أوروبا تعود إلى الإغلاق مجدداً لمواجهة موجة ثانية من كورونا

24 أكتوبر 2020
سجلت إيطاليا 20 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا (مورو اوجيتو/ Getty)
+ الخط -

بات أكثر من ثلثي الفرنسيين ملزمين بالبقاء في منازلهم في المساء، وقربت بروكسل ساعة بدء حظر التجول الليلي، فيما تجاوز عدد الوفيات في ألمانيا عشرة آلاف، وسجلت إيطاليا نحو 20 ألف إصابة جديدة على وقع موجة ثانية من وباء "كوفيد-19" تضرب أوروبا، وتدفع بلدانها إلى مضاعفة التدابير والقيود لمكافحتها.
وفي فرنسا، تم توسيع حظر التجول المفروض من الساعة التاسعة مساء إلى الساعة السادسة، والذي كان يعني بالأساس 20 مليون نسمة، ليشمل اعتباراً من السبت 46 مليون شخص لمدة ستة أسابيع، فيما تجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا المليون إصابة، وسط تحذير السلطات من موجة ثانية "أسوأ من الأولى". ودافع وزير الصحة، أوليفييه فيران، أمام الجمعية الوطنية، عن قرار تمديد حال الطوارئ الصحية حتى 16 فبراير/ شباط، من أجل مواجهة "مرحلة ستكون طويلة وصعبة".
ويقارب عدد الإصابات بفيروس كورونا في مجمل القارة الأوروبية 8.5 ملايين إصابة، فيما توفي أكثر من 260 ألف شخص من جراء الوباء، بينهم نحو 10003 في ألمانيا التي تطاولها الموجة الثانية من الوباء بشكل مباشر بعدما بقيت بمنأى نسبياً عن الفيروس.
وقالت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، السبت، عبر مدونتها الصوتية الأسبوعية: "الجدول هو التالي: الحد من التواصل والتقاء أقل عدد ممكن من الأشخاص"، مشددة على أن "سلوكنا يؤثر إلى حد بعيد على سرعة انتشار الفيروس".
وسجلت إيطاليا زيادة قياسية جديدة في عدد الإصابات اليومية، السبت، بلغت 19644 إصابة، فيما تبحث الحكومة فرض المزيد من القيود مثل إغلاق الحانات والمطاعم مبكرا لاحتواء موجة ثانية من الجائحة. وقال رئيس الوزراء، جوزيبي كونتي، إنه يريد تجنب فرض العزل العام الذي طبقته البلاد في وقت سابق من هذا العام. لكن بعض المناطق في إيطاليا فرضت حظر تجول أثناء الليل، ومن المتوقع أن تعلن الحكومة المركزية عن المزيد من الإجراءات قريباً.
وقال كونتي إن الأسابيع المقبلة ستكون معقدة للغاية، و"لا يمكننا أن نتهاون"، وأشارت مسودة مرسوم إلى أن صالات الألعاب الرياضية وحمامات السباحة قد تُغلق أبوابها، وستصدر تعليمات للحانات والمطاعم بالإغلاق في الساعة السادسة مساء، كما ستوجه نصائح للناس بتجنب السفر خارج المناطق التي يعيشون فيها.

فرض الحكام المحليون حظر التجول الليلي في كامبانيا ولاتسيو حيث تقع العاصمة روما، وفي منطقة لومباردي وهي بؤرة الموجة الأولى للمرض، وتقع فيها مدينة ميلانو

 

واشتبكت حشود في مدينة نابولي الجنوبية مع الشرطة في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة، احتجاجاً على حظر تجول ليلي في منطقة كامبانيا. وفي الأسبوع الماضي فرض الحكام المحليون حظر التجول الليلي في كامبانيا ولاتسيو حيث تقع العاصمة روما، وفي منطقة لومباردي وهي بؤرة الموجة الأولى للمرض، وتقع فيها مدينة ميلانو التي سجلت ما يربو على ألف إصابة جديدة بكورونا اليوم السبت. وستحذو منطقة بييمونتي الشمالية وصقلية في الجنوب حذو هذه المناطق الأسبوع الحالي، ومن المتوقع أن تتخذ مناطق أخرى نفس الخطوة.
وفي ظل الضغوط على خدمات الصحة العامة، أعادت السلطات فتح منشآت مؤقتة للعناية المركزة كانت قد شيدتها خلال الموجة الأولى لتفشي الفيروس. وعلى الرغم من ذلك، حذرت أكبر هيئة للصحة العامة في إيطاليا من أن خدمات الصحة توشك على مواجهة أزمة.

