أمنيات 2022: العراقيون يتمنون "كل نعم الأمان"

01 يناير 2022
الأمان أمنية العراقيين الأولى في 2022 (مرتضى سوداني/ الأناضول)
+ الخط -

ليست الأمنية الرئيسة التي يأمل العراقيون بتحقيقها في عام 2022 الجديد غير متوقعة أو مفاجئة، وتتمثل في توفر الأمان عبر إنهاء كل مظاهر السلاح المنتشر في المدن. أما الأمنيات الخاصة فيمكن وصفها رغم اختلافها بأنها "متواضعة"، لأنها مبنية على تداعيات عدم الاستقرار الأمني ومعايشة ظروف الحروب وانعكاساتها على الواقع الاقتصادي وباقي نواحي الحياة؛ من الحصول على عمل، وإكمال الدراسة، وامتلاك بيت، والزواج. وتبقى أمنيات الشباب الذين يحلمون بمستقبل "وردي" في مخيلات تتمنى السفر وجني ثروة، وكذلك الأمنيات "الإنسانية" للنازحين الذين يريدون العودة إلى مناطقهم وحل كل مشاكلهم، وتلك المتعلقة بالقضاء على فيروس كورونا ومتحوّراته في العالم.
اشترى عراقيون كُثر زينة الميلاد وهدايا لعائلاتهم بمناسبة رأس السنة الميلادية، تنفيذاً لما اعتادوا على فعله، لكن معظمهم يعتقدون بأن أوقات السعادة التي يعيشونها في هذه المناسبة روتينية لمحاولة تغيير أجواء عائلاتهم وإسعادها. هذا ما يؤكده الموظف الحكومي فاضل الخضر (52 عاماً) بالقول لـ"العربي الجديد": "أقترب من التقاعد من العمل الحكومي الذي أمارسه منذ 26 عاماً من دون أن أملك مسكناً حتى اليوم. لذا أتمنى الحصول على منزل يوفر أماناً أكبر لعائلتي، كما أرغب في أن أرى الأمان يعم بلدنا، وهو حلم يتجدد سنوياً منذ 20 عاماً، لكنني لا أرى النور في نهاية النفق لتحقيق هذه الأمنيات".

قضايا وناس
التحديثات الحية

وفيما يرى عراقيون كُثر أن الأمان "نعمة مفقودة"، تقول إنعام حاتم (39 عاماً) التي تدير محلاً لبيع الألبسة النسائية لـ"العربي الجديد": "انتشار الأمان في ربوع وطننا هو كل النعم التي لن تجعلنا نقلق على أسرنا ومصير أولادنا وبناتنا مثل حالنا اليوم، فأنا أخشى أن ينجرف ولدي المراهق في طريق الإدمان على المخدرات او الإجرام، استناداً إلى ما أراه على أرض الواقع، وكذلك من احتمال تعرض ابنتي لتحرش أو خطف ومخاطر أخرى. وأنا أؤمن رغم الصعوبات أن أمنيتي ستتحقق، لأن الشعب كله يريد أن يتغير حال البلد. وربما نشهد ثورة شعبية كبيرة".
من جهته، يعتبر المدرّس صلاح الدهلكي (46 عاماً)، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن مظاهر المليشيات المسلحة في الشوارع وسلطة العشائر التي تتغلب أحياناً على القانون، تدل على الانفلات الأمني الكبير، في وقت يشكل الأمن أساس وجود بلد مستقل تتوفر فيه فرص العمل والتعلم والتطور في كل القطاعات. وشخصياً أعيش في شكل جيد، لكنني أتمنى شفاء شقيقتي التي تعاني من مرض عضال".

هدايا متواضعة لأطفال في الناصرية (أسعد نيازي/ فرانس برس)
هدايا متواضعة لأطفال في الناصرية (أسعد نيازي/ فرانس برس)

وتتحدث هدى علي (24 عاماً) التي تحمل شهادة جامعية في الأدب الإنكليزي لـ"العربي الجديد" عن حلمها على غرار طلاب كُثر بأن تتوفر لها فرصة إكمال دراستها العليا في جامعة عالمية مرموقة، وتقول: "لا يسمح الوضع المادي المتواضع لعائلتي بأن أدرس على نفقتي الخاصة تمهيداً للحصول على دكتوراه، في حين لا تظهر مؤشرات لإمكان نيلي منحة، لكنني لا أتوقف عن التفاؤل، وخاطبت جامعات عدة في بريطانيا، وأنا واثقة من امتلاكي كل مؤهلات الحصول على منحة، إذ أملك بحوثاً في الأدب الإنكليزي، وأراسل مواقع إخبارية بريطانية وأميركية وكندية، وأتواصل مع كتاب أميركيين وبريطانيين. وآمل بأن يكون 2022 عام تحقيقي أحلامي".
أما الشاب جواد كاظم (27 عاماً) الملقب بـ"جودي" الذي يعمل بائع خضار في سوق شعبي ببغداد، فيريد أن يعثر على عروس. ويقول لـ"العربي الجديد": "عرضت الزواج على عشرات، لكنهن رفضن جميعهن. وكل ما أريده هو الزواج من فتاة جميلة".

قضايا وناس
التحديثات الحية

يضيف: "أعرض منذ 6 سنوات الزواج على فتيات أو أطلبهن من أمهاتهن أو آبائهن حين يأتين للشراء مني. يقول لي أصدقائي إن البنات يرفضنني لأنني لست وسيماً ولا أملك تحصيلاً علمياً، لكني أعتقد بأن عام 2022 سيشهد زواجي، بمبادرة من مختار الحي الذي أسكن فيه، بعدما وعدني بأنه سيحاول تزويجي قريباً".
وفي ظل إجماع العراقيين على ضرورة إزالة المخيمات البشعة للنازحين التي تفتقر إلى أبسط الخدمات، تتمنى المعلمة المتقاعدة لمياء العبيدي (72 عاماً) في حديثها لـ"العربي الجديد" بأن "يشهد العام الجديد نهاية وجود هذه المخيمات، وعودة جميع النازحين إلى مناطقهم، وحل كل مشاكلهم تمهيداً لاندماجهم مجدداً في المجتمع".
أما حفيد لمياء العبيدي عمر أحمد (14 عاماً)، وهو طالب في المرحلة الثانوية، فيتمنى في حديثه لـ"العربي الجديد" أن يشهد العام الجديد نهاية فيروس كورونا ومتحوّراته، "فالفيروس أعاق دراستي، وجعل والدي يخسر عمله، وهدد العالم كله. أعتقد بأن الخلاص من هذا الفيروس سيعيد الحياة والعمل إلى ملايين في العالم، لذا أتمنى أن يحصل ذلك رغم أنه أمر صعب خلال العام الجديد بعدما ارتفعت الإصابات في العالم".

المساهمون