أوكرانيون يفرّون من الحرب عبر الحدود وسط برد قارس

09 مارس 2022
عبور الحدود الأوكرانية البولندية وسط الصقيع (لويزا غولياماكي/ فرانس برس)
+ الخط -

اجتاز الآلاف من الفارين من أوكرانيا الحدود في اتّجاه وسط أوروبا وشرقها، اليوم الأربعاء، هرباً من الحرب الدائرة في بلادهم، في حين تجاهد الدول المضيفة لاستيعاب التدفّقات المتواصلة.

وأفاد المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي بأنّ عدد اللاجئين الهاربين من أوكرانيا بلغ حتى الآن على الأرجح ما بين 2.1 و2.2 مليون لاجئ، مذ بدأت روسيا غزوها أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي. وهؤلاء اللاجئون بمعظمهم من النساء والأطفال، إذ بقي الرجال في بلادهم للقتال.

وأضاف أنّ اللاجئين بمعظمهم حتى الآن يقصدون أقارب أو أصدقاء أو معارف في الشتات فلا يتوجّهون بالتالي إلى مراكز استقبال اللاجئين التي أقامتها السلطات المعنية. لكنّه لفت إلى أنّه من المرجّح أن يتغيّر هذا الوضع، مع تزايد أعداد اللاجئين، وسوف يحتاج مزيد منهم إلى إقامة في مراكز الاستقبال. وشدّد غراندي على أنّه "يتعيّن علينا أن نكون واقعيين وأن نستعدّ لذلك".

الصورة
لاجئون إلى بولندا من أوكرانيا وسط البرد (لويزا غولياماكي/ فرانس برس)
(لويزا غولياماكي/ فرانس برس)

وبحسب ما تشير البيانات المنشورة على موقع المفوضية السامية للأمم المتحدة، لليوم الأربعاء التاسع من مارس/ آذار 2022، فإنّ عدد الهاربين من أوكرانيا ارتفع بأكثر من 140 ألف لاجئ في خلال 24 ساعة. بالتالي يكون الفارق ما بين أمس الثلاثاء واليوم 143 ألفاً و959 لاجئاً، فيصير مجموع الهاربين من الحرب على أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي قبل 13 يوماً مليونَين و155 ألفاً و271 لاجئاً.

الصورة
لاجئون من أوكرانيا اجتازوا الحدود إلى بولندا وسط البرد (لويزا غولياماكي/ فرانس برس)
(لويزا غولياماكي/ فرانس برس)

وتتواصل جهود مساعدة الأوكرانيين في وسط أوروبا وشرقها. وقد بدأت مؤشّرات تدلّ على ذلك بالظهور في بلدة شيميشل القريبة من أكثر المعابر الأوكرانية البولندية ازدحاماً، والتي تحوّلت إلى نقطة عبور وانتقال للاجئين. وقد صرّح رئيس بلديتها فويتشيخ بوكون للصحافيين أمام محطة القطارات التي يصل إليها اللاجئون من أوكرانيا: "في البداية، كان الوافدون بنسبة تتراوح ما بين 90 و95 في المائة يملكون مكاناً يقصدونه. أمّا الآن، فكثيرون يبحثون عن أمكنة"، إذ "ليس لديهم هنا أصدقاء أو أقارب".

الصورة
لاجئون عند الحدود بين أوكرانيا وبولندا وسط البرد (الأناضول)
(الأناضول)

في محطة القطارات ذاتها، حيث تبلغ درجة الحرارة واحداً دون الصفر وسط تساقط الثلوج، قالت ألينا كوندراشوفا، طبيبة أوكرانية تبلغ من العمر 33 عاماً وصلت إلى شيميشل اليوم الأربعاء، إنّها تأمل في السفر إلى إستونيا بالحافلة مع طفلها البالغ من العمر ثلاثة أعوام وكذلك أمّها وأختها. أضافت كوندراشوفا لوكالة "رويترز": "لا عائلة لدينا في إستونيا، لكنّ أمّي وُلدت هناك في خلال الحقبة السوفييتية وثمّة مكان نقيم فيه".

وفي رومانيا، أنشأت السلطات في العاصمة بوخارست مركزَين لاستقبال الأطفال الأوكرانيين، حيث يمكنهم اللعب وممارسة الأنشطة المختلفة. والمركزان خُصّصا للأسر الموجودة هناك لبضعة أيام فقط قبل الانتقال إلى وجهات أخرى. وعند معبر سيريت على الحدود الأوكرانية الرومانية يواصل الأوكرانيون العبور سيراً على الأقدام أو في سيارات، فيما يستقبلهم متطوّعون ويقدّمون لهم مشروبات ساخنة وطعاماً. يُذكر أنّ السفر بالقطارات ما زال مجانياً للأوكرانيين.

(رويترز، فرانس برس)

المساهمون