تحاول ولايات فلوريدا ونورث كارولاينا وساوث كارولاينا، اليوم السبت، التعافي من الدمار الناتج عن الإعصار إيان، إحدى أقوى العواصف التي ضربت البر الرئيسي للولايات المتحدة، إذ تسبب في خسائر بعشرات المليارات من الدولارات ومقتل عدد غير معروف من الأشخاص.
وضعفت قوة الإعصار إيان، لكن لا يزال من المتوقع أن يشكل خطورة على أجزاء من نورث كارولاينا وساوث كارولاينا وفيرجينيا ووست فيرجينيا حتى صباح اليوم السبت، وفقاً للمركز الوطني للأعاصير.
وبحث منقذون عن ناجين بين حطام منازل في فلوريدا غمرتها المياه الناجمة من الإعصار إيان، بينما انتظرت السلطات في كارولينا الجنوبية ضوء النهار لتقييم أضرار الضربة الثانية للعاصفة.
أصاب الإعصار القوي ملايين الأشخاص بالرعب معظم أيام الأسبوع، حيث ضرب غرب كوبا قبل أن يجتاح فلوريدا من المياه الدافئة لخليج المكسيك إلى المحيط الأطلسي، وحشد ما يكفي من القوة لضربة نهائية في كارولينا الجنوبية.
منذ ذلك الحين، انخفضت شدة الإعصار وتحول إلى إعصار ما بعد المداري لا يزال خطيرا لدى عبوره ليلا ولاية كارولينا الشمالية باتجاه فيرجينيا، ما أدى إلى سقوط أمطار غزيرة على ولايات وسط المحيط الأطلسي.
تم تأكيد وفاة ما لا يقل عن 30 شخصا، من بينهم 27 شخصا في فلوريدا، معظمهم غرقوا، والضحايا الآخرون من الآثار المأساوية للعاصفة، وحسب ما قالت السلطات، توفي زوجان عجوزان بعد أن توقفت آلات الأكسجين الخاصة بهما عندما انقطعت الكهرباء.
في غضون ذلك، خاض سكان مذهولون في المياه التي وصلت إلى مستوى الركبة، أمس الجمعة، لينقذوا ما استطاعوا من ممتلكاتهم من منازلهم التي غمرتها المياه، وحملوها على عوامات وقوارب.
لدى تجولها في شقتها المدمرة في فورت مايرز حيث كانت الأوحال في مطبخها تلتصق بصندلها الأرجواني، قالت ستيفي سكودري: "أريد أن أجلس في الزاوية وأبكي. أنا لا أعرف ماذا أفعل".
في كارولينا الجنوبية، وصل مركز الإعصار إيان إلى الشاطئ بالقرب من جورج تاون، وهي منطقة صغيرة على طول خليج وينياه على بعد حوالي 95 كيلومترا شمال مدينة تشارلستون التاريخية.
جرفت العاصفة أجزاء من أربعة جسور على طول الساحل، بما في ذلك اثنان متصلان ببلدة ميرتل بيتش السياحية الشهيرة.
كانت رياح العاصفة أضعف بكثير، أمس الجمعة، مما كانت عليه خلال وصول الإعصار إيان إلى ساحل خليج فلوريدا في وقت سابق من الأسبوع.
تقوم السلطات ومتطوعون هناك بتقييم الأضرار، بينما يحاول السكان المصابون بالصدمة إدراك ما عاشوه للتو.
يقول أنتوني ريفيرا (25 عاما) إنه اضطر إلى التسلق عبر نافذة شقته في الطابق الأول أثناء العاصفة لنقل جدته وصديقته إلى الطابق الثاني. وبينما كانوا يسارعون للهروب من ارتفاع منسوب المياه، جرفت العاصفة قاربا بجوار شقته.
أضاف: "هذا هو الشيء الأكثر رعبا في العالم لأنني لا أستطيع إيقاف أي قارب. فأنا لست سوبرمان".
كوبا تطلب من أميركا المساعدة بعد قطع الإعصار إيان الكهرباء
ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، الجمعة، أن حكومة كوبا قدمت طلبا نادرا للحصول على مساعدة طارئة من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بعد أن تسبب الإعصار إيان في انقطاع الكهرباء عن الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة.
واجتاح الإعصار إيان كوبا، يوم الثلاثاء، وسوّى منازل بالأرض ودمر حقولا زراعية.
ونظم كوبيون احتجاجات ضد الحكومة بسبب انقطاع الكهرباء، ما زاد مخاوف استمرار نقص الغذاء والوقود والأدوية.
وقالت وول ستريت جورنال إن واشنطن تقدر أن السلطات الكوبية ستعطي أولوية للمستشفيات ومرافق ضخ المياه والصرف الصحي والبنية التحتية الحيوية الأخرى إذا ما قررت إدارة بايدن تقديم المساعدة.
ولم ترد وزارة الخارجية ولا سفارة كوبا في واشنطن على طلب للتعليق على التقرير.
ووعد بايدن بإعادة التواصل مع كوبا بعد سنوات من التوتر بين هافانا وواشنطن. ولكن حملة القمع التي شنتها كوبا عقب احتجاجات واسعة النطاق في الجزيرة في يوليو/ تموز الماضي، أدت بدلا من ذلك إلى فرض عقوبات على المسؤولين الكوبيين.
وأنحت الحكومة الكوبية باللوم في الاحتجاجات على تدخل الولايات المتحدة.
(أسوشييتد برس، رويترز)