، بما في ذلك ملاجئ أونروا".
People in #Gaza are People. They are not pieces on a checkerboard - many have already been displaced several times. The Israeli Army just orders people to move into areas where there are ongoing airstrikes. No place is safe, nowhere to go. @UNRWA
— Thomas White (@TomWhiteGaza) December 23, 2023
وفي تدوينة منفصلة، أشارت وكالة أونروا إلى أنّ "السلطات الإسرائيلية، وبهدف توسيع العمليات العسكرية المستمرة، أصدرت مزيداً من الأوامر" التي أشار إليها وايت.
وأمس الجمعة، طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي من سكان مخيّم البريج ومناطق أخرى وسط قطاع غزة إخلاء منازلهم فوراً والتوجّه إلى مدينة دير البلح. وبذلك وجد آلاف الفلسطينيين أنفسهم مضطرين إلى النزوح مجدّداً، وسط الحرب المتواصلة، حاملين أمتعة بسيطة.
وتوجّه متحدّث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، عبر حسابه على منصة "إكس"، بطلبه هذا إلى سكان مخيم البريج وأحياء بدر والساحل الشمالي والنزهة والزهراء والبراق والروضة والصفاء في المناطق الواقعة جنوب وادي غزة، من أجل الانتقال بشكل فوري إلى دير البلح.
يُذكر أنّ لا ملاجئ متوفّرة في مدينة دير البلح التي تتعرّض يومياً لقصف عنيف من المدفعية والطائرات الحربية الإسرائيلية.
كذلك تعاني دير البلح من اكتظاظ سكاني شديد بفعل نزوح مئات الآلاف إليها من مناطقها الشرقية القريبة من الحدود، بالإضافة إلى سكان مدينة غزة ومحافظة الشمال الذين نزحوا إليها منذ بداية الأسبوع الثاني للحرب الإسرائيلية على القطاع.
سكان غزة في حاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار
من جهة أخرى، شدّدت وكالة أونروا، اليوم السبت، على أنّ "ثمّة حاجة إلى وقف فوري وإنساني لإطلاق النار في قطاع غزة وتدفّق المساعدات، من دون وضع شروط للمفاوضات السياسية".
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقدته المتحدثة باسم وكالة أونروا تمارا الرفاعي، ونشرت فحواه الوكالة الأممية على حسابها على منصّة "إكس". أضافت المسؤولة الأممية أنّ "من المفجع جداً أن تقف السياسة في طريق بقاء 2.2 مليون شخص على قيد الحياة في غزة".
وكان مجلس الأمن الدولي قد اعتمد، أمس الجمعة، قراراً يدعو إلى اتّخاذ خطوات عاجلة للسماح فوراً بإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتهيئة الظروف لوقف إطلاق النار.
"Extremely heartbreaking that politics are standing in the way of the survival of 2.2 million people in📍#Gaza"@TamaraAlrifai @Channel4News: We need an immediate humanitarian ceasefire & flow of humanitarian aid & commercial goods- not made conditions to political negotiations. pic.twitter.com/5Bmmk2KNNR
— UNRWA (@UNRWA) December 23, 2023
وضع سكان غزة "تقشعرّ له الأبدان"
وكانت مديرة الإعلام والتواصل لدى وكالة أونروا جولييت توما قد صرّحت في حديث إعلامي، أمس الجمعة، بأنّه "لإعطاء فكرة عمّا يحدث في غزة الآن، فإنّ الوضع يقشعر له الأبدان".
وشدّدت توما: "لقد وصلنا إلى النقطة التي يقال إنّ ربع السكان فيها يتضوّرون جوعاً". وبيّنت أنّ هذا الوضع هو "نتيجة مباشرة للحصار وعدم توفّر الإمدادات الأساسية بما في ذلك الغذاء".
ولفتت توما إلى أنّه "عندما كنت هناك أخيراً، رأيت سكان غزة مرعوبين ومرهقين ويعيشون في خوف، فيما القصف مستمرّ من دون توقف". وشدّدت على أنّ "ما نحتاج إليه الآن هو وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وزيادة المساعدات إلى القطاع".
"People are terrified, fatigued, exhausted. They live in fear & the bombardment continues nonstop"@JulietteTouma describes situation in📍#Gaza to @BBCNews as "bone chilling" - 1/4 of the population are reportedly starving as direct result of the siege ⬇️https://t.co/1ZCpCaDH9J pic.twitter.com/eBfi3VarW8
— UNRWA (@UNRWA) December 22, 2023
(الأناضول، العربي الجديد)