عاد المصلون مجدداً لأداء صلاة التراويح في المسجد الحرام في مكة المكرمة، خلال شهر رمضان من هذا العام، وسط أجواء روحانية لا تخلو من الالتزام بالإجراءات الاحترازية المفروضة من قبل السلطات الصحية.
وأظهرت صور نشرتها وكالة الأنباء السعودية صفوفاً متراصة من المصلين حول الكعبة، مع التزام الجميع بالتباعد الجسدي، بحسب تدابير محددة سلفاً، لتفادي حدوث التزاحم المعتاد. وقررت السلطات السعودية، في وقت سابق، إقامة صلاة التراويح في الحرمين الشريفين، مع تخفيفها إلى 5 تسليمات (10 ركعات) بدلاً من 10 تسليمات، كما كانت تؤدى في السنوات الماضية.
وطاف معتمرون محصنون ضد فيروس كورونا حول الكعبة، الثلاثاء، خلال أدائهم مناسك العمرة في أول يوم من أيام شهر رمضان، وهم يضعون الكمامات، ويتبعون مسارات محددة تراعي التباعد الاجتماعي.
وتجذب العمرة التي يمكن أداؤها في أي وقت طوال العام ملايين المسلمين من جميع أنحاء العالم كل عام ولكن تم تعليقها في آذار/مارس 2020 في إطار إجراءات احترازية غير مسبوقة اتُخذت للحد من تفشي الجائحة.
ولا يسمح بالوصول إلى المسجد الحرام إلا بتصريح خاص، وهناك طرق خاصة ومسارات للمعتمرين والمصلين، ولا يمكن أداء الصلوات في الحرم المكي إلا للأشخاص الذين تلقّوا جرعتين من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، أو بعد 14 يوماً بعد تلقي الجرعة الأولى، أو المتعافين من الإصابة، وفق تطبيق الهواتف المحمولة "توكلنا"، وهو أحد شروط الدخول.
#فيديو_واس | في أجواء إيمانية واحترازية.. أداء صلاة التراويح في #المسجد_الحرام في أولى ليالي الشهر الكريم.#رمضاننا_مع_واس #واس_عام pic.twitter.com/AFeqUx08Bt
— واس العام (@SPAregions) April 12, 2021
وكثفت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام عمليات التطهير والتعقيم، إضافة إلى توزيع عبوات من ماء زمزم على مناطق المصليات والمطاف والساحات، وعلى الزوار. كذلك وضعت قواعد صارمة لتنظيم الدخول والخروج من المسجد، وتحديد مسارات الأشخاص ذوي الإعاقة، وغيرها، ويتم ذلك عبر مراقبين موزعين على الممرات الرئيسة والفرعية، لضمان نجاح عمليات التفويج، وتنفيذ التدابير الوقائية داخل المسجد.
وأدت هذه الإجراءات إلى رفع الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام خلال رمضان إلى 50 ألف معتمر، و100 ألف مصلٍّ في اليوم، وفق وسائل إعلام رسمية.
ولم يكن واضحاً إن كانت هذه الإجراءات التي تأتي وسط ارتفاع أعداد الإصابات بالفيروس في المملكة يمكن أن تمتد إلى موسم الحج السنوي في وقت لاحق من هذا العام.
وفي أواخر يوليو/ تموز 2020، سُمح لعشرة آلاف شخص من داخل المملكة بأداء شعائر الحج الذي يعد من أركان الإسلام الخمسة، في حين شهد عام 2019 أداء نحو 2.5 مليون حاج الفريضة.
وسجلت السعودية بالإجمال أكثر من 400 ألف إصابة و6,700 وفاة بفيروس كورونا. وقدمت المملكة التي يبلغ عدد سكانها نحو 34 مليوناً أكثر من خمسة ملايين لقاح حتى الآن.
(العربي الجديد، فرانس برس)