أمل بالسيطرة على السرطان من خلال البيئة

12 نوفمبر 2022
تساقط شعرها خلال العلاج الكيميائي (إيمانويل دوناند/ فرانس برس)
+ الخط -

ليس وقع مرض السرطان على مسامع الناس سهلاً. تعكس هذه الكلمة جبروتاً بسبب ما يمكن لهذا المرض فعله في جسم الإنسان. وبالتالي، فإنها تثير مشاعر الخوف وعدم اليقين والخسارة والظلم والموت وغيرها. وتشير بعض الدراسات إلى أن السرطان هو أكثر الأمراض ترويعاً في الولايات المتحدة، وربما من بين أكثر الكلمات المخيفة في اللغة الإنكليزية، بحسب موقع "سايكولوجي توداي".
وسبب هذا الخوف بديهي، إذ يمكن أن تصيب أمراض السرطان أي شخص وفي أي عمر. وعلى الرغم من التقدم الملحوظ في العلاجات، إلا أن تشخيص السرطان ما زال في كثير من الأحيان وكأنه حكم بالإعدام.
حتى أن علاجات السرطان تثير الخوف بسبب آثارها الجانبية كتساقط الشعر والهزال الجسدي وغير ذلك. ولعل السمة الأكثر إثارة للقلق على الإطلاق هي التصور بأن السرطان خارج عن سيطرتنا، وهو بعبع بيولوجي يتربص داخل خلايانا وأعضائنا في انتظار الضربة القاضية.
إلا أن الأبحاث الصادرة خلال العقد الأخير تشير إلى أن الإصابة بالسرطان تحت سيطرتنا أكثر بكثير مما يُعتقد بشكل عام. في ما يلي ثلاث فرضيات تتعلق بمرض السرطان: 
1 - خطر الإصابة بالسرطان هو حوالي 90 في المائة وراثي و 10 في المائة بيئي.
2 - خطر الإصابة بالسرطان هو حوالي 50 في المائة وراثي و50 في المائة بيئي.
3 - خطر الإصابة بالسرطان هو حوالي 10 في المائة وراثي و90 في المائة بيئي. 

ومن المثير للدهشة بالنسبة للعديد من العلماء وغير العلماء على حد سواء، هو أن الفرضية الأخيرة هي الأدق. وتفسر الجينات والطفرات الجينية وحدها ما لا يقل عن 5 إلى 10 في المائة من الإصابة بالسرطان بالنسبة لمعظم الناس، مع الإشارة إلى وجود أمراض سرطانية نادرة تحددها العوامل الوراثية.
بعد رسم خريطة الجينوم البشري في تسعينيات القرن الماضي، كان العلماء يأملون في تحديد الجينات المسؤولة عن غالبية أنواع السرطان، وبالتالي صناعة الأدوية القادرة على القضاء عليها. إلا أن هذا المسعى لم يتحقق، إذ تكشف الأبحاث أن أفضل تفسير لمعظم حالات الإصابة بالسرطان هي العوامل البيئية التي تؤثر على الجينات.  
السرطان هو السبب الثاني للوفاة في الولايات المتحدة. مع ذلك، تُظهر أبحاث السرطان الحديثة أننا نملك نفوذاً كبيراً لتقليل مخاطر الإصابة به.  

المساهمون