 

وفي بلجيكا، قررت سلطات بروكسل تقديم ساعة بدء حظر التجول المفروض في البلد إلى الساعة العاشرة مساء، وأمرت بإغلاق المتاجر في الساعة الثامنة، وحظرت الأنشطة الثقافية والرياضية اعتبارا من الإثنين. وتتخطى هذه التدابير المشددة القرارات التي اتخذتها الحكومة الجمعة، لكامل البلاد، وتتبع الإجراءات التي أعلنتها سلطات والونيا، المنطقة الفرنكوفونية من البلاد، والتي يتفشى فيها الوباء بنسبة عالية، وحذر الوزير المسؤول عن المنطقة رودي فيرفورت، خلال مؤتمر صحافي بأن "الوضع خطير جداً".
وفي مواجهة تدهور الوضع الصحي، تم إقرار تدابير جديدة السبت، في دول أوروبا الشرقية، على غرار بولندا التي باتت بكاملها مصنفة "منطقة حمراء"، بعدما كان هذا التصنيف يقتصر حتى الآن على المدن الكبرى ومحيطها، وقضت التدابير بإغلاق جزئي للمطاعم والمدارس الابتدائية ومتابعة طلاب الثانويات والجامعات دروسهم عن بعد، كما حظرت الأعراس، وتم تقليص عدد الأشخاص الذين يسمح بحضورهم معا في المتاجر ووسائل النقل العام والكنائس.
وأعلن وزير الدولة للرئاسة البولندية، بواجي سبيخالسكي، السبت، أن الرئيس أندريه دودا خضع لفحص أظهر إصابته بـ"كوفيد-19"، لكنه أكد أنه "بخير" ولا يعاني من أعراض، ويواصل العمل عن بعد.
وفي سلوفاكيا المجاورة، يدخل حظر تجول ليلي حيز التنفيذ السبت، ويستمر حتى الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني، فيما فرضت الجمهورية التشيكية التي تسجّل أعلى أعداد من الوفيات والإصابات في أوروبا حجرا منزليا جزئيا يستمر حتى الثالث من يناير/ كانون الثاني.

الرئيس البولندي أندريه دودا خضع لفحص أظهر إصابته بـ"كوفيد-19"، لكنه بخير ولا يعاني من أعراض، ويواصل العمل عن بعد


ويفرض حجر منزلي جزئي اعتبارا من السبت، في سلوفينيا، حيث ثبتت إصابة وزير الخارجية أنزه لوغار بالفيروس، ما حتم على وزراء خارجية دول البلطيق الثلاث، السبت، لزوم الحجر المنزلي بعدما التقى نظراءه من لاتفيا وليتوانيا وإستونيا.
كذلك تفرض اليونان حظر تجول ليلا اعتبارا من السبت، في أثينا وتيسالونيكي، أكبر مدينتين في البلاد، وسيصبح وضع الكمامات إلزاميا في المساحات الداخلية والخارجية على السواء.
وفي إسبانيا التي تخطت رسميا عتبة مليون إصابة، تدخل قيود جديدة حيز التنفيذ السبت، في مدريد، فيما تنظر الحكومة في إعلان حال الطوارئ على المستوى الوطني للسماح بفرض تدابير حظر تجول محلية. في حين أعلنت الدنمارك تشديد القيود على التجمعات وتمديد وجوب وضع الكمامات اعتبارا من الإثنين.

(فرانس برس، رويترز)

دلالات
المساهمون