انخفضت معدلات إزالة الغابات في منطقة غابات الأمازون المطيرة بالبرازيل 10 بالمائة تقريبا في مايو/ أيار الماضي، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وذلك في أول تباطؤ ملحوظ منذ تولي الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا منصبه في يناير/كانون الثاني الماضي.
وأصر لولا على وعده بالقضاء على إزالة الغابات في الأمازون بحلول عام 2030، وقال في تصريحات سابقة إن "رعاية غابات الأمازون المطيرة تعني العناية بالكوكب وبقاءنا على قيد الحياة".
وبحسب البيانات الرسمية من المعهد الوطني لأبحاث الفضاء، أزيلت الغابات في مساحة بلغت 812 كيلومترا مربعا في منطقة الأمازون البرازيلية الشهر الماضي، أي أقل من 900 كيلومتر مربع سُجلت في العام الماضي.
سنوات من التجريف
وتولى لولا منصبه في الأول من يناير/ كانون الثاني، وتعهد بتكثيف الجهود لإنهاء إزالة الغابات في الأمازون بعد سنوات شهدت فيها تجريفا متزايدا في عهد سلفه جايير بولسونارو.
وكان الرئيس السابق المنتمي لليمين المتطرف قد قلّص جهود حماية البيئة وخفض التمويل وعدد الموظفين في الوكالات الرئيسية، إذ دعا إلى مزيد من الزراعة والتعدين في الأراضي المحمية.
زادت إزالة الغابات في منطقة الأمازون بنسبة 60% خلال كل سنة من سنوات حكم بولسونارو (2019-2022). وقد استمرت لكنها تباطأت بشكل ملحوظ منذ الشهر الأول للولا في المنصب. في يناير/كانون الثاني أزيل 167 كيلومترا مربعا من أكبر غابة استوائية على كوكب الأرض، أي ما يعادل مساحة أكثر من 22 ألف ملعب كرة قدم.
لكن هذا أقل بكثير من 430 كيلومترا مربعا أزيلت من الغابات في يناير/كانون الثاني 2022 عندما كان بولسونارو لا يزال في السلطة.
وفي هذا العام وحتى نهاية شهر مايو/ أيار، انخفضت إزالة الغابات في منطقة الأمازون 31 بالمائة مقارنة بالأشهر الخمسة نفسها من عام 2022، وفقا لبيانات المعهد الوطني.
وعلى الرغم من تراجع إزالة الغابات في منطقة الأمازون، ارتفعت هذه العمليات في سيرادو البرازيلية، منطقة السافانا المتاخمة للغابات المطيرة، بنسبة 83 بالمائة في مايو/ أيار مقارنة بالعام الماضي.
قانون ضد الجرائم البيئية
وتعهدت الحكومة البرازيلية، في 5 يونيو/حزيران، بوقف إزالة الغابات في منطقة الأمازون بحلول عام 2030، عبر تعزيز إنفاذ القانون ضد الجرائم البيئية وإجراءات أخرى في أكبر غابة استوائية مطيرة في العالم.
وفي عهد الرئيس اليميني السابق جايير بولسونارو، انضمت البرازيل إلى اتفاق مشترك مع أكثر من 140 دولة عام 2021 لوقف إزالة الغابات على مستوى العالم بحلول عام 2030. وقد جعلها الرئيس اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي تولى منصبه في أول يناير/ كانون الثاني، من أهم أولويات سياسته البيئية.
تحدد خطة العمل لمكافحة إزالة الغابات في منطقة الأمازون سياسة منسقة عبر أكثر من اثنتي عشرة وزارة حتى نهاية ولاية لولا في عام 2027.
وتدعو الخطة إلى تعزيز استخدام معلومات المخابرات وصور الأقمار الصناعية لتتبع النشاط الإجرامي، وتنظيم سندات ملكية الأراضي، واستخدام سجل ريفي لمراقبة الإدارة الصحيحة للغابات التي تلعب دورا شديد الأهمية في إبطاء تغير المناخ العالمي.
من بين الإجراءات التي ستُتخذ، ستقوم السلطات بمطابقة وفحص المعلومات الواردة من النظام المالي مع السجل الريفي وقواعد البيانات الأخرى وصور الأقمار الصناعية، لمنع قطع الأشجار وتربية الماشية بشكل غير قانوني.
(رويترز، فرانس برس